أيوب لخريجي الحقوق: شهادتكم أمانة فواجهوا الظلم بحماية العدالة والفساد بالإصلاح

احتفلت كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية بتخريج دفعة جديدة من طلابها، برعاية رئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب وحضوره، وذلك في احتفال أقيم في مدينة رفيق الحريري الجامعية في الحدث - قاعة المؤتمرات.

حضر الاحتفال عميد الكلية الدكتور كميل حبيب، ممثل الأساتذة ورئيس هيئة المندوبين الدكتور علي رحال، وشخصيات قضائية وقانونية وعدد من الأساتذة والموظفين وأهالي الطلاب.

بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة، ألقت الدكتورة رانيا صليبا كلمة رحبت فيها بالحضور وهنأت الخريجين.

كلمة الخريجين
ثم ألقت الطالبة جوانا أيوب كلمة الخريجين عبرت فيها عن فخرها بـ "التخرج على يد نخبة من الأساتذة القانونيين والقضاة والمحامين الذين تركوا أثرا كبيرا في نفوس الطلاب"، لافتتة إلى أن "الجامعة اللبنانية هي البيت الكبير الذي يحتضن أبناء الوطن على اختلاف انتماءاتهم ومناطقهم، وهي جامعة وطن عرفت عاصمته بأم الشرائع".

رحال
وألقى رحال كلمة قال فيها: "كفى طعنا بلبنان وبالجامعة اللبنانية، كفانا هجرة للأدمغة. آن الأوان للمواطنة الحقة وحان وقت العدالة الاجتماعية ليبدأ الكلام ليس فقط بعودة الأدمغة بل باستقبال أدمغة لننطلق إلى لبنان جديد وطن نهائي لأبنائه فعلا وتطبيقا لا قولا وكتابة".

وتوجه إلى الخريجين قائلا: "لقد أثقلناكم بثقل من ذهب، لكن هذا الكنز زرعناه في عقولكم وليس في جيوبكم، لا تجعلوا هذا الكنز نحاسا بل أبقوه ذهبا لامعا باستخدام صالح وبإضافات من دراسات وأبحاث وتعزيز بأفكار ومبادئ ليكثر نتاجكم ليضيء قلوب أهاليكم الحاضرين وتزيدوننا فخرا بكم كما نفتخر بكم الآن".

حبيب
وكانت كلمة لحبيب قال فيها: "في العيد الستين لإنشائها، ترفل كلية الحقوق بأجمل أثوابها غير آبهة بثرثرات التكاذب الاجتماعي، مرفوعة الرأس، ناصعة الجبين، لم يدخل الشيب في شعرها، سيدة في وطن، يطفح قلبها حبا وسلاما، فكلية الحقوق بيئة ورسالة وحصن للحرية الفكرية والكرامة الإنسانية وموطن الخلق والإبداع ومشعل معرفة في ركب الحضارة الانسانية".

أضاف: "عندما يبلغني أحدهم أن طالبا حقق إنجازا علميا أو طالبة نالت منحة دراسية لمتابعة دراستها في أرقى الجامعات العالمية، أجيب بكلمة واحدة: إنها الجامعة اللبنانية، جامعة الوطن، وليس لنا من مشكلة مع الوطن. إنها جامعة الفقراء، وليس لنا من مشكلة مع الفقراء الأذكياء. إنها جامعة الجيش الثاني، ونحن والجيش صنوان في الانتماء والأهداف. إنها ابنة الدولة، ونحن ندرس القانون ونحترم القانون".

واعتبر أن "مشكلة الجامعة اللبنانية هي أنها ليست ابنة طائفة أو مذهب أو حزب أو نظام، مشكلتها أنها تتسع لكل الناس، ومشكلتها تكمن في قانون 42/97 الذي سلبها استقلالية قرارها في تفريغ أساتذتها أو انتخاب عمدائها وتشكيل مجلسها، ورغم قدرات رئيسها ومجلسها على تنظيف ذاتها بحركة دائمة كأمواج البحر، تبقى السياسة عائقا أمام تطورها، ورغم كل التجلي، نحن لسنا في منافسة مع أحد والأوائل الفائزون في امتحانات الشهادة الرسمية يأتون إلينا رغم كل الإغراءات، فقط لأننا الأوائل".

أيوب
ثم ألقى البروفسور أيوب كلمة لفت فيها إلى أن "عالمنا يعيش في سباق لاستحداث سبل الابتكار بهدف التفوق والسيطرة، وهذه سمة عصرنا الحاضر الذي يشهد تنافسا لاستغلال ما أمكن من الطاقات أينما وجدت وحيثما حلت ودون التفات إلى معيار أو حدود، وهذا ما يدفعنا إلى القول بأنالتشريعات التي حددت نظم التعامل وفرضت قوانينها على العالم باتت طوع إرادات تخدم أهدافها ومصالحها".

واعتبر أن "الحق منوط دائما بأهله الذين تقع عليهم مسؤولية تبيان الحقائق، فالحقوقيون هم السياج الذي يصون القانون ويحصن التشريع من كل ما يشوه صوره، وهم وحدهم من عليهم الآمال في منع الخلل ورأب الصدع وتصويب البوصلة لإعادة تغليب منطق القانون"، لافتا إلى أن "اختيار الخريجين في قسمي الحقوق والعلوم السياسية والإدارية لهذين التخصصين يعني تفضيلا لهما عن سواهما من الاختصاصات، وهما اختصاصان متلازمان ومتكاملان"، مشيرا إلى أن "للسياسة قانونها الذي يضبط ممارستها ويحدد أطرها والقانون يقوم على سياسة التشريع التي تحكمها العدالة".

ودعا الخريجين إلى "الانتباه إلى أن القانون يرعى مسيرة الناس والمجتمع، وهو إن طبق وكان سليما أنتج المساواة ووحد المعيار الذي به تكال الأمور، كذلك فإن العلوم السياسية هي علم يرمي إلى رعاية الشعوب، فإذا حسنت ممارستها وترفعت معاييرها صلحت واستوت فيها الرعاية واستقامت دروبها"، مشيرا إلى أن "شهادة الخريجين اليوم ليست جواز عبور للعمل بقدر ما هي أمانة عليهم أن يحسنوا صونها فيواجهون الظلم بحماية العدالة، والفساد بالإصلاح"، مؤكدا أن "المواقف الصحيحة هي التي ترفع من شأن الإسم، وأن الإستقامة هي درب الشموخ".

وعبر عن فخره بـ "الخريجين وبأساتذتهم وإدارتهم وبتاريخ هذه الكلية التي مدت الوطن خلال ستين عاما برجالات لهم بصماتهم في الإدارة والسياسة والقانون".

وفي ختام الحفل، تم توزيع الشهادات على الخريجين.