ممثل رئيس اللبنانية في مؤتمر العلوم الاقتصادية 5:التخطيط السليم في كل مرافق الحياة بوضع الانسان المناسب في المكان المناسب

نظمت كلية العلوم الاقتصادية وادارة الاعمال - الفرع الخامس في النبطية المؤتمر العلمي الاول بعنوان "التخطيط السليم: ادارة الاقتصاد واقتصاد الادارة"، برعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب ممثلا بمدير الكلية الدكتور حسين طرابلسي، في قاعة المحاضرات، وحضره ممثل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد علي قانصو، ممثل النائب هاني قبيسي الدكتور محمد قانصو، ممثل النائب علي عسيران الدكتور ماجد الصايغ، ممثل قائد الجيش العقيد الركن عباس ابو حمدان، امين عام الجامعة الاسلامية الدكتور حسين بدران، ممثل مدير المخابرات في الجيش العقيد الركن خليل السعودي، مسؤول مكتب مخابرات الجيش في النبطية العقيد الركن علي اسماعيل، عميد كلية العلوم الاقتصادية وادارة الاعمال في الجامعة اللبنانية البروفسور سليم المقدسي واساتذة وطلاب.

طرابلسي
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة اللبنانية افتتاحا، كلمة تعريف وترحيب من امين سر الكلية الدكتور يوسف شاهين، ألقى طرابلسي كلمة قال فيها: "يشرفني أن أرحب بكم في كلية العلوم الاقتصادية وادارة الاعمال، وأثمن تلبيتكم الكريمة للمشاركة في هذا المؤتمر، والذي من المتوقع أن يقدم إضافة نوعية وقيمة للمحاور المطروحة للنقاش، وخصوصا إذا نظرنا إلى مشاركة هذه الكوكبة المتميزة من الباحثين فيه.

واضاف: "كلفني رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد ايوب أن أنقل إليكم تحياته وتقديره للجهود التي تبذلونها، وتمثيله في رعاية هذا المؤتمر العلمي الأول لكلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في النبطية والمنظم من قبل الفريق العلمي GAREB) الذي أعلن عنه رسميا في 1 أيار 2018. وبعد مرور سنة استطاع هذا الفريق بقيادة مديره التنفيذي ورئيس المؤتمر البروفسور محمود مراد، القيام بهذا الانجاز وإنجاحه على الصعيدين العلمي والتنظيمي. من القلب أوجه له تحية وللباحثين فردا فردا من الكلية وخارجها، كما وأشد على أياديهم معبرا لكل فرد منهم عن خالص شكري وامتناني لجهودهم والتزامهم بقيم الأستاذ الجامعي الأصيل الذي يرى في الجامعات منارة علمية وفكرية وأساسا لبناء وطن يسود فيه التخطيط السليم في كل مرافق الحياة ودعم الجهود الخيرة بوضع الانسان المناسب في المكان المناسب".

وقال: "لا بلدان متقدمة بدون جامعات متقدمة! بل أكثر من ذلك، قولوا لي كيف حال جامعاتكم أقل لكم كيف حال بلدانكم! فالجامعات هي صورة لبلدانها. فإذا أخذت الجامعات دورها في التجديد والتخطيط، وإذا سلكت مسار الابداع والكفاءة بكل معانيها، إذا خرجت الأبناء ليطوروا وينهضوا ببلدهم، إذا غيرت في سلوك الطالب بمعنى يتخرج منها ليس بحمل شهادة اكاديمية فقط بل مواطنا يعي دوره في كل فعل إيجابي يقوم به سواء في عمله أو في أماكن تواجده، إذا توفر كل هذا فابشروا في بلد يسوده العدل وتحكمه سيادة القانون. لذلك تتنافس الجامعات في الاعتماد الأكاديمي (accreditation) وفي سمعتها الأكاديمية، في دور الطلبة ونشاطاتهم البناءة، في الأداء والبحوث العلمية، في الأبحاث المنشورة، في الاستشهادات العالمية بباحثيها، في نسب التوظيف لخريجيها في المؤسسات والشركات، وغيرها من معايير".

وتابع طرابلسي: "إنطلاقا من هذه المعايير، أرى دور هؤلاء الثلة من الباحثين الذين أنتجوا خمسة عشر بحثا أصيلا وبشهادة القيمين على هذه الأبحاث، سيتم نشرها في مجلات عالمية متخصصة بعد أو وضعت في كتاب أعمال المؤتمر (Proceeding) وها هو أمامكم مع توصيات المؤتمر وبإمكانكم الاطلاع عليها. فهنيئا أيها الباحثون، وكم أتمنى أن تتعمم هذه الظاهرة على باقي الكليات فتتشكل الفرق البحثية الهادفة أولا وأخيرا لانتاج المعرفة وتجييرها لخدمة بلدنا المنهك بالنزاعات والمشاكل الاقتصادية. كل ذلك كان ضمن سياسة واضحة للجامعة وتصور يعكس تطلعاتها المستقبلية في ممارسة يومية وطريقة حياة في الجامعة. ولذلك، نسعى ومن خلال هذا المؤتمر، إلى المشاركة الفعالة في تحقيق كافة أهدافه الموضوعة، والمساهمة الإيجابية في نجاحه".

وقال: "لقد آمنا في الجامعة اللبنانية أن الجامعات هي أداة التغيير في المجتمع .... وهي مصدر اإللهام والتجديد والمعرفة، وتلعب دورا إيجابيا في تطوير رأس المال البشري، والتطوير الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق التنمية المستدامة. اننا نعمل بدون كلل لارساء ثقافة الحوكمة الرشيدة في الجامعة، من خلال الشفافية والمساءلة والمشاركة وتطبيق القوانين للاستفادة من كل الطاقات الموجودة فيها وما أكثرها!"، متمنيا "وضع الجامعة في منأى عن النزاعات لأن في ذلك خير للبلد وأهله، وما لذلك من أثر إيجابي في اللحمة الوطنية والسير قدما نحو التقدم في إدارة سليمة للاقتصاد وفي خلق المناخات المنتجة لادارة سليمة وهذا ما عبر عنه القيمون على هذا المؤتمر بعبارة "إقتصاد الادارة".

وختم طرابلسي قائلا: "مشوار الجامعات طويل، فإذا لم تنجز الجامعات مهامها، ستنجرف الأوطان إلى الوراء...أنهي كلمتي كما بدأتها بشكر كل فرد من حضوركم الكريم، مثنيا على "جهود الباحثين المشاركين المكللة بالمروءة والكرم والهادفة قبل كل شيء إلى إعلاء صوت العلم والعمل بمقتضياته".

مراد
واعلن رئيس المؤتمر الدكتور محمود نجيب مراد في مستهل كلمته "اننا بالعلم نكون وبالجهل لا نكون! فنحن قوم آمنا بأهمية الجامعات ودورها في نهضة الأوطان، إذ لا تقدم في طريق الحضارة والرقي بدون الجامعات، كيف لا والجامعات ملتقى الأجيال الباحثة عن المعرفة لاكتسابها واستخدامها في كافة الحقول ليأتي المحصول كما نود ونتمنى، مباركا كريما ينضح طهرا وأصالة فيروي العطاشى ويطعم سالك سبيل الحرف غير مقيد بحالة أو ظرف".

وقال: "نعم هذا المؤتمر هو نتاج عمل دؤوب شديد، سهرنا الليالي من أجل إنجاحه بمادتيه العلمية والتنظيمية، وها هو اليوم يصدح صداه فوق إهمال المهملين وخنوع الخانعين، وإفساد المفسدين، مرددا مع نسيم هذا الربيع، وحده العلم هو الحصن المنيع، لكل من استطاع أو يستطيع، ويكفينا الإنصات لامام الدين والحكمة والبلاغة الامام علي حين قال: العلم دين يدان به!"، فيا وطني الجريح، إلى متى سيتحكم بك الاهمال والاحتيال، شفاؤك يا وطني في امتلاكك لناصية العلم والنظرة إلى المستقبل بعيون تفهم معنى التخطيط السليم في إدارة الاقتصاد واقتصاد الادارة. التخطيط يحتاج إلى مخططين لا إلى معرقلين ومفسدين، التخطيط دعوة للعقول المبدعة الصادقة الطموحة، لا العقول الغارقة في الوحول، التخطيط أساسه أناس ملتزمون بمعروف العلم وأهله وقادرون على النهي عن منكر الجهل وأهله، لأنهم بلغوا الغاية من سلامة التفكير ونبله... وهنا أستذكر المعلم الامام موسى الصدر حين قال: "عندما تعثر على وردة جميلة عليك أن تشمها وتحتفظ بها على أساس أنها وردة، وقل لنا أنها وردة"! من هذه النافذة يطل التخطيط سليما معافى، وإلا باسم التخطيط ندعو العقول الى التحنيط...ويزيد التقهقر في مسيرة بلدنا ويؤول من تعثر إلى تعثر ومن تبعثر إلى تبعثر".

واضاف: "هذا هو مؤتمرنا، بهذه الروحية أقدمنا عليه، وبهذه العقلية أرسينا بنيانه، فأثمر خمسة عشر بحثا أصيلا دون أن نتقاضى ليرة واحدة من الجامعة اللبنانية، فكان همنا كباحثين يتمحور حول بذر السداد في حقول المعرفة حبا بالعلم وإيمانا منا بدورنا كقادة للكلمة الجامعة التي تفوح أصالة ومحبة. بهذه الأريحية نبني لبنان ونكون قد أسسنا لذكرنا بالخير من أجيال لم تولد بعد، بهذا نكون قد توحدنا مع الجبال والسواقي، عبادا لرب الكون وخالقه سبحانه".

زهري
وألقت الطالبة حوراء حسين زهري كلمة باسم طلاب الكلية طالبت فيها "بأقلية من حقوق تقوي فينا روح العزيمة والإبداع منها: فتح فروع كاملة للجامعة اللبنانية في مختلف المحافظات، تعزيز الفروع بالتجهيزات الحديثة: مقاعد وطاولات مريحة وقاعات للتدريس على شاشات LCD، تمكن الأستاذ الجامعي من استغلال الوقت بحده الأقصى وتجعلنا نحن الطلبة نرى ونفهم المادة بكل وضوح، دعم الدولة للجامعة اللبنانية وتخصيص موازنة لها بدلا من صرف معظم الأموال للدفع لمبان مستأجرة لا تتمتع بمواصفات وشروط البناء الجامعي، بل هي أشبه ببناء سكني بعيد عن الحراك الإجتماعي وفتح السنة الثانية من الماجستير M2 في الفروع مما سيحد من الهجرة إلى العاصمة بيروت، لأن ذلك من شأنه أن يعرقل عملية استكمال مرحلة الماجستير للكثير من الطلاب نظرا لصعوبة المواصلات وعدم قدرة جميع الأهالي لتأمين سكن جامعي لأبنائهم.

واشارت زهري الى انه نظرا لأننا خضعنا عند دخولنا إلى الجامعة اللبنانية إلى امتحان دخول وتم اختيارنا على أساس الجدارة والكفاءة، فهل يحق لهم بأن يخضعونا إلى إمتحان دخول ثان في السنة الثانية من الماجستير بمواد كنا قد نجحناها مسبقا، مطالبة "بعدم حصر تحضير الدكتوراه في الجامعة اللبنانية بمن يحصل على شهادة الماجستير البحثية، فالطلاب في كليهما يقدمون كل ما في وسعهم من جهد وتعب لاكتساب العلوم للوصول إلى مرحلة الدكتوراه، وربط الجامعة بسوق العمل وبالمجتمع، فالكثيرون يتخرجون ويحبسون في بيوتهم!"

وتمنت في الختام على كل من يعنيه الموضوع أن لا يضع مصير آلاف الخريجين في أدراج النسيان، لأن هؤلاء الطلاب الذين رسموا مسارهم في الجامعة اللبنانية، باتوا ينظرون إليها كما لو أن وجودهم فيها عبارة عن التضحية بمستقبلهم.

بعد ذلك قدم الدكتور طرابلسي درعا تقديرية للدكتور مراد، ثم انطلقت اعمال المؤتمر في 3 جلسات حاضر فيها اساتذة جامعيون عن "استخدام المودلة في ادارة الاقتصاد" و"الانفاق والنمو الاقتصادي"، واقتصاد الادارة، ركيزة لنجاح القطاعين العام والخاص.

وفي الختام وزعت شهادات على الباحثين المشاركين.