كلية الآداب في الجامعة اللبنانية كرمت عميدها السابق البروفسور محمد أبو علي وكلمات اشادت بابداعه الشعري والاكاديمي

كرمت لجنة الشؤون الثقافية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية العميد السابق لكلية الآداب البروفسور محمد توفيق أبو علي، في أحتفال أقامته في مبنى عمادة كلية الآداب - قاعة الاجتماعات - الدكوانة، بحضور عميد الكلية البروفسور أحمد رباح، العميدة السابقة للكلية البروفسورة وفاء بري، وعدد من مديري الفروع والاساتذة والشخصيات الادبية والفكرية والاعلامية.

خالد مخول
بداية النشيدين الوطني والجامعة اللبنانية، ثم القت مقدمة الاحتفال رئيسة قسم اللغة العربية وآدابها في الفرع الثاني البروفسورة لارا خالد مخول كلمة رحبت فيها بالحضور واشادت بأهمية المناسبة في تكريم علم كبير من أعلام الشعر والأدب، البروفسور محمد توفيق أبو علي الذي أغنى الادب بكتاباته العميقة والراقية كما أغنى الشعر بأعذب القصائد وأرقها وقد كان دوره مميزا كعميد لكلية الاداب والعلوم الانسانية في الجامعة اللبنانية.

وتلا ذلك وثائقي مصور عن أبرز محطات ونشاطات البروفسور أبو علي.

رباح
وقال عميد كلية الاداب البروفسور أحمد رباح :" حضرتم فاستعادت عمادة الآداب زهوها، حضرتم في وقت تئن فيه الجامعة من ألم قديم / جديد، في زمن أقل ما يقال فيه، زمن الشد والجذب والعض على الأصابع. لبيتم الدعوة في ظل إضراب طال أمده، وعام يكاد يأفل على غير ما اعتادت جدران الكلية ومقاعدها عليه، في هذا الجو من القلق والإرباك تناضل كلية الآداب وتحارب من أجل التميز، انطلاقا من الاستمرار في العمل على تنفيذ خطة النهوض بالكلية والعمل على فتح أبوابها على العالم والعالمية، بدءا من تأسيس الماستر المشترك "العلاقات الروسية الشرق أوسطية وأوجه التفاعل"مع الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب، العام الماضي، مرورا بتحويل مجلة الكلية دراسات جامعية إلى مجلة الكترونية، تنتظر أبحاث الأساتذة ليصار إلى نشرها، وصولا إلى التقييم الذاتي للكلية بهدف الحصول على الاعتماد الأكاديمي من هيئة عليا دولية لضمان الجودة، لتكون الكلية بذلك الأولى من بين كليات الجامعة اللبنانية التي تسير في هذا الاتجاه، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع أخرى عديدة نعمل على إنهائها".

اضاف :"من باب مد الجسور، وربط الماضي بالحاضر والمستقبل، وإيمانا منا بأن نجاح مؤسستنا التعليمية واستمراريتها يكمنان في الحرص على إرث كبار عملوا فيها، واستلموا مهام أكاديمية وإدارية عديدة، كبار تركوا في أروقتها بصمات لا تنسى، وحفروا لهم في قلوب رفقائهم وطلابهم مسارات عديدة من حب وإخلاص ووفاء. من هنا، أطلقت عمادة الآداب سلسلة احتفالاتها للاحتفاء بمن أعطوها وأعطتهم الكثير الكثير، في نشاط دوري سنوي نتوقع أن يبقى علامة فارقة ضمن نشاطات كلية الآداب والعلوم الإنسانية حاضرا ومستقبلا".

وتابع :"اليوم، نحتفي بعميد يختلف عن العمداء السابقين، فهو عميد شاعر، مزج الإدارة بالشعر والشاعرية فأنتجت أعمالا مختلفة، فيها الكثير من التعاطف والشغف ومحاولات إحقاق الحق بين الأساتذة والطلاب الذين أحبوه وأحبوا شعره، لما في هذا الشعر من انسيابية عالية وصور سلسلة ومحاكاة للذات الإنسانية الساعية أبدا إلى الترقي والتلاقي بباريها.
أيها الحفل الكريم، يجتمع أهل العلم لتكريم رجل علم ،عرف بحبه للغة العربية وإخلاصه لها، وتميز بإتقانها، وبحبه للناس. وهنا، اسمحوا لي أن اترك الكلام للزملاء الأجلاء، وإني أرحب بكم مجددا في رحاب عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، في وطنكم الدائم ، وموطن القلم والإبداع".

زيتون:
والقى رئيس الملتقى الثقافي الجامعي الدكتور علي زيتون كلمة بالمكرم قال فيها:"تعارفنا منذ ثمانينيات القرن المنصرم من خلال أمسية شعرية أحياها في ثانوية بدنايل الرسمية، وما زلت ومنذ ذلك الزمان محكوما بصفتي صديقه، بتطرفه في نصرة الحق، فهو شخصية لا تساوم، وسيرته التي عاصرتها وكنت على علاقة بها لا تنطق بغير (محمد) المتحدر من أسرة ذلك الاب الفقير الغني، وتلك الام التي تشكل مصداقا للامومة الطهرية الحنان".

واوضح :"لقد كان اكثر مني تمسكا بالصداقة وموجباتها، وتجربة البحرين ناطق صادق بتلك المصداقية وكان أن أنهى مسيرته الوظيفية عميدا لكلية الاداب والعلوم الانسانية فكانت خير مؤشر على اكاديمية هذا الرجل ادارة وعلما ومعرفة".

خير بك:
وقالت البروفسورة مها خير بك تحت عنوان الاكاديمي المبدع :" نعم يا أخي محمد لقد استطعت بتواضعك وعلمك ومعرفتك وإنسانيتك وصدقك ووفائك أن تجسد كل الصفات الراقية، فقالتك أبحاثك وكتبك إنسانا مفكرا ومبدعا تفتخر به المحافل الفكرية والثقافية في لبنان والعالم العربي . يكفيك فخرا أنك أغنيت الفضاء الثقافي ببعض من عظيم عطائك، وأن غرس دأبك أثمر مفكرين يرون فيك قدوتهم ومثلهم الأعلىوسيكملون طريقا رصفت حجارته بالمحبة والوفاء وجمال العطاء مبارك لك تكريم يكبر بك ومبارك لجامعة أنت من علمائها..ومبارك لعصر أنت من شعرائه المبدعين....ومبارك لمكتبات احتضنت بعضا من فيض فكرك....

الحاج:
وتحدث المدير السابق لفرع الثاني في كلية الاداب الدكتور طوني الحاج فقال :" شرف كبير أن أقف اليوم هنا، أستعير من مخزونات عمري أجمل المعاني، وأغمس ريشتي في نياط القلب لأعبر عن تقديري ومحبتي للصديق العميد محمد أبو علي، صاحب التكريم. الكبير العميد سمفونيات متكاملة من الحب والمشاعر والرقة والعزم والحزم، تطال كل ثنايا عوالم الفكر، فيتعبك أن تسعى للتماهي معه كي تطال صفاته، فما إن تضع أقدامك معه على الثرى تراه يسابق، علوا وشموخا، الثريا، وإذا بينهما عوالم صوفية تتدرج شموخا إلى الأعلى.

اضاف : وجدت في الصديق العميد روافد حب، تجتمع في صفاء قلبه لتشكل أنشودة يفاخر في إظهارها، وهذه الروافد شكلت - برأيي - محمد توفيق أبو علي، أذكر منها لضيق الوقت:
.الإيمان: الذي فهمه رسالة تنفيذ وخط مسيرة حياة.
.الأرض: هي الأم التي يقاربها بخفر فيضوع الياسمين منها يملأ الناس عطرا، يرسل صديقنا عبقه إلى محبيه والمحيط.
.الوجع الإنساني: تألم شاعرنا عند كل حدث إنساني أو داخلي، فلجأ إلى عاطفة ملتهبة يستعير منها قيمة معانيها، معبرا عن مشاركته الحدث بكل صفاء.
.الالتزام الوطني: يقول: أن تكون ملتزما يعني أن تجعل حرفك حجرا يرميه أطفال فلسطين.
.الحب: فالحب المنبثق من أعماق المعاني الإنسانية، الحب بمعانيه الشاملة التي تجمع في سطورها كلأوجاع السنين، كانبالنسبة له البصيرة،إذ يرى الأشياء من خلاله.
العائلة: يحاكي صديقنا المفاهيم العائلية على غرار "نهج العاشقين" للامام علي".

الخوري:
والقت الدكتورة نتالي الخوري كلمة قالت فيها: "من يعرف العميد الدكتور محمد أبو علي، لن يجد جديدا في ما أقول، لأنها شهادة للحق، وقولة أمانة في أكاديمي، له من أصالة المنبت فخرها، ومن ثمار الحكمة رأسها . من عرفه أستاذا وتتلمذ له، يدرك أن الأستذة تواضع عالم في نبل الغاية، وتمكن باحث في أخلاقية المسعى، وحنان الأبوة في دوام الرعاية والمتابعة. ومن عرفه زميلا، يعرف أنه مع المتواضعين أشد تواضعا منهم، على لطافة حضور، ومع أصحاب الاستعلاء الفكري المولهين بتأويلات الغرور، أشد استعلاء، على حزم واستقامة. ومن عرفه عميدا، يعرف أنه عقل يمتهن الحقيقة، ولا يرضى بتجزئتها، أخذ على عاتقه تبديد الالتباسات العالقة في الأذهان ما استطاع الى ذلك، وذكر بالأولويات في الوصال الإنساني، بما يؤسس عمارة ود لا تهمل ولا تهدم. ومن عرفه محاضرا، يدرك أن احترامه الحضور هو من احترام اسمه وسيرته، فلا نومة على مجد مضى.. ومن يلحظ سرعة بديهته في إدارة الجلسات، يدرك أنها ثمرة تمرس طويل وتمكن لغوي ومخزون ثري ودقيق، ومن يصغ الى النكتة الحاضرة والهادفة، يدرك ان العفوية الخلاقة، هي ابنة روح تنثر الفرح، دربا يرتفع بالعلم، ولا ينتقص منه.ومن عرفه باحثا، يدرك أن الجمع بين التراث والحداثة مكنة الباحث في سيرورة الأصالة. ومن عرفه أديبا، يعرف أن نصوصه هي خليلة التكايا في تسامي الرؤى، من وجد وصفوة وتسام..، ومن عرفه صديقا يدرك كيف يتجلى الوفاء فعل عزة عند البوح بالعرفان، وفعل عون عند طلب النصح والمشورة، وكيف يصير الصديق سندا على دروب الطمأنينة ومنفسحاتها".

أبو علي:
ثم كانت كلمة للمكرم شكر فيها عميد كلية الاداب واللجنة وكل الذين شاركوا في هذا الفيض من الحب والتكريم.

وختاما قدم العميد رباح درعا تقديرية للعميد المكرم محمد أبو علي، وصورا تذكارية بالمناسبة.