دكاش في تخريج 483 طالبا وطالبة من العلوم الطبية: نؤمن بأنكم ستواجهون تحدي نهوض الدولة وخدماتها
احتفلت جامعة القديس يوسف في بيروت بتخريج طلاب العلوم الطبية في حديقة الحرم، طريق الشام، في حضور رئيس الجامعة البروفسور سليم دكاش اليسوعي، عميد كلية الطب البروفسور رولان طنب، ضيف الشرف العميد الفخري في الكلية البروفسور بيار فرح، ممثلي السلطات الديبلوماسية والعسكرية والمدنية والدينية، وجمع من العمداء والمديرين ومسؤولي الجامعة والأساتذة وأهالي الطلاب.
دكاش
إستهل الاحتفال بدخول الأطباء والاختصاصيين من مختلف المهن الصحية، فالنشيد الوطني، ثم ألقى البروفسور دكاش كلمة شكر فيها ضيف الشرف العميد الفخري البروفسور فرح على "إلقائه محاضرة التخرج والذي جاء خصيصا من نجامينا في التشاد حيث تقاعد".
وأضاف: "أدرك كم كان عليكم أن تواظبوا وتثابروا للوصول إلى هذا اليوم، بحيث تحظى جهودكم اليوم بالمكافأة. في جامعتنا، الطالب المتخرج هو شخص بارع حقق ذاته، وعندما ينهي دراسته، هو مواطن يعي واجباته. نحن نعرف وأنتم تعرفون أن هناك الكثير من المشاكل وأن هناك أمورا لا تسير على ما يرام، وأن السياسة ليست دائما في خدمة الخير العام، ولكننا نؤمن بأنكم ستواجهون بأنفسكم تحدي نهوض الدولة اللبنانية وخدماتها المختلفة".
وتابع: "سوف تجعلكم مهنيتكم وصرامتكم وتفانيكم في المهمة قادة لجيلكم. القائد هو الشخص الذي يتمتع برؤية لما يجب عليه فعله، إلا أن القائد الحقيقي يسترشد بالقيم وهي من ثلاثة أنواع: النوع الأول هو القيم الاجتماعية مثل المشاركة، والإخلاص، والصدق، والتضامن، والإصغاء، وحماية كرامة كل واحد. النوع الثاني هو قيم المواطنة التي يحتاج اليها بلدكم بشكل ملح اليوم وغدا. أما النوع الثالث فهو القيم الفكرية لأن جسدنا ليس مسيرا فقط بحاجاته بل بالعقل الذي يتمتع بقيمه الخاصة، مثل الذكاء النقدي بدلا من الأحكام المسبقة والخرافات، والحكمة بدلا من التطرف، والفن والإبداع بدلا من القدرية".
وختم: "كان وطننا وسيبقى عظيما بعظمتكم وإنجازاتكم الإنسانية والمهنية. لبنان ليس بالنسبة إليكم مجرد مكان سياحي ولكنه الأرض التي تتجذرون فيها وجبل أحلامكم! لا تنسوه! أحبوه".
من جهته، أضاء البروفسور طنب على محطات لافتة في سيرة ضيف الشرف، فبعد تسلم البروفسور فرح عمادة كلية الطب مدة 12 عاما "لم يتقاعد ليتمتع براحة يستحقها، بل ذهب إلى افريقيا متحديا كل المخاطر ومتخطيا كل العقبات من أجل تأسيس وإدارة مدرسة طب مخصصة للأكثر فقرا. متسلحا بإيمانه وشجاعته، ها هو يعيش منذ 10 أعوام في التشاد، جالبا معه أفضل الأساتذة من لبنان وفرنسا".
في محاضرته، توجه البروفسور فرح إلى الطلاب قائلا: "لقد واجهتم تحديات جمة خلال دراستكم، وأنا واثق بأنكم ستعرفون الافادة في رحلتكم المهنية من الإمكانات التي وضعت في تصرفكم. اسمحوا لي أن ألفتكم إلى متطلبات مهنتكم: لم تعودوا مجرد مراقبين، بل أصبحتم فاعلين في مجال الصحة، لذلك عليكم توسيع أفق نظرتكم إلى ما هو أبعد من الكتب والدروس، لأن على الإنسان إعطاء معنى لحياته، وأنتم بالذات عليكم إعطاء معنى للعمل الصحي الذي تقومون به".
وسأل: "لكن ما هي الصحة؟"، واستعار تعريفا لرئيس الجامعة السابق الأب جان دوكروييه اليسوعي الذي اعتبر أن "الصحة هي التي تسمح للإنسان بتعبئة طاقاته كلها من أجل تحقيق دعوته وخير الآخرين".
وتحدث عن تجربته في التشاد، واعتبر أن المبادئ التي ذكرها "لها قيمة في البلدان الفقيرة، أما تطبيقها في تلك البلدان فيغني صاحبها أكثر من العمل بها في البلدان المتحضرة".
كلمة اتحاد جمعيات قدامى جامعة القديس يوسف ألقاها الأمين العام للاتحاد ورئيس جمعية قدامى كلية الصيدلة البروفسور كريكور ساهقيان.
وبعدما ألقت فرح حيدر الحائزة المرتبة الأولى في دفعتها في كلية طب الأسنان كلمة باسم الطلاب، وبعد تلاوة الدكتور سليم اسماعيل الحائز المرتبة الأولى في كلية الطب قسم أبقراط مع متخرجي كليته، وليا سمعان الحائزة المرتبة الأولى في كلية العلوم التمريضية قسما مع بقية المتخرجين، سلم البروفسور دكاش المتخرجين الجدد الشهادات.
وخلال الاحتفال، سلم البروفسور دكاش الشهادات لـ 483 طالبا وطالبة تخرجوا من الكليات والمعاهد التالية: كلية الطب، معهد العلاج الفيزيائي، المعهد العالي لتقويم النطق، معهد التأهيل النفس-حركي، كلية طب الأسنان، كلية الصيدلة، كلية الصيدلة فرع علم التغذية وتنظيم الغذاء، مدرسة تقنيي المختبرات والتحاليل الطبية، كلية العلوم التمريضية ومدرسة القبالة.
وسلم الدكتور إدوار حجار جائزة البروفسور جوزف حجار لأفضل أطروحة، وفاز بها
الدكاترة: كلوي سعادة وياسمين حبلي وجيروم كعيكاتي.
واختتم الاحتفال بشرب نخب المناسبة في حديقة الحرم.