طلاب البلمند اطلقوا مشروع بالون من دون طيار إلى طبقة الستراتوسفير

قام فريق من طلاب الهندسة الميكانيكية وهندسة الطيران في جامعة البلمند باطلاق مشروع بالون من دون طيار وغير مسيطر عليه على ارتفاع عال يمكن أن يصل إلى طبقة الستراتوسفير (وهي ثاني أكبر طبقة في الغلاف الجوي للأرض) وتتدلى منه كبسولة مجهزة بالمظلات لكي يتم استرجاعها بعد هبوطها في الأراضي اللبنانية.

أطلق البالون - الكبسولة بنجاح من نادي الغولف في بيروت واستغرق تسعا وأربعين دقيقة للوصول إلى ارتفاع ثلاثين كيلومترا فوق الارض (في طبقة الستراتوسفير)، محققا الهدف المرجو منه وبعدما انفجر البالون عند هذا الارتفاع، انفتحت المظلة بنجاح واستغرقت الكبسولة حوالى ثماني عشرة دقيقة لتهبط في شمال بعلبك - البقاع.

كانت الكبسولة تحتوي على جهاز ال GPS الذي حدد مكان الهبوط بعد ساعتين من الانطلاق، هرع الفريق الى المكان واسترجع الكبسولة بعد مشي مسافات طويلة في جبال وعرة شديدة الانحدار.

عمل فريقان من طلاب الهندسة الميكانيكية وهندسة الطيران في هذا المشروع الذي يشرف عليه الدكتور جوني عيسى، بحيث نجح الفريق الأول الذي يتألف من الطلاب: أنطوني ديبا، غدي موسى وطارق الطحان في تصميم وبناء كبسولة تحتوي على جهاز GPS وقادرة على تحمل الظروف القاسية للرحلة، إذ قاومت الرياح وانخفاض درجات الحرارة (55 درجة تحت الصفر على مقياس سلزيوس) وقوة الارتطام عند الهبوط وقد كانت الكبسولة قد صممت لتكون بمثابة منصة تصوير لالتقاط صور وتسجيل الرحلة فوق لبنان.

أما الفريق الثاني الذي اهتم بالديناميكا الهوائية والمؤلف من الطلاب:إيلي الشامي، ايلي محفوض وإيلي حرب فقد حدد مسار الرحلة المتوقع ومكان الهبوط استنادا إلى بيانات الأرصاد الجوية المعنية بالرياح المتوقعة يوم إطلاق البالون وبناء على حسابات قوة الدفع والسحب شملت مهمة هذا الفريق أيضا تجهيز البالون والمظلة بالكمية المناسبة من الغاز وضمان عدم تسربه وقد ضمن هذا الفريق هبوطا سلسا وآمنا داخل الأراضي اللبنانية وهبوطا للكبسولة ضمن ثلاثة كيلومترات من القطر المتوقع .

إن نجاح مهمة البالون ذهابا وإيابا واستعادته بيانات هامة، وهي عبارة عن صور لرحلته الفضائية، جعل الفريق الثاني أن يتحقق من صحة حساباته وتقديراته في ما يتعلق بمشاريع بالونات العلو المرتفع وهذا النجاح قد يمهد الطريق لمشاريع مستقبلية أخرى في سماء لبنان ذات أهداف علمية مختلفة، على سبيل المثال بيانات الطقس والرياح التي يمكن جمعها أثناء ارتفاع البالونات وبيانات رصد تلوث الهواء على ارتفاعات مختلفة.

إن هذا المشروع لم يكن لينجح من دون دعم ومساعدة قسم الهندسة الميكانيكية وهندسة الطيران في جامعة البلمند والجيش اللبناني والمديرية العامة للطيران المدني وجمعية مجد الغد.