مؤتمر دولي لجامعة المعارف عن التأصيل الثقافي للعلوم الإنسانية: رؤى وتجارب

نظمت جامعة المعارف مؤتمرا دوليا عن "التأصيل الثقافي للعلوم الإنسانية: رؤى وتجارب"، في "قرية الساحة التراثية" في بيروت، استمر يومين.

اليوم الاول
فقد عقدت في اليوم الاول ثلاث جلسات، تمحورت الأولى حول "نشأة العلوم الإنسانية الغربية، وأسباب هيمنتها"، ترأسها رئيس جامعة حلب الدكتور مصطفى أفيوني. وتحدث فيها رئيس اللجنة الحوزوية للمجلس الأعلى للثورة الثقافية في ايران الدكتور حميد رضا ارسانيا، عن "الأبعاد الفكرية والفلسفية والاجتماعية لمنهجية العلوم الإنسانية الغربية".

وفي المداخلة الثانية تناول عميد كلية العلوم الإجتماعية في جامعة ويسكنسن في الولايات المتحدة الأميركية الدكتور سيف دعنا "إشكالية تحول العلوم الإنسانية الغربية إلى علوم مهيمنة عالميا".

اما دور الجامعات في نقل هيمنة العلوم الإنسانية الغربية واستمرارها، فقد تناوله الأستاذ المحاضر في عدد من الجامعات الهندية الدكتور شاندراكانت راجو.


الجلسة الثانية تمحورت حول "أزمة العلوم الإنسانية الغربية"، ترأسها المدير العام لمركز الأبحاث والدراسات التربوية (من لبنان) عبد الله قصير.

المداخلة الأولى طرحت إشكالية "العلوم الإنسانية في خدمة من: علوم من أجل الإنسان أو من أجل السيطرة"، تناول فيها رئيس المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق الدكتور عبد الحليم فضل الله (من لبنان)، "علاقة العلوم الإنسانية بالمجتمع والسلطة".

بدوره، تناول الباحث والصحافي الهندي، الدكتور كلود الأريس، النظام المعرفي الأكاديمي الحديث في "منطقتنا خلال مرحلة السيطرة الاستعمارية".

أما الباحث وأستاذ الفقه والأصول في حوزة قم في إيران الدكتور أحمد حسين شريفي، فتناول مفهوم "العلوم الإنسانية الشائعة، التي يعتريها جوانب ضعف مهمة".

المحور الأخير لليوم الأول من المؤتمر، تناول نقد العلوم الإنسانية الغربية، وترأسه الرئيس السابق لجامعة الإمام الصادق الدكتور محمد سعيد مهدوي كني. واستهل الحديث في هذا المحور مدير مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي الشيخ محمد حسن زراقط الذي عالج اشكالية "نقد النزعة العلموية في الغرب".

أما الدكتور رمضان برهومي، من جامعة الزيتونة في تونس، فرأى أنه "من المفترض في بداهة الحقائق أن السؤال في نظرية المعرفة وصيرورتها يقترن على وجه الضرورة بالنظر والتدبر في تنوع العلوم وتصنيفها على اعتبار الموضوعات من جهة تعاليها أو واقعيتها ومناهجها بالتحقق في مدى صوريتها أو ماديتها".

اليوم الثاني
وفي اليوم الثاني للمؤتمر، عقدت ثلاث جلسات عن "تجارب في التأصيل الثقافي"، ترأس الجلسة الاولى رئيس جامعة عمران من صنعاء- اليمن الدكتور محمد ضيف الله القطابري. وقدم الدكتور محمد سعيد مهدوي كني (من إيران) مداخلة عن التجربة الإيرانية، فطرح في ورقته شعار "الجامعة الإسلامية المرجع".

أما الدكتور أنور أبو طه من فلسطين، فعرض تجربة المعهد العالمي للفكر الإسلامي في "إسلامية المعرفة" وذلك من خلال "عملية إنتاج المعارف في شتى العلوم والتي ساهمت في بناء الجامعة الإسلامية في ماليزيا والمعاهد المختلفة".

التجربة التركية، حضرت في مشاركة الدكتور إبراهيم پور، من تركيا، والذي عرض "أثر التغريب على النظام التعليمي في تركيا وما تركه من عواقب على المجتمع، انطلاقا من المعطيات التاريخية".

وترأس الجلسة الثانية منسق مشروع "تحرير الجامعة" (من الهند) الدكتور كلود الاريس. المداخلة الأولى كانت من أفريقيا للدكتور لوتو بابوزيبوا من أوغندا والتي حملت عنوان "الأفكار والتجارب الأفريقية حيال تأصيل العلوم"، إذ ركز الباحث على "إعادة تنشيط جميع المواقع الثقافية والفكرية في المجتمع واللغات القومية.

أما تجربة جنوب شرق آسيا فعرضها الدكتور سيد فريد العطاس بعنوان "النظرية الجنوبية، التحرر من الاستعمار والعلوم المستقلة". فعرض العطاس فكرة "النظرية الجنوبية" التي طرحت "كعلم اجتماعي مستقل متحرر من الاستعمار".

وعن "دور الجامعة في التأصيل الثقافي"، عقدت جلسة برئاسة مدير جمعية المعارف الإسلامية في لبنان الشيخ الدكتور أكرم بركات، تحدث فيها الدكتور طلال عتريسي من جامعة المعارف عن "واقع العلوم الإنسانية في الجامعات العربية"، مستعرضا "إشكاليات التعامل مع العلوم الإنسانية في الجامعات العربية.

بدوره، عرض الدكتور محمد ضيف الله القطابري من اليمن، "مناهج التعليم الجامعي والتأصيل الثقافي". وركز في دراسته على ضرورة احتواء المناهج على "أساسيات التأصيل الثقافي لمحتوياتها العلمية بالشكل الذي يضمن تحصين شبابنا ومجتمعاتنا العربية والإسلامية من مخاطر الانحراف الفكري والغزو الثقافي.

وتطرق الدكتور حجاج أبو جبر، من مصر، في دراسته عن "العلوم الإنسانية في خدمة المجتمع" الى مفهوم "عصر بناء الأمة".


وكانت قد شهدت جلسات المؤتمر عددا من المداخلات والأسئلة من قبل الحضور. ومع نهاية الجلسات، توجه منسق المؤتمر الدكتور عتريسي، بالشكر للحضور واعدا بأن "أعمال هذا المؤتمر بصدد الجمع والمراجعة تمهيدا لإصدار الكتاب، على أمل أن يترجم إلى أكثر من لغة".

وفي الختام، وزع رئيس جامعة المعارف دروعا تكريمية على المشاركين في المؤتمر.