اطلاق مركز فاروق جبر للعلوم والفلسفة العربية والإسلامية في الجامعة الأميركية في بيروت

أطلقت الجامعة الأميركية في بيروت مركز فاروق جبر للعلوم والفلسفة العربية والإسلامية، خلال محاضرة افتتاحية للمدير المؤسس للمركز وأستاذ "كرسي جبر الخوارزمي للدراسات العربية والاسلامية" في الجامعة البروفسور جورج صليبا، في حضور الرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام، وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال يعقوب الصراف، الوزيرين السابقين إبراهيم شمس الدين وخالد قباني، السيدة مي نجيب ميقاتي، رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت البروفسور سليم دكاش اليسوعي، رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جوزف جبرا، عميد جامعة جورجتاون في قطر الدكتور أحمد دلال، رئيس الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، وكيل الشؤون الأكاديمية الدكتور محمد حراجلي والعضو الفخري في مجلس أمناء الجامعة فاروق كمال جبر وعقيلته وعدد من أعضاء مجلس أمناء الجامعة ونواب الرئيس والعمداء وأعضاء الهيئة التعليمية والموظفين، ووسائل الإعلام ومهتمين.

ولفت بيان للاميركية الى ان "المركز هو وحدة أكاديمية تركز على دراسة تاريخ العلوم والفلسفة العربية كما كانت معروفة خلال الألفية ونصف الألفية الماضية، بهدف إيجاد الإلهام الذي يقف وراء نجاحات الحضارة. ويهدف إلى محو أي مفاهيم خاطئة واتهامات غير مبررة تتعلق بفهم هذا التاريخ، من خلال إعادة النظر في المصادر الأساسية لتلك الحضارة. كما يعتزم المركز بناء رؤية جديدة تطيح بأسطورة أن اللغة العربية وبالتالي الثقافة العربية، غير ملائمة للكتابة والتطورات العلمية، من خلال إثبات أن اللغة هي ببساطة أداة لعقل مفكر، ومن خلال تبيان أن العديد من العلوم كتبت باللغة العربية عبر التاريخ من دون عناء. ومن أجل تحقيق هدفه، سيقوم المركز بتنظيم واستضافة المؤتمرات والندوات والمحاضرات ومجموعات النقاش، بالإضافة إلى تدريس الدورات وإحياء اهتمام الطلاب وتشجيع مختلف دوائر الجامعة على تدريس المساقات التي تتفاعل مع مهمة المركز وتدعمها".

اضاف البيان: "وكانت الخطة لإنشاء مركز موقوف لدراسة العلوم والفلسفة العربية والإسلامية في الجامعة الأميركية في بيروت قد تم اقتراحها في الأصل من قبل الدكتور أحمد دلال وكيل الشؤون الأكاديمية السابق، الذي كان أول طالب دكتوراه لدى البروفسور صليبا. وأمكن تأسيس مركز فاروق جبر للعلوم والفلسفة العربية والإسلامية بفضل منحة سخية من العضو الفخري في مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت فاروق كمال جبر، الذي سبق وأعرب عن رغبته في أن يساعد المركز شباب هذه المنطقة على استعادة اعتزازهم بميراثهم. وكان قد أوضح السيد جبر أنه يريد تبديد الاعتقاد الخاطئ أن السياق الثقافي للغة العربية لا يلائم الفكر العلمي أو الخطاب العقلاني أو إنتاج المعرفة ويريد تشجيع الأدمغة العربية اللامعة على البقاء في هذه المنطقة والمساهمة في العلوم والتكنولوجيا هنا بدلا من الخارج".

خوري
وقبل المحاضرة، تحدث الدكتور فضلو خوري عن "رؤية الجامعة الأميركية في بيروت لإنشاء مركز أبحاث لدراسة مساهمات الحضارة العربية الإسلامية في المسار العالمي للبحث العلمي والفلسفي والتي هي رؤية موجودة في صميم الجامعة منذ بداياتها". وقال: "يقولون لتعرف من أنت، يجب أن تعرف من أين أتيت. إذا هذه الرسالة من الإنجاز الثقافي أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا جميعا". واعتبر ان "افتتاح مركز فاروق جبر للعلوم والفلسفة العربية والإسلامية هو خطوة حاسمة نحو إحياء الأمل فينا جميعا، نحن العاملين من أجل خلق عالم عربي أفضل وتمكين أفضل العقول العربية من المساهمة بشكل فاعل في مجتمعاتنا لكي يبقى الأمل في المستقبل حيا ومشرقا".

جبر
بدوره لفت جبر الى ان "البروفيسور صليبا سيقود المركز لتنفيذ الرؤية الخاصة بتشجيع التفاعل النشط بين مختلف الاختصاصات والمكونات لتوسيع الأدلة الموثوقة على التراث العلمي والفلسفي العربي والإسلامي، وترشيد ادراكنا لأهميته الأوسع في التاريخ المدون لهذه المجالات، ولتعريف الطلاب والباحثين والجمهور العريض على المساهمات العربية والإسلامية لهم. ورئيس المركز ومديره المؤسس سيرعى توجه المركز واستمراره خلال تطوره، مجتذبا البحاثة الواعدين للمشاركة في مهمة البحث والتعليم والتواصل". وقال: "نحن جميعا على ثقة بأن المركز سيزدهر ليصبح مع الوقت جسرا مهما لمستقبل أفضل لمجتمعاتنا."

صليبا
وقدم البروفسور جورج صليبا في محاضرته، شرحا عن كيفية بقاء تاريخ العلوم والفلسفة العربية مهما، وتحدث عن "العلاقة العضوية بين العلم الحديث وسلفه العربي والإسلامي"، مقدما "براهين تدحض الافتراضات الخاطئة بأن العرب اكتفوا بترجمة الفكر والعلم اليوناني الروماني من دون دراسة أو مراجعة أو تصحيحه أحيانا".

كما شرح "كيف قام علماء وقادة فكر مسلمون وعرب بتطوير هذا العلم واستخدامه مع تطور حضارتهم وازدهارها، مما أثر في الحضارات التالية". كذلك، تحدث عن "العلاقة القوية بين الاقتصاد والعلوم عبر التاريخ حتى العصر الحديث"، موضحا "كيف تم تنظيم العلم كعمل تجاري وكيف أصبح محركا لإنتاج رأس المال، حيث "لم يعد يسعى إلى يقين أرسطو" و"لم يعد يعتبر إنفاقا، بل بات يعتبر استثمارا".

وختم صليبا محاضرته، فقال: "إن مركز فاروق جبر للعلوم والفلسفة العربية والإسلامية لا يهدف إلى ترويج الأساطير والمنافسات، بل يسعى إلى خلق رؤية جديدة للتاريخ الثقافي، وسيتنكب مسؤولية التحقيق في جوانب الحضارة العربية والإسلامية حيث تحل الحقائق محل الأساطير، والحقيقة محل التحيز، وحيث تستند جميع الاستنتاجات إلى أدلة قابلة للتحقق منها موضوعيا".

نبذة عن صليبا
يشار الى ان البروفسور صليبا امضى نصف قرن في دراسة تاريخ العلوم العربية والإسلامية وتأثيرها على العالم الحديث، وتخرج من الجامعة الأميركية في بيروت ومن جامعة كاليفورنيا في بيركلي، ودرس في جامعة كولومبيا، وبحثه المكثف يتجلى في كتابه المرجعي "العلوم الإسلامية وصناعة عصر النهضة الأوروبية" وهو كتاب تمت ترجمته إلى ست لغات. وقد حصل صليبا على جائزة تاريخ علم الفلك من "مؤسسة الكويت للتقدم العلمي" في العام 1996، وشغل منصب كبير الباحثين المميزين في مركز "كلوغ" التابع لمكتبة الكونغرس في العامين 2005 و2006، وكباحث في معهد "كارنيغي" في العامين 2009 و2010.