الملتقى الكورالي الشبابي في جامعة الروح القدس جمع أصوات متناغمة لشبيبة من لبنان وأوروبا من مختلف الطوائف
وبدعم من وزارة الشباب والرياضة، وبالتعاون أيضا مع إتحاد الجوقات الأوروبيّة Europa Cantate ومع مركز الشباب الموسيقي العربي الأوروبي والحركة الثقافيّة في ليماسول Epilogi.
وهدف هذا الملتقى إلى التأكيد بأنه يمكن للحضارات والديانات أن تتلاقى وتتفاعل بدل أن تتصارع وتتنافس، وإن الإنسان عدو ما يجهل. فبينما تنظّم المؤسسات المذكورة أعلاه لقاءات شبابية حول مواضيع موسيقية تهم الشباب، كان على كلية الموسيقى في الجامعة أن تفكر في موضوع تناغم الأصوات في موضوع الموسيقى الدينية خاصة أن لبنان يضم 18 طائفة وهو منفتح في آن على الشرق والغرب.
وقد شمل الملتقى على مدى ثلاثة أيام محاضرات وورش عمل عن مختلف موسيقات الطقوس الدينيّة المسيحيّة الإسلاميّة – العربية الأوروبية وأمسيات موسيقية. إضافة إلى ذلك أعدّ عميد كليّة الموسيقى الأب د. يوسف طنوس والأستاذ في الكلية د. إدوارد طوروكيان مقطوعة معدّة من كل الطقوس الدينية أُنشِدت من قبل كل الجوقات في الحفل الختامي.
وقد ألقى الأب طنوس كلمة أعرب من خلالها عن سرور جامعة الروح القدس – الكسليك باستقبالها المشاركين في "ملتقى أصوات متناغمة" من محاضرين وقائدي جوقات ومنشدين وجمهور مستمع ومثقّف. وأشار إلى أن "حوار الحضارات والديانات ولقاءها أجدى بكثير من صراعها وتنافسها، فتعاونها يقدّم خيرا كثيرا للبشرية وللإنسان. وإن اختيار موضوع التراثات الموسيقية الدينية للملتقى في لبنان يؤكد أن لبنان وطن التعايش للديانات ووطن لقاء الحضارات، فلبنان هو "أكبر من وطن، هو رسالة" على ما قال قداسة البابا يوحنا بولس الثاني". وأضاف: "إن الملتقى الكورالي الشبابي يتركز على إظهار غنى التراثات الدينية المسيحية الإسلامية وتنوّعها، وعلى ضرورة معرفتها واحترامها". ورأى الأب طنوس أن "قدر الحضارات والديانات أن تتلاقى وتتفاعل بدل أن تتصارع وتتنافس. وإن جمع الشبيبة من لبنان وأوروبا ومن مختلف الطوائف والمذاهب لكي تتعارف وتتعاون على الصعيد الفني والإنساني يبرز وجه لبنان الحضاري الذي يمثل التعايش والحوار واحترام خصوصيات الغير من خلال طوائفه الثماني عشرة، في وقت تسعى فيه بعض السياسات والدول لكسر النموذج اللبناني وزرع التفرقة والصراعات بين الحضارات والطوائف، كما يبرز دور جامعة الروح القدس في الكسليك التي تسعى لتنشئة طلابها على الحفاظ على هويتهم وتراثهم وعلى احترام الآخر والانفتاح على الشرق والغرب".
أما ورشات العمل فكانت مواضيعها عن "الإنشاد الديني لدى السريان (الموارنة والسريان والأشوريين والكلدان) والدروز والأقباط"، و"الإنشاد الديني لدى اللاتين والبيزنطيين والشيعة"، وأيضا عن "الإنشاد الديني لدى الأرمن والبروتستانت والسّنة"، شارك فيها أساتذة موسيقى وطلاب وأعضاء جوقات.
وتخلل الملتقى ثلاث أمسيات موسيقية. وأحيت الأمسية الأولى كل من جوقة مدرسة فينيكس الدولية (بيروت)، جوقة المدرسة المركزية (جونية)، جوقة القديس ستفانوس المرتّل البطريركية، فرقة الأنوار للمدائح النبوية، جوقة Groung وجوقة VoiSingers الهنغارية. فيما أحيت جوقة جامعة الروح القدس – الكسليك، جوقة الإنشاد التراثية والفتلة المولوية، Schönstätter Marienschule Ensemble الألمانية، تجمّع شباب وصبايا عبيّه وEPILOGI Youth Choir القبرصية الأمسية الثانية. أمّا الأمسية الثالثة فتضمّنت استعراضًا سريعًا لكلّ الجوقات المشاركة، وتوزيعًا لشهادات التقدير والدروع، وأداء مقطوعة معدّة من التراثات الموسيقية الدينية المذكورة أعلاه.