مطر خلال تخريج طلاب مدرسة الحكمة عين الرمانة: مهما تقلبت الأمور نؤمن بلبنان الواحد والمتنوع

افرام
قدم الحفل شعرا ونثرا الشاعر قزحيا ساسين، وتحدثت فيه رئيسة رابطة الهيئة التعليمية المربية جيسيكا أبي عراج ومدير القسم الثانوي أنطوان إليان، وألقت كلمة الطلاب بالفرنسية الطالبة كارن خباز وبالعربية الطالب إبراهيم الحاج سليمان، ثم ألقى رئيس المدرسة الخوري داني افرام كلمة قال فيها: "أنتم المكرمون اليوم، مكرمون لخمسين سنة من التكريس والالتزام، لا بل أكثر من ذلك، لنهج الحياة الذي اخترتموه وقلة من يجرؤون على هكذا اختيار".

وتوجه الى المطران مطر بالقول: "أما أنتم يا سيادة المطران، ففريد من نوعكم، إذ إنكم لا تسكنون عالم الحقيقة وحسب، بل تعيشونه. إن جدليتكم لا تقتصر على الجدلية الهيغلية بل هي روحية وإنسانية. الآخر بالنسبة إليكم هو الإثراء والشباب".

وللمتخرجين قال افرام: "أنتم تلامذة الحكمة والتفكير الحكيم، وعلى هذا الأساس نقدم لكم الحياة الحق. فانهلوا منها وأغنوها بروح الشباب ولا تنسوا أن تزيدوها حكمة فأنتم حكمويون. كبيرة هذه مسؤوليتكم، إذا لا يحق لكم أن تكونوا تبعين إنما قادة. كونوا منفتحين على الآخر وعلى الحياة وقلبوا صفحاتها ككتاب مفتوح ثم أضيفوا على أسطره ما حققتم من أعمال باسلة".

مطر
من جهته، أشاد مطر بما تقدمه مدرسة الحكمة مار يوحنا مارون إلى تلامذتها، وقال: "أشعر اليوم بغبطة خاصة، سوف نحتفل في الثالث من حزيران ب 140 سنة على تأسيس أول مدرسة للحكمة في بيروت و140 سنة على تأسيس جامعة الحكمة التي بدأت بكلية للحقوق، ثم صارت اليوم جامعة تعشش طير السماء في أغصانها".

وخاطب الخريجين بالقول: "أنتم هنا في عين الرمانة، على ما كان خط تماس، وهو اليوم خط تلاق بالمحبة من أجل لبنان. لبنان الخير والتلاقي، لبنان العيش الواحد، لبنان الثقة بالآخر، لبنان الحب. مدرسة الحكمة هذا دأبها، تؤمن بأن اللبنانيين يستطيعون أن يحبوا بعضهم بعضا وأن يكونوا إخوة، هذا شعار الحكمة. مهما تقلبت الأمور نؤمن بلبنان الواحد والمتنوع المبني على الحب. عشنا هذه الحقيقة 140 سنة وسنعيشها لمئات السنين إن شاء الله، لأن لبنان مدعو ليبقى وسيبقى، بإذن الله".

أضاف: "لا نريد لبنان برجا عاجيا، نسكن فيه ونترك الآخرين يديرون أمورنا، على العكس، نحن نحمل هم العرب ونحن منهم. نحن نريد صلحا وسلاما يبنيان على العدل واحترام الحقوق يتنافيان مع الظلم. وبالنسبة لما يجري في عالمنا ومحيطنا اليوم، ندعو إلى وقف التقاتل والتخاطب بالقنابل والمدافع، إلى وقف عدم الثقة بالآخر، إلى وقف العداوة التي هي ليست من الله. الله خلق القلوب البيضاء ويثبتها الإنسان بأعماله".

وختم: "أنتم اليوم، ستذهبون إلى الحياة، لتنهلوا منها سعادتكم كلها وتكونون بعضكم لبعض خداما صالحين. تصالحوا بعضكم مع بعض، أيها اللبنانيون، توافقوا، إحفظوا لبنان يحفظكم الله. لبنان ثروة إنسانية لا تقدر، ونحن مسؤولون عنها لئلا تضيع من يدنا، لا سمح الله، وينكسر شيء كبير في هذا الشرق".