كلية العلوم الزراعية في الجامعة الأميركية في بيروت استضافت إطلاق تقرير السياسة الغذائية العالمية لـ 2018 عن المعهد الدولي لبحوث سياسات الأغذية

استضافت كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB)، ضمن سلسلة ندواتها، ندوة لإطلاق تقرير "السياسة الغذائية العالمية" الصادر عن المعهد الدولي لبحوث سياسات الأغذية. وقد استضافت الكلية الندوة بمشاركة برنامجها للأمن الغذائي والمعهد. ويحمل التقرير العنوان: "الأمن الغذائي من العالمية إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ("مينا").

وتم إطلاق التقرير أيضا في أنشطة أقيمت في المدن الكبرى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك واشنطن وروما وبكين ونيودلهي. ويستعرض هذا التقرير "أهم قضايا السياسات الغذائية والتطوّرات والقرارات للعام 2017، كما يبرز التحديات والفرص للعام 2018 على المستويين العالمي والإقليمي". ويركز تقرير هذا العام على قضية "مناهضة العولمة، التي راحت تتصاعد في العام 2017".

وشارك أكثر من 80 شخصا في الندوة الإطلاق في بيروت بمن فيهم عميد كلية العلوم الزراعية والغذائية الدكتور ربيع المهتار وعميد كلية العلوم الصحية في الجامعة الدكتور إيمان نويهض، بالإضافة إلى أعضاء في هيئة التعليم وطلاب وخريجين.

وحضر الندوة ممثلون للقطاع الخاص ولمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، وممثلون لمنظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأغذية العالمي، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة.

ورحب العميد المهتار بالحاضرين والمشاركين في كلمته الافتتاحية، مبرزا "أهمية هذا التقرير وحسن توقيته". وناقش بعض البحوث ذات الصلة بالتقرير، والتي أجريت في الكلية.

وكان من بين المتحدثين الرئيسيين في الندوة كلمنز بريسنغر، وهو أستاذ زميل باحث رئيسي، وقائد البرنامج الوطني في مصر للمعهد الدولي لبحوث سياسات الأغذية، والذي تناول المواضيع العالمية لبرنامج المعهد لهذا العام.

وأوضح أنه "في حين جلبت العولمة فوائد كبيرة من حيث الحد من الفقر والتحسينات في الأمن الغذائي، فقد كان لها أيضا آثار سلبية شملت تفاقم عدم المساواة".

وقال: "إذا كان للعولمة أن تتقدم، فيجب أن تدار لمصلحة عدد أكبر من الناس وإلا فقد تواجه بمزيد من ردود الفعل والرفض".

وتحدث نديم خوري، وهو باحث مستقل يركز على الأمن الغذائي ومستشار المعهد الدولي لبحوث سياسات الأغذية، وقدم نتائج الأبحاث ذات الصلة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال: "إن البلدان المتأثرة بالصراع في المنطقة شهدت انتكاسات لتقدمها نحو تحقيق الأمن الغذائي والتغذوي. وفي غضون ذلك، واصلت البلدان غير الداخلة في صراعات في المنطقة نفسها إحراز التقدم واعتماد إصلاحات لسياسات الغذاء، على رغم أن هذه البلدان يمكنها أن تفعل المزيد لدعم التقدم في جميع أنحاء المنطقة".

وحذر من أن "منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لن تكون محور النقاش العالمي حول انعدام الأمن الغذائي والجوع، وبالتالي سيتعين عليها معالجة حاجاتها لضمان تحركها إلى الأمام".

ثم أقيمت حلقة نقاش قادتها رئيسة قسم البرامج في وزارة الزراعة ومستشارة الوزير ماجدة مشيك.

وشارك في الحلقة كبير الاقتصاديين ورئيس قسم البحث والتحليل الاقتصادي في "بنك بيبلوس" نسيب غبريل ورئيس الخدمات المصرفية للأبحاث والاستثمار في "بلوم انفست بنك" مروان ميخائيل، والأستاذة المساعدة في دائرة التغذية وعلوم الطعام في كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة لميس جمعة.

وتلت الحلقة نقاشات قوية حول الهيكل الحالي للسياسات الزراعية الغذائية اللبنانية وأولوياتها، وهذه تشمل دعم الإنتاج، والأدوار المناسبة للدولة والقطاع الخاص في تعزيز النمو والاستثمار في قطاع الأغذية الزراعية. وشهدت النقاشات تباينا في الآراء حول الزراعة كقطاع اقتصادي منتج أو كمصدر رزق للمنتجين وصغار المزارعين والأسر الريفية.

وقد أبرزت هذه الندوة الحاجة إلى حوار متواصل وقوي قائم على الأدلة بين جميع أصحاب الاهتمام، بما في ذلك الدولة والقطاع الخاص والأكاديميين والباحثين والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، من أجل ترشيد السياسة الغذائية وتحسينها في لبنان والمنطقة.