رئيس تحرير لوفيغارو حاضر في الكسليك عن تأثير المهارات اللفظية والكتابية
ألقى رئيس تحرير صحيفة "لوفيغارو" فريدريك بيكار محاضرة بعنوان: "كيف يمكن الحصول على تأثير أكبر عبر استخدام المهارات اللفظية والكتابية؟ ولماذا ذلك ضروريا"، في جامعة الروح القدس - الكسليك، في حضور رئيس الجامعة الأب البروفسور جورج حبيقة، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية البروفسور جورج يحشوشي، عميدة كلية الآداب البروفسورة نيكول شلهوب، عميد كلية الموسيقى الأب الدكتور بديع الحاج، عميد كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية الأب البروفسور جان رعيدي، مدير المعهد العالي للعلوم السياسية والإدارية في كلية الحقوق السفير ناصيف حتي، مستشار الجامعة المحامي الدكتور أنطوان صفير وجمع من الأساتذة والطلاب.
خليل
بداية، تقديم لرئيسة قسم الصحافة والتواصل في الجامعة الدكتورة ريتا خليل شددت فيها على "أهمية التواصل"، قائلة: "الحياة تعني التواصل، والتواصل يعني المشاركة. إذا، هل يستطيع الإنسان "هذا الكائن الاجتماعي" كما عرفه أرسطو، أن يعيش من دون كلمات ولا تبادل؟ ويبقى التواصل حجر الأساس ليس على الصعيد الاجتماعي فحسب بل أيضا على الصعيد الدولي والعالمي. وفي عصر تطور المعلوماتية، تتسع شبكة التواصل أكثر فأكثر وبتنا نتساءل عن طريقة التواصل مع ترك تأثير أكبر، شفهيا وكتابة، في ظل وجود فئات متنوعة من المتلقين ورموز ثقافية عدة ومراجع وبروتوكولات تواصلية مختلفة".
صفير
ثم تحدث الدكتور صفير منوها ب"شخصية السيد بيكار"، معتبرا إياه "رجل الالتزام، ورجلا إنسانيا من دون أن يكون شعبويا، ورجلا ابتكاريا من دون أن يقع في فخ الثورة غير المنتجة"، وشكره على "المشاركة في هذه المحاضرة التي تعتبر محفزا قويا للجامعة وطلابها".
وأكد أن "صحيفة "لوفيغارو" ستبقى صحيفة مميزة ومهمة في فرنسا وفي العالم الأوروبي والفرنكفوني، وستبقى جامعة الروح القدس - الكسليك مكانا للتعددية والتفاهم والتفاعل على المستوى الاجتماعي والسياسي والديني في لبنان كما في العالم أجمع ضمن رسالة الرهبانية اللبنانية المارونية".
حبيقة
وألقى البروفسور حبيقة كلمة رحب فيها ببيكار الذي أعرب عن إعجابه بـ"الحرم الجامعي الأخضر والجو الأخاذ الذي يضفي على العملية التعليمية سحرا خاصا".
ثم قدم الأب حبيقة لمحة عن "لوفيغارو" وتاريخها، "فقد تأسست في العام 1826 ولا تزال تصدر حتى اليوم من دون أي توقف منذ 192 عاما. وتعتبر هذه الصحيفة اليومية من أهم الصحف المحلية في فرنسا والصحيفة الأكاديمية المتألقة لأنها ضمت أقلام أهم المؤلفين والكتبة"، منوها بـ"السيد بيكار وبكتاباته التي تجمع ببراعة عمق المقاربات إلى روعة الأسلوب والصور البيانية". وألقى الضوء على "عظمة التزامه الروحاني والروحي والسياسي والإنساني".
وتابع: "نجتمع اليوم في جامعة فرنكوفونية تسعى جاهدة إلى تعزيز موقع الفرنكوفونية في لبنان والشرق الأوسط لأننا نؤمن بأن الفرنكوفونية، بما تختزنه من قيم وطاقات إبداعية، هي فاعلة ومتطورة ومنفتحة. ولا ننكر البتة أن المحافظة على لغة موليير في الشرق الأوسط تتطلب منا جهودا مضنية وعنيدة".
ونوه بـ"إنجازات الجامعة الجبارة هذه السنة، التي تجلت بشكل بهي في حصولها على جائزة "غايا" العالمية للتنمية المستدامة واحتلالها المرتبة 651 عالميا من أصل 28 ألف جامعة في العالم، في تصنيف QS الشهيرة، وتصنيفها الجامعة الخضراء الأولى في لبنان، وحصولها أخيرا على جائزة سفيرة الطاقة للعام 2018. مما يؤكد، مرة أخرى، أن جامعة الروح القدس - الكسليك تتقدم بشكل زاخم ومطرد، وتحقق إنتاجا عاليا وتحافظ على انفتاحها على الفرنكوفونية والأنغلوفونية على حد سواء".
وخلص: "لبنان هو بلد التلاقي والتلاقح الحضاري والثقافي. لبنان هو ملتقى القارات ونقطة تقاطعها المثري والمهدي. وتبقى المسيحية اللبنانية الرافعة الأساسية في هذا المشروع الانساني الرائد والواعد، في شرق ممزق، نازف وهائم".
بيكار
بعد ذلك، ألقى بيكار محاضرته واستهلها بالقول: "في البدء كانت الكلمة". إذا، نحن في حاجة إلى الكلمة قبل الكتابة وقبل التكلم. وهذه الكلمة هي "الخيال". من هنا، أحاول أن أجد كلمات قادرة على جذب الناس ولفتهم قبل أن أكتب مقالاتي. وأنصحكم، قبل أن تباشروا الكتابة أو التكلم، فكروا دائما بالأنا لأنها الرسالة والهدف والنية والوسيلة التي تمكنكم من ترك الأثر الأكبر شفهيا وكتابة. والخيال هو الشعلة التي تضيء حياتنا، وهو عملية متواصلة لا تتوقف تبدأ مع الولادة لتستمر وتتطور مع مرور الزمن. وما نعانيه ليس شحا في الأفكار بل افتقار إلى فن زرع الأفكار. ويبقى الخيال المفتاح الأساسي لجذب الانتباه وعليكم القيام بكل شيء لتبتكروا أفكارا جديدة".
وشدد على "ضرورة وضع مخطط للنص، أكان مكتوبا أم شفهيا، كي يكون مبنيا بشكل متماسك ومنطقي. علما أن التقنيات تختلف بين المكتوب والشفهي. في الكتابة، لا نعرف شيئا عن القارئ، لذا علينا أن نضع الأفكار الرئيسية في الجمل الأولى، بهدف ترك انطباعٍ لديه، ثم ننتقل إلى الصياغة شرط أن تكون واضحة وحسية. ومن الضروري أن ندمج بين المنطق والخيال في الكتابة. أما شفهيا، فعلينا أن نحترم الهيكلية التالية: المقدمة، المشاكل، الحجج والبراهين، الدحض والخلاصة. أما النية فهي المشاعر، إذ علينا أن نظهر أننا صادقون وحقيقيون".
وفي ختام محاضرته، أبرز بيكار أهمية "التركيز على فكرة محددة، واتباع المنطق كتابة وتحدثا، وشرح الأفكار للمتلقين وإعطاء الكثير".