افتتاح معرض المهن في جامعة الحكمة
مبارك
افتتح المعرض بالنشيد الوطني وبكلمة لرئيس الجامعة المونسنيور كميل مبارك، شكر فيها الوزير قزي على "رعايته للمعرض كما شكر الشركات والمؤسسات على مشاركتها داعيا "طلاب الحكمة وجامعات لبنان للاستفادة منه،للبقاء في وطنهم لخدمته من خلال علمهم".
وقال: "منذ تأسست الحكمة جامعة ومدرسة عام 1875 ونحن نحتفل هذا العام بيوبيل 140 سنة على تأسيس معهد الحكمة العالي لتدريس الحقوق ولمدرسة الحكمة الأم. ونحن في هذه السنة اليوبيلية نتطلع إلى إنشاء كليات جديدة تضاف إلى كليات الجامعة السبع".
اضاف:" وهدفنا من تطوير عمل الحكمة الآكاديمي والجامعي يرتكز على ثلاث ركائز.الركيزة الأولى متابعة رسالة الحكمة مثلما رآها المثلث الرحمة المطران طوبيا عون ومثلما أسسها المثلث الرحمة المطران يوسف الدبس،أي بروحانية المسؤول في الوطن قبل المسؤولية في العلم. ولا تقوم مسؤولية في الوطن إلا إذا امتلا الرأس علما وثقافة يا معالي الوزير ماذا تريدني أنا أقول لك في هذه المناسبة التي ترعاها مشكورا؟ مشكلتنا في لبنان أن لدينا رؤوسا فارغة وقلوبا ممتلئة حقدا وكراهية.
واكد:" ان رسالتنا هي تربية طلاب قلوبهم ممتلئة محبة وعقولهم علما وثقافة.الركيزة الثانية تكمن في انخراط مؤسستنا الخاصة انخراطا كاملا مع المؤسسات الرسمية لنتعاون معا من أجل الخير العام. ولقد بدأنا هذا التعاون على عدة مستويات، في الإدارة والتدريس والتتخطيط للمستقبل الذي نتمنى أن يكون أفضل. ركيزتنا الثالثة تربية جيل جديد مليء بالمحبة والعطاء بدءا من عائلتهم لتكون الدنيا أحلى".
وتوجه الى الوزير وقال:" صارت الدنيا بشعة في زمننا هذا.ألا تراها بشعة؟ نحن نراها بشعة ولأجل ذلك نطلب من كل الطلاب الجامعيين والآساتذة والموظفين أن يعملوا جاهدين لتعود الدنيا أحلى وإنشاء الله بوجودك يا معالي الوزير تصبح الدنيا أحلى".
الوزير قزي
ثم ألقى الوزير قزي كلمة تحدث فيها عن "الحكمة أمجادا وتاريخا وتراثا وطنيا ،وقال: نحيي رئيس الجامعة المونسنيور كميل مبارك الذي نتابعه بمواقفه الروحية والوطنية والعلمية.وانت مثال عن المواطن اللبناني المسؤول الذي يمثل العقل المليء بالعلم والقلب المفعم بالمحبة".
وقال:" صغيرا نشأت اسم مدرسة الحكمة، وشابا تابعت تطور جامعة الحكمة.واسم الحكمة في لبنان له وقع خاص على جميع اللبنانيين.لأن الحكمة جمعت، كما قال سيدنا،العلم والأخلاق والوطنية، وهذا المثلث هو المثلث الضروري لتربية الإنسان ولبقاء الأوطان.
لا وطن من دون ولاء له ووطنية.لا مجتمع من دون أخلاق ولا تقدم من دون علم.من هنا دور جامعة الحكمة بكلياتها السبع وآلاف الطلاب ،أن تكون مميزة عن كل الجامعات في لبنان. ونحن كلبنانيين لدينا الثقة بجامعاتنا الوطنية، وخصوصا بتلك الجامعات التي تعلم الوطنية والفكر اللبناني الصافي ولا تخجل من الأفكار المتقدمة كالتي يقولها المونسنيور مبارك في حواراته وندواته".
تابع:" نحن نريد لجامعاتنا الوطنية أن تتطور.وأنا كوزير عمل، وعدي للجامعة كإدارة أن ندعم كل جامعة وطنية وفي طليعتها جامعة الحكمة .ووعدي لأساتذة جامعة الحكمة أن أناشد محاولة خلق اليد العاملة التقنية والعلمية والأخلاقية لمجتمع التعليم في لبنان،حيث تدعو الحاجة.أعني أننا مع التفاعل الحضاري،وهذا يجب أن يكون في كل جامعة،أساتذة من دول أخرى ومن مجتمعات أخرى من أجل التفاعل الحضاري والثقافي والعلمي،ولكن يجب ألا تكون فكرة الإستعانة بالخبرات الأجنبية على حساب الخبرات اللبنانية.أن قدراتنا اللبنانية موجودة في كل جامعات العالم.لا تطأ قدمك جامعة في أميركا وأوروبا ،إلا وتجدون فيها رؤساء عمداء آساتذة لبنانيين.علينا أن نستفيد من هذه الكفاءات اللبنانية في وطننا.ووعدي لكم يا شباب لبنان وشباته أن أمنع ، وهذا ما أقوم به،المنافسة الأجنبية.ولكن منع الأجانب العمل في لبنان ،ليس هدفا بحد ذاته،إذا لم يقدم شبابنا وشباتنا على العمل في لبنان،وان يتخلصوا من نزعة الهجرة ومن نزعة الربح المادي على حساب التعلق بأرض الوطن.فلا أستطيع أن أرفض لمؤسسة طلبا لخبراء أجانب ،إن لم يكن اللبنانيون مستعدين للدخول إلى كل المهن الموجودة في كل قطاعات العمل اللبنانية".
اضاف الوزير قزي:المؤسف ،أن هناك فئات لبنانية كثيرة تحجب عن العمل في المهن اللبنانية.نريد أن نصل إلى القمة قبل البدء بالخطوة الأولى.ونريد أن نكون في الأفق ونن ما زلنا عند رمال الشاطىء.من هنا أدعو طلاب الحكمة وكل لبنان،وبعد تجربة سنة على رأس وزارة العمل، رأيت فيها كيفية تطور سوق العمل في لبنان.نحن بحاجة إلى شبابنا وشباتنا للانخراط في سوق العمل".
وتوجه للطلاب:"سوق العمل بحاجة إليكم. إن الإستعانة بالخبرات الأجنبية، وأقولها بكل موضوعية ناتجة في غالب الأحيان عن عدم وجود الكفاءات اللبنانية .ليس لأنه ليس لدينا كفاءات، بل لأن كفاءاتنا ترفض العمل في عدد كبير من القطاعات.لا يمكن أن يعمل اللبناني في المهن المتميزة فقط .ولا يمكن أن يصبح اللبناني مشهورا منذ اليوم الأول لدخوله إلى العمل. كلنا كنا تلاميذ في الجامعات، ومررنا بكل أنواع التجارب ولكن علينا أن نبقى سنوات لنصل إلى ما نصبو إليه".
تابع:" وفي هذا الإطار ودائما عندما أتحدث في الجامعات والمدارس أشدد على الثقافة. ولكم أقول ،لا قيمة للعلم من دون ثقافة ولا قيمة للثقافة من دون حضارة.اليوم تسمعون:أي رئيس جمهورية نريد للبنان؟ قوي ،ضعيف.14 أو 8 أذار،في الوسط.أنا أقول، نريد رئيسا حضاريا .رئيس يعرف من هو موزار وبيتهوفن، هذا هو الرئيس الذي نريد.رئيس يعرف الفكر والتاريخ والجغرافيا والعلم ،لأن لبنان هو بلد الإشعاع، ويجب أن يكون رئيسه رئيسا مشعا بفكره قبل أن يكون مشعا بثقافته".
وختم:" من هنا أدعوكم في معرض المهن الذي أصبح تقليدا في الجامعات،أن تنهلوا العلم والوطنية والثقافة والأخلاق وأنتم في صرح العلم والوطنية والأخلاق والثقافة".