ليون إفتتح مكتبة في مدرسة المركزية
ووضعت بتصرف طلاب المدرسة وأهل مدينة جونية، في احتفال برعاية وزير الثفافة غابي ليون وحضوره محاطا بحشد من الفاعليات، تقدمهم النائب العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاب المدبر اميل عقيقي ممثلا الرئيس العام الأباتي طنوس نعمة وأمين سر الرهبانية الاب كلود ندره وأمين عام المدارس الكاثوليكية الاب مروان ثابت والوزير السابق جورج قرم ورئيس بلدية جونية المهندس انطوان افرام ورئيس المدرسة المركزية الاب وديع السقيم وجمهور الاباء، بالاضافة الى رؤساء الاديار والمدارس والمكاتب الثقافية للبعثات الدبلوماسية ونخبة من المفكرين والادباء.
السقيم
بداية النشيدين الوطني والمركزية، وبعد تعريف من الاعلامية جويل فضول، التي أشارت الى أهمية هذه المكتبة وما تقدم من خدمات علمية لطلاب المدرسة وأهل المدينة. وقدمت رئيس المدرسة صاحب الفكرة ومؤسس هذا المشروع حيث ألقى كلمة أبرز ما جاء فيها
"نلتقي في هذا الصرح التعليمي للرهبانية اللبنانية المارونية للاحتفال بحدث ثقافي يشكل رأسمال حضورنا ووجودنا في هذا الشرق، ويطبعه بهذه الصفة عبر التاريخ، بدءا بمدارس السريان وأعمال النقل والترجمة والتعريب وعلماء مدرسة روما وصولا إلى تمدد مدارسنا على طول المساحة اللبنانية".
أضاف: "والأم الرهبانية، تلازمت رسالتها مع شعبها من خلال العلم والكتاب، إذ كان يطلق على الراهب اللبناني لقب "الراهب المعلم"، فسنديانات الدير، وأقبيته، والمدارس والجامعة وفروعها، كلها تشهد بصورة حية على أن ثروتنا الحقيقية لا تكمن في المناجم المدفونة بل في معاجم الفكر والإبداع، من خلال تعزيز أهل العلم وترويج ومؤلفاتهم، التي أغنت المكتبة الوطنية والعالمية"
وقال: "إن المكتبة، التي تم تشييدها في فترة وجيزة، على مساحة 1200م2، تضم قاعات المطالعة والبحث والتوثيق والتصوير، بالإضافة إلى قاعات الكومبيوتر والإنترنت والموسيقى وفنون الرسم، تأتي استكمالا لمختبرات اللغات والعلوم الحية والكيميائية والفيزيائية والجغرافية، التي تم تدشينها في السنتين الماضيتين، والتي تعكس توجهات أبينا العام ومجلس مدبريه، على أن تكون المدرسة المركزية نموذجا في ميدان التربية والتعليم، ونحن على تطلعات رهبانيتنا سائرون بما تحقق وتنجز اليوم أسرة المدرسة من مواسم نجاح كامل في الامتحانات الرسمية، والاستمرار في ورشة المنشآت العمرانية لخدمة النهوض التربوي والتجهيزات التي تجاري وتواكب كل أنواع فنون التكنولوجيا"
تابع: "إننا نثمن الجهود التي تقومون بها على رأس وزارتكم، ولا يسعنا إلا أن نفتخر بمنهجكم خاصة بعد الأصداء التي رافقت ترؤسكم الوفد اللبناني الى المؤتمر العام لمنظمة الاونيسكو في العاصمة الفرنسية، الأسبوع الماضي، واللقاءات التي قمتم بها مع المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، والأمين العام للمنظمة الدولية الفرنكوفونية، حيث كان همكم الأول إبراز وجه لبنان الثقافي، وتفعيل دور الكتاب، ونشر دور الثقافة على كافة الأراضي اللبنانية"
وتوجه الى وزير الثقافة بالقول: "إن رعايتكم هذا الحدث التربوي في مدرستنا، وفي مدينة جونيه، يعبر عن اهتمامكم وإيمانكم بأن الكتاب مازال قادرا على تغذية العقل، وتنمية المعرفة، وإبعاد شبيبة اليوم عن مكامن الفساد المستشرية. باسم قدس أبينا العام وببركته، وهو الذي يرافق هذه المدرسة بالتعاون مع مجلس مدبريه المحترمين، أتقدم منكم بالشكر معالي الوزير على التفاتتكم الكريمة، وحضوركم المشع، وتأكدوا أن حضوركم بيننا هو بمثابة تثبيت دعمكم للمسار التربوي في مؤسساتنا، كما أتقدم بالشكر من معالي الوزير السابق الكاتب والمفكر، الأستاذ جورج قرم، الذي جعل من توقيع كتابه مناسبة لانطلاقة المكتبة"
وختم شاكرا أيضا للفنان سامي أبو خير "الذي طالما افترشت رسوماته ملاعب المدرسة وجدرانها، وقد زين بريشته قاعات المطالعة والتوثيق بـ 26 لوحة زيتية لمبدعين وعباقرة من لبنان، شغلوا تاريخنا، وأثاروا نهضة فكرية وعلمية وفنية في لبنان والعالم"، كذلك شرك المهندس أنطوان عطالله "الذي حول هذا المكان الى واحة علمية، تنبض بالحياة والعلم"، إضافة إلى شكره للحضور "ولكل أصدقاء العلم والمعرفة، لأهل القلم، سائلين قديسي الرهبانية أن يظللوا أعمالنا لما فيه خير الكنيسة والوطن".
ليون
أعقبها كلمة وزير الثقافة الذي قال: "لن نبالغ كثيرا لنسير في ركاب القول المأثور "افتح مدرسة تغلق سجنا"، بل سنذهب الى أمور أساسية تسأل الانسان معناه وجدواه، وهي: هل يأكل المرء ليعيش أم ليحيا.. ولماذا يقرأ ويكتب هل ليتعلم أو ليتثقف؟ وهل من الضروري ان يعرف كيف يدرك؟"
اضاف: "الكتاب سر كبير ينجي من الموت المجاني البطيء ومن الخلل الجيني الذي يتعرض له الجسم حين تهب عليه الطبيعة والحياة بأهوالهما ومصاعبهما. الكتاب معرفة نستقي منه الخير العميم والغلال الكثيرة بذلك نكون وعينا وأدركنا وتعلمنا نحن نفتتح اليوم مكتبة عامة للمطالعة في المدرسة المركزية - جونية، وقد يتبدى لكم اننا عارفون بالكتاب أو انه من اختصاصنا لكن الحقيقة اننا نحاول ان نكون جزءا من المعرفة التي بها ننشد قوة المجتمع وخلاص الانسان وكلما درسنا انفسنا أكثر، وتبحرنا في هذا العالم أدركنا معنى الحياة، وكلما ربحنا معركة الحياة ربحنا معركة المصير الانساني برمته. أولم يعلمنا الكتاب المقدس ان خير لنا ان نضيء شمعة من ان نلعن الظلام؟"
وقال: "اننا اليوم نفتتح مكتبة في مدرسة لنغلق سجونا في عقولنا وقلوبنا، وتنفتح الحروف على معناها في زمن آت يؤسس لذاكرة الغد، لنبني معا وطن الحرية والقوة والانتماء، فليكن شعارنا اذا الوعي والارادة والعلم، يعني الاستجابة والقرار والمنطق لتكون المعرفة الحقيقية، وختم الوزير ليون بقوله وليكن غذاء شبابنا دائما الكتاب ثم الكتاب ثم الكتاب لتنتصر الفكرة وينتصر الراي ويعم العلم وتعم المعرفة، ونحن في وزارة الثقافة نعدكم بافتتاح المكتبات العامة في كل لبنان لينتصر لبنان، كما نعدكم ببدء الأعمال لإنشاء وتطوير المكتبة الوطنية التي طال انتظارها"
وقبل الانتقال الى افتتاح المكتبة العامة قلد النائب العام الاب المدبر اميل عقيقي ورئيس المدرسة الاب وديع السقيم درعا تكريميا لكل من الوزير غابي ليون والفنان سامي أبو خير. وبالمقابل قدمت رابطة المعلمين في المدرسة المركزية درعا للاب وديع السقيم تقديرا لعطاءاته وانجازاته في المدرسةثم انتقل الجميع الى المكتبة العامة حيث قام وزير الثقافة بقص الشريط، معلنا افتتاح صالات المكتبة العامة في خدمة أهل المعرفة والثقافة