طلاب مدرسة بشمزين العالية كرموا سعيد عقل

استهل الحفل بالنشيد الوطني ثم نشيد المدرسة. بعدها ألقت سارة يوسف كلمة ترحيب وتعريف تناولت فيها سيرة الشاعر عقل منذ ولادته حتى مماته، واستعرضت اهم مؤلفاته الشعرية والادبية التي جعلته "خالدا في تاريخ لبنان والعالم الثقافي".

بو كريم

بدوره، رحب بو كريم في كلمته بليون، وقال: "في كورة العلم والثقافة، كورة الزيتون المباركة، الخضراء بفعل سواعد ابنائها المتشبثين بهذه الارض المعطاء الابية. هذه الكورة التي ترفد الوطن باجيال تليها اجيال من المتعلمين والمثقفين الذين ساهموا ويساهمون ببناء هذا الوطن الذي احبه سعيد عقل حتى النفس الاخير".

وشدد على ان "هذه الكورة التي اعطت الوطن الكثير الكثير، ولم تنل من الغنائم سوى الفتات بفضل سلطة مركزية اذا استمرت على ما هي عليه فخراب البصرة آت لا محالة".

وشكر ادارة المدرسة التي كرمته بشرف عظيم وهو التكلم "بمناسبة تكريم هذا العملاق الزحلاوي الكبير الذي تكبر به الالقاب. فلو قلت الشاعر، الفيلسوف، الاديب او المفكر فكلها مجتمعة لا تفيه حقه، فدعوني اقول سعيد عقل فقط وذلك ابلغ".

وتمنى على ادارة المدرسة "تخصيص ساعة في الاسبوع على مدار السنة لقراءة مقتطفات من كتاب سعيد عقل "لبنان ان حكى"، إسوة بما كان يقوم به معلمه في الادب العربي حافظ ناصيف، في منتصف الستينيات، اثناء تعليمه تلامذة الصفوف الثانوية في اميون. عل التلامذة يتعرفون على لبنانه الاسطوري الذي مسخ على يد هذه الطبقة السياسية".

وشدد على "انه عندما تقرأ عن لبنان سعيد عقل، تشعر انك تنتمي الى بلد اكبر من كندا بالمساحة واكبر من الصين بعدد السكان"، شاكرا عقل وناصيف كونهما علموه "الوطنية وعز الانتماء الى هذا الوطن العظيم".

شاهين

واشارت شاهين في كلمتها الى ان "مدرستنا كان لها الشرف والفخر باستضافة الشاعر الكبير سعيد عقل، يوم حل فيها ضيفا عزيزا، وعقلا وازنا، فكان خطيب حفل التخرج، في العام 1952، لذلك كان وسيبقى في الفكر والقلب والوجدان، من خلال ابن بلدته زحلة، وصديق مسيرته الاخيرة، زمن النضوج الفكري العظيم، ومكرمه عندما كان وزيرا للثقافة، عنيت به ضيفنا الكريم، الوزير السابق كابي ليون الذي نشكر ونثمن حضوره بيننا".

ليون

اما ليون فقد عبر عن سروره لوجوده في ربوع الكورة الخضراء، وقال: "في حضرة امير الكلمة نشعر ان كلماتنا صغيرة جدا. ويصعب علينا اليوم الكلام والتعبير لاننا في حضرة الغائب الحاضر سعيد عقل، وفي حضرة المثقفين والشعراء والادباء الكورانيين".

وأكد انتمائه الى سعيد عقل "بداية لانه من زحلة، ولان والده كان من رعيل سعيد عقل ورفاقه وان رحل قبله بربع قرن، ولكنه علمني حب سعيد عقل، وانا لقنت ان انمو واحب وافتن بسعيد عقل المعلم. وانا انتمي الى سعيد عقل لان الظروف شاءت ان اكون وزير ثقافة، ووزير الثقافة قيم على الكبار الكبار امثال سعيد عقل. وبهذه الانتماءات الثلاث كان لي ان ازوره بحضور الاعلام او بعيدا عنه، فكنت احج الى منزل سعيد عقل لاغني روحي بمحبة لبنان ومحبة الكلمة واكون على ثقة تامة بان عملي السياسي ناجح وان كان مع شخص فاق المئة عام، الا اني كنت اشعر باني اقوم بعملي السياسي في المكان الصحيح وكان هو المعلم".

وتطرق الى اول معرفته له بسعيد عقل وشعره، حينما كان تلميذا على مقاعد الدراسة اثناء محاضرة له بعيد المعلم. وعبر عن "اعجابه الكبير بعد ذلك بكل ما كتبه الشاعر، وقد راح ينهل منه بشغف كبير".

ونوه بمدرسة بشمزين العالية، "تلك المدرسة العريقة، ليس بقدم عهدها، بل برسالتها التي لم تقف عند حدود التلقي، بل تجاوزت ذلك الى تنمية الحس الجماعي لدى طلابها".

وتوجه الى الطلاب بالقول: "سعيد عقل ظاهرة لن تتكرر، او من الصعب جدا تكرارها ان بالشعر او الادب او الفكر او في حب الوطن، في اللغة او في اللاهوت. واتمنى عليكم مهما قرأتم في سعيد عقل تحت هذه العناوين وفي اي مجال، في الفكر والادب او الفلسفة واللاهوت ان تنهلوا من شعره، لان العنوان العريض لسعيد عقل هو الشعر. والشعر عظيم، اذ لا وجود للارهاب حيث يوجد الشعر، ولا وجود لعقل داعشي في الشعر، ولا وجود للبشاعة في الشعر، فالشعر مرادفه الخير، والخير مرادف لله، والظروف التي يشهدها اليوم لبنان والمنطقة، على قدر صعوبتها، ومهما طالت، هي مرحلة وستزول".

ودعا أخيرا الى "العودة للاصالة والجمال والحق والخير والى سعيد عقل. واعلموا ان لبنان عظيم".

ثم قدمت له شاهين درعا تقديرية، كما قدم له رئيس اللجنة الادارية في المدرسة وليد النجار كتابا عن مدارس بشمزين، كما قدم له الفنان التشكيلي ميشال داوود لوحة فنية تحمل رسم الشاعر سعيد عقل بريشته، اعتبرها ليون امانة لديه، مطلقا وعدا على نفسه لتوضع في مركز سعيد عقل الثقافي في زحلة وان لم تتوفر الاموال بعد ليستهل العمل بالمشروع.

وختاما، ألقى عدد من الطلاب قصائد شعرية لسعيد عقل، كما غنت الطالبة فنيسا خضور أغاني من كلماته.