أفيوني رعى تخريج طلاب معهد العزم الفني : تطور الامم يقاس بمؤسساتها التربوية والتعليمية

شدد وزير الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا عادل أفيوني على أن "تطور الأمم غالبا ما يقاس في ضوء المكانة التي تحتلها مؤسساتها التربوية والتعليمية بإعتبارها البيئة العلمية المؤهلة لإمداد الوطن بالموارد البشرية القادرة على تحقيق التقدم في ميادين الحياة كافة".

وأكد، خلال رعايته حفل تخريج الدفعة السادسة من طلاب معهد العزم الفني للعام الدراسي 2018-2019، الذي أقيم على مسرح مجمع العزم التربوي - طرابلس، أنه "في عصر الثورة الصناعية الرابعة التي نمر بها باتت التكنولوجيا مندمجة مع كل المرافق الاقتصادية وهي العامل الأهم الذي يفعل الاقتصاد ويؤثر في نمو المؤسسات الخاصة والعامة".

الحضور
حضر الحفل عضو كتلة "الوسط المستقل" النائب علي درويش وعقيلته إليسار بركات درويش، المشرف العام على جمعية العزم والسعادة الاجتماعية د. عبد الاله ميقاتي، احمد عنتر ممثلا النائب وليد البعريني، سامي رضا ممثلا النائب محمد كبارة، وحشد من الفاعليات الاجتماعية والثقافية وأهالي الخريجين.

بداية، دخول الخريجين فالنشيد الوطني، تلته كلمة الخريجين باللغة العربية القتها الطالبة شيماء جباخنجي، ثم كلمة الخريجين باللغة الانكليزية القتها الطالبة فرح دندشي. وتوجهت الكلمتان بالشكر من إدارة المعهد وهيئته التعليمية على "تقديمها الدعم الأكاديمي الكامل لإنجاح مسيرة الطلاب".

يحيى
وبعد عرض فيلم مصور عن المعهد، ألقى مدير المعهد د.حسام يحيى كلمة الإدارة قائلا: "لقد أصبحت المعرفة في عصرنا الحالي غزيرة والوصول إليها سهل مما يفرض تغيير دور المؤسسات التعليمية من ناقل للمعرفة الى تعليم كيفية الاستفادة من هذه المعرفة، أي تطبيقاتها مع ما ينتج عنه من تعلم لمهارات أساسية في الحياة العملية من التخطيط واتخاذ القرارات والعمل ضمن فريق والتفكير النقدي وفن التواصل مع المحيط".

أضاف: "لذلك عمدنا في معهد العزم منذ سنتين الى ادخال مكون جديد على تقييم اداء الطالب وهي المشاريع وأعطيناها قيمة مهمة، ليتعلم من خلالها الطالب كيفية استعمال المعرفة التي يكتسبها في الاطار الواقعي".

وتابع: "بنتيجة اعتماد هذه الاستراتيجية:اجتاز معهد العزم 4 زيارات تقييمية من المؤسسة البريطانية Pearson بنجاح خلال سنة واحدة ليحافظ بذلك على اعتمادات الجودة الممنوحة له. كما حصد معهد العزم أكثر من نصف المراكز العشرة الأولى في مختلف الاختصاصات في الامتحانات الرسمية، في آخر نتائج معلنة (للسنة الدراسية السابقة)".

وتوجه الى الخريجين بالقول: "خريجينا الاعزاء، تنطلقون اليوم مجهزين كما يجب لبناء مستقبل على قدر طموحاتكم، مستقبلكم انتم، مستقبل مدينتنا طرابلس ومستقبل الوطن".

بعدها، تم توزيع جوائز التميز على عدد من الطلاب وهم: هدى خالدي، يوسف عكاري، فرح دندشي، محمد السبع ولمى عبدو.

أفيوني
بعدها، ألقى أفيوني كلمة قال فيها: "بداية إسمحوا لي أن أتوجه بالشكر إلى دولة الرئيس نجيب ميقاتي والقيمين على مجمع العزم التربوي على الدعوة الكريمة وعلى إتاحة الفرصة أمامي لمشاركة شباب العزم واهلهم وأساتذتهم هذه الفرحة الكبيرة فرحة التخرج والدخول الى معترك الحياة المهنية ومعركة البناء والإنماء".

أضاف: "في هذه المناسبة العزيزة التي نحتفل بها اليوم لا بد من التعبير عن تقديري للسياسة التي يتم إتباعها في مؤسسات العزم التربوية وخصوصا في معهد العزم الفني لبناء أجيال قادرة على تلبية حاجات سوق العمل وفقا لرؤية أكاديمية ومهنية تفتح الآفاق أمام أبنائنا الطلاب عبر إختصاصات فنية متعددة تتناسب وحاجات السوق اللبناني والعربي ووفقا لبرنامج تعليمي عالي الجودة سواء لجهة البرامج او وسائل التدريب أو التعاون مع أهم المؤسسات التربوية البريطانية والفرنسية وكبرى شركات المعلوماتية والتكنولوجيا في العالم".

وتابع: "منذ فترة قمت بجولة على المعهد وكان لي حديث مع المعنيين فيه، وعبرت عن إعجابي بما حققه هذا الصرح التربوي ومؤسسات العزم عموما من نجاح وتألق في فترة زمنية قصيرة حتى باتت من أبرز المعالم التربوية في لبنان".

واعتبر أن "الرسالة التي تحملها مؤسسات العزم التربوية والتي يحملها الرئيس ميقاتي عبر مؤسساته هي رسالة علم ورسالة انفتاح ورسالة حداثة ورسالة خير وعطاء وهذا سر نجاحها وتألقها".

وأشار الى أن "لبنان يواجه كغيره من دول المنطقة العديد من التحديات الاقتصادية التي فرضتها المتغيرات العالمية هذه المستجدات بما تتضمنه من إيجابيات وسلبيات لا يمكن لنا تجنبها بل ينبغي التعامل معها والتركيز على الميادين التي تمكننا من لعب دور مهم لحجز مكانة لنا على خريطة الامم المتقدمة لأنه غالبا ما يقاس تطور الأمم في ضوء المكانة التي تحتلها مؤسساتها التربوية والتعليمية بإعتبارها البيئة العلمية المؤهلة لإمداد الوطن بالموارد البشرية القادرة على تحقيق التقدم في ميادين الحياة كافة".

واعتبر افيوني أن "معهد العزم الفني الذي يحاكي المؤسسات التعليمية العالمية بمفهومها المعاصر هو مصنع للمعرفة وهو يسخر طاقاته لإعداد طلاب يتكاملون مع منظومة عصرية لاستثمار وتنمية الموارد البشرية والشبابية ومستعدين لمواجهة التحديات وصياغة مستقبل أفضل لهم".

وتوجه الى الطلاب قائلا: "عليكم أنتم كطلاب في المقابل أن تكونوا شجعانا في تلقف هذه الفرصة وأن تكونوا على إستعداد للتكيف مع التغييرات التي يتطلبها سوق العمل، إذ تشير الاحصاءات والدراسات إلى أن العديد من المهن سيتراجع الطلب عليها في السنوات القادمة مقابل زيادة فرص العمل في مهن أخرى خصوصا تلك التي تتعاطى في إقتصاد المعرفة. لذلك يجب أن تضعوا في حسبانكم أن روح المبادرة هي سبيلكم الأنجح لترجمة المعرفة والمهارات التي اكتسبتموها في المعهد إلى صور ونماذج من الابداع والابتكار في سبيل خدمة بلدنا لبنان ومدينتنا الحبيبة طرابلس".

وقال: "إن كوكبنا كله بات محكوما بالتكنولوجيا الرقمية بأشكالها كافة، حتى أن الاقتصادات المتقدمة، لم تكن لتحقق خطوات أوسع في مسار تطورها، لو لم تعتمد على التكنولوجيا عموما، والتكنولوجيا الرقمية خصوصا".

أضاف: "انطلاقا من هذه العلاقة، أريد التأكيد مجددا على ترابط العلاقة بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبين النمو الإقتصادي، ففي عصر الثورة الصناعية الرابعة التي نمر بها باتت التكنولوجيا مندمجة مع كل المرافق الاقتصادية وهي العامل الأهم الذي يفعل الاقتصاد ويؤثر في نمو المؤسسات الخاصة والعامة".

ورأى أن "إنشاء وزارة الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا يدل على أهميتها ودورها في بناء اقتصاد المعرفة ودعم القطاع الخاص لبناء إقتصاد رقمي مزدهر يستقطب الاستثمارات، ولتحقيق التحول الرقمي في الاقتصاد ونحن الآن كوزارة قد وضعنا خطة عمل وخارطة طريق لتحقيق هذه الخطة ومن الضروري ان نتواصل عمليا مع القطاع الخاص ومع الشباب ووضع الأسس اللازمة لجذبهم وبناء شراكة منتجة معهم".

وأشار إلى أن "أول خطوة لتشجيع التوظيف وتحفيز النمو في قطاع التكنولوجيا هي القوانين التي اقترحناها واقريناها في مجلس الوزراء لتقديم الدعم للمؤسسات التي تعمل في قطاع التكنولوجيا من خلال سلسلة حوافز وإعفاءات منها إعفاء هذه الشركات من رسوم الضمان الاجتماعي لمدة عامين عن أي توظيف جديد مما يخفف عنها كلفة التوظيف بنسبة حوالي 23% بالمئة، علما أننا لن نقف عند هذا الحد بل سنحرص على وضع كل القوانين الداعمة لدخول لبنان في صلب الاقتصاد الرقمي".

وأردف قائلا: "أريد أن يكون نهاية خطابي مسك، ولذلك إسمحوا لي أن أخاطب مدينتي الحبيبة طرابلس وأهلها الطيبين وشبابها المجتهدين والمبدعين. سبق للرئيس ميقاتي أن أكد أن الاولوية هي إنماء طرابلس وقد تم اعداد لائحة بأولويات مشاريع المدينة وعرضها على رئيس الحكومة لتنفيذها وهذه خطوة أساسية. وأنا أكرر اليوم ما قاله دولة الرئيس بأنه حان الوقت للعمل من أجل إنماء طرابلس، وأن نتعاون جميعا وسويا على تحديد الأولويات في المشاريع المطروحة لإنماء مدينتنا الحبيبة، وان نكون جميعا يدا واحدة كل حسب موقعه وفريق عمل واحد متكاملين في أدوارنا من وزراء ونواب وفاعليات اقتصادية في طرابلس لوضع خارطة طريق للمشاريع التي تهدف إلى إنماء هذه المدينة ولوضع آلية التنفيذ كي نوصلها إلى مجلس الوزراء وأن نكون عامل قوة لوضع مطالبنا أمام الحكومة ووضعها على سكة التنفيذ السريع، علما دولة رئيس الحكومة سعد الحريري يبدي دائما الالتزام التام والدعم من أجل خير طرابلس وأهلها الطيبين".

وختم: "طرابلس هي مدينة العلم والعلماء ومدينة الاعتدال والانفتاح وهي مدينة النضال والكفاح وهي التي قدمت التضحيات والدماء من اجل الوطن والعالم، تستحق منا الكثير من الجهد لإيفائها القليل من دينها علينا وشكرا لإصغائكم".

وفي الختام، جرى توزيع الشهادات على الخريجين.