الحريري خطيبا في احتفال تخريج طلاب الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا: جامعة الصقور حلقت في سماء التعليم ومتى يتم تخريج التشكيلة الحكومية وإطلاق ورشة العمل لإنقاذ البلد؟
أقامت الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST) احتفال تخريج "دورة الرئيس سعد الحريري" لطلاب العام الجامعي 2017- 2018 في مجمع "سي سايد" وسط بيروت، في حضور رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي كان خطيبا للاحتفال.وشارك في الاحتفال أكثر من 800 متخرج من كل الاختصاصات مع عائلاتهم وحشد من السياسيين والديبلوماسيين ورجال الدين ورؤساء الجامعات ومدراء المدارس والفاعليات العسكرية والأكاديمية والبلدية والاجتماعية والإعلامية.
افتتاح الاحتفال كان مع موكب لطلاب الجامعة الأجانب يمثلون أكثر من أربعين بلدا يكملون دراستهم في جامعة AUST، دخلوا حاملين أعلام بلادهم، ثم تقدمت طالبات السنة الأولى بالثوب الأبيض والوشاح الذهبي وعلى رؤوسهن أكاليل من الغار، في مشهدية لتقليد روماني قديم، يرمز إلى سياجٍ يحتضن الخريجين Ivy chaine)) في احتفال توديعي ينطلقون بعده إلى المستقبل.
هيام صقر
بعد النشيد الوطني وكلمة لنائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور نبيل حيدر، ألقت رئيسة الجامعة هيام صقر كلمة رحبت فيها "بالضيف المميز" وشكرته على مشاركته في الاحتفال مع الطلاب، تطرقت في كلمتها إلى أهمية التربية ودور المؤسسات الجامعية في النهوض بالوطن، وقدرة لبنان على استمراره منارة للشرق.
وقالت: "دولة الرئيس، نفتخر اليوم أن تكون مع عائلة AUST. إن خريجي اليوم هم خريجو دورة سعد الحريري، ولذا فهم أمانة لديك، حتى لا يكون قدرهم قدر الذين سبقوهم وهاجروا البلد الصغير لأن وطن الأرز لم يعد يتسع لأولاده. لهم عليك وعلى الدولة كما للآلاف غيرهم حق العيش في لبنان، فلا تتركهم يا أبا حسام ولولوة وعبد العزيز".
وأضافت: "دولة الرئيس، وأنت ابن الشهيد الذي أعطى وعلم الآلاف من الطلاب وجعل من لبنان اسما على كل شفة ولسان، وإنك لوارثه وصنوه. بإصرار نتوجه إليك لتعريف لبنان إلى العالم كما هي صورته الحقيقية".
رياض صقر
وكانت كلمة لنائب رئيس الجامعة الدكتور رياض صقر رحب فيها بخطيب الاحتفال الرئيس الحريري، شاكرا له "حضوره الكبير ورعايته للطلاب ووقوفه إلى جانب الجامعة والتعليم العالي".
الحريري
بعدها توجه الحريري إلى الطلاب، قائلا: "ليس غريبا على جامعة AUST، أن يسمونها جامعة الصقور في لبنان. فهذه الجامعة حلقت في سماء التعليم منذ ثلاثين سنة، وتمكنت بجهود المؤسسين والمعلمين والخريجين، أن تحتل مقعدا رئيسيا في الصفوف الأمامية للجامعات.
نحتفل اليوم بتخريج دفعة جديدة من أفواج الصقور، ونرى الفرحة في عيون الشباب والشابات، وفي عيون السيدة هيام وكل الأساتذة، وقبل كل شيء في عيون الأهالي، الذين كانوا ينتظرون هذه اللحظة منذ سنين.
شهر تموز عادة هو شهر الخريجين والخريجات في كل جامعات ومدارس لبنان. ودفعة اليوم، تشبه باقي الدفعات، التي فيها آلاف الخريجين والخريجات من مختلف الاختصاصات، والتي أقرأ في وجوه كل واحد وكل واحدة منهم، أسئلة موجهة لأهل الحل والربط في لبنان.
متى يا ترى يتم تخريج التشكيلة الحكومية وإطلاق ورشة العمل لإنقاذ البلد؟ ومتى يتم تخريج الدولة من وعود الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي؟ ومتى يمكن للخريجين والخريجات أن يحتفلوا بوجود فرص عمل، ولا تنتهي فرحتهم عند استلام شهادة التخرج من الجامعة؟ وأنا أريد أن أقول لكم بكل صراحة، كل هذه الأسئلة مشروعة أمام ما ترونه وتسمعونه في البلد.
قد تكون هذه الأسئلة موجودة منذ خمسين سنة، وأهلكم طرحوها كما تطرحونها أنتم اليوم. لكن في هذه الأيام لم يعد ممكنا أن تكون هناك أعذار، ولم يعد ممكنا للشباب أن يغطوا أي تقصير أو يقبلوا بأي تبرير.
نعم هذه الأسئلة مشروعة، لأنه من حق أي مواطن أن يستغرب عدم الاتفاق على تأليف الحكومة، في الوقت الذي يرى الكل فيه سلبيات التأخير في التأليف.
هذه الأسئلة مشروعة، لأن من حق كل واحد يأخذ شهادته، أن يعرف نفسه إلى أين يتجه، وفي أي دولة سيعمل، وأين هي مسؤولية الدولة في تأمين فرص العمل".
وأضاف: "من حق كل واحد أن يعرف لماذا يجب أن تتقدم حقوق الطوائف على حقوق الدولة، ولماذا يجب أن تتقدم سياسة المحاصصة على الأصول والدستور. لهذا السبب، لا أرى احتفال اليوم مناسبة لتقديم النصائح للخريجين والخريجات. وأنا لست راغبا بالقيام بهذا الدور ولا أريد أن أقدم لكم لائحة وعود اعتدنا أن نسمعها في احتفالات التخريج.
لكني أود أن أقول لكم، بكل صدق وأمانة، إن كنتم تبحثون عن وسائل لكسر القيد الطائفي في لبنان، فمهمتي أن أبحث معكم، لأنه تبين من كل التجارب في البلد أن الطائفية هي أسوأ لعنة في نظامنا السياسي".
وتابع: "أمنيتي أن أكون واحدا منكم، أفكر مثلكم وأعمل معكم وأقف أمامكم. أمنيتي أن أحلم بلبنان الذي تحلمون به، لبنان الذي تعلمتم لتعملوا فيه وتعيشوا فيه وتروه أجمل بلد بالشرق.
دائما أقول: ثقتي بالبلد، بعد إيماني برب العالمين، لا شيء يهزها. ولبنان معكم يجب أن يتقدم بإذن الله، ويجب أن ينجح في امتحان العبور من دولة الطوائف إلى دولة المؤسسات.
ألف مبروك لكم شهادات التخرج، وأحر التهاني لكل الأهالي الذين نتشارك معهم فرحة الاحتفال، وأود في الختام أن أخبركم أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، كان والده فلاحا لا يملك شيئا، عمل بالأرض وعلم أولاده، كل واحد منكم قادر على القيام بالأمر نفسه. ذهب رفيق الحريري وغامر ودرس وعمل وأقام مؤسسة الحريري، هذا لأنه كان يريد أن يرى في كل شخص، كان بحاجة للمساعدة وساعده وعلمه، رفيق الحريري آخر. وكل واحد فيكم إن شاء الله سيكون رفيق الحريري. من هنا أشكركم وأشكر السيدة هيام على وجودي معكم، وأدعو الله أن يوفق الشباب والشابات والهيئة الإدارية والمعلمين والمعلمات، وأنا لن أكون إلا خادما لهذا البلد ومصلحته".
وفي ختام الحفل، قدمت رئيسة الجامعة للرئيس الحريري درعا تكريمية، كما قدم له طلاب تصميم الأزياء عباءة صمموها له خصيصا.
وبعد توزيع الشهادات، رمى المتخرجون قبعاتهم على أنغام "ألما ماتر" نشيد الجامعة.