أفرام دكتورا فخريا في الكسليك
كرمت جامعة الروح القدس الكسليك النائب نعمة أفرام بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية، بحيث حل ضيف شرف ومتكلما رئيسيا على حفل تخرج "فوج الفرح"، وذلك تقديرا لجهوده الخيرة وإنجازاته اللامعة على الصعيدين التربوي والوطني.
حضر الحفل الرئيس العام للرهبانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم، رئيس الجامعة الأب البروفيسور جورج حبيقة، وزراء ونواب، أعضاء مجلس أمناء الجامعة، لفيف من الكهنة والراهبات، أعضاء الهيئتين التربوية والإدارية في الجامعة وفاعليات عسكرية ومدنية وتربوية إلى جانب الخريجات والخريجين وأهاليهم وأصدقائهم.
افرام
استعرض النائب افرام في كلمته شريط ذكرياته متوقفا عند مقاربته البحثية عن "السعادة أو الحقيقة". وإذ شارك افرام الخريجين خلاصة رحلته الأولية في "سعيه وراء الحقيقة"، شارحا "تراكم المعارف والخبرات والعلوم منذ فجر التكوين، مع النظريات حولها، بين بمنطق متكامل كيف تنظمت خلايا المجتمع على صورة خلايا النظام الكوني، لتكون المجتمعات على صورة الخلق".
وقال أفرام: "في ملء الزمن، دخل الخالق تاريخ البشر بطريقة فوق الطبيعة. بحب لامتناه وبصفاء مذهل ولد. ولدت الحقيقة المطلقة. وبدأ العد العكسي لنهاية ما...نهاية زمن وبداية آخر".
أضاف: "النتيجة المذهلة تكمن في أن كما هو الخالق واحد، كذلك قد يكون هدف الخلق أيضا واحد. ولا شك أن في هدف الخلق هذا، يلعب الانسان دورا أساسيا".
وأوضح أفرام أن "الحقيقة المطلقة لا نكتشفها إذا بحثنا عنها فقط، بل تعطى لمن يستحقها. الحقيقة هذه، هي حقيقة من الخالق، لأن المدعوين كثر والمختارين قلائل على ما قاله متى الرسول. حقيقة تخرج من القلب، تستنبط من الجوف، من الأحشاء، بالاختبار وليس بالخبرة. حقيقة تحرر. حقيقة تغذيك بحكمة الروح ونقاوة البصيرة وصفاء السلام. الحقيقة هذه تخفى عن الكثيرين منا. حقيقة لا تكتمل إلا بالتجرد والمحبة والغفران. حقيقة تشرب من الفداء والتجرد، وتفيض فرحا وسعادة. حقيقة تتغذى بالحب والغفران، وتبعث على الأمل والرجاء. هذه الحقيقة لا تزول لتأتي غيرها، بل تنمو بذاتها نحو الكمال".
وتوجه إلى الخريجات والخريجين مطالبا إياهم بـ"التحلي بالشجاعة"، وقال: "هم الذين يتخرجون من عالم منظم وأنيق، وينتقلون إلى فوضى سوق العمل والحياة المعقدة"، لافتا إلى أنه "مهما علت شؤون السياسة، تبقى قوانين الطبيعة والإنتاج والاقتصاد أقوى. فشاء من شاء وأبى من أبى، إذا لم نصلح الإنتاجية في وطننا، لن يقف نمو الدين العام ولن نفلت من الانهيار الكبير".
واعتبر افرام أن "لكل انسان وزنات ورسالة، ولأن الأوطان الراقية هي أرض خيرة ومساحة خصبة لتفجير طاقات أبنائها وابداعاتهم، بالله عليكم أقول لكم وأنتم تدخلون عالما يتخبط بالحقد والجهل، أن تلتزموا بناء الوطن بتناسق تام مع قوانين الطبيعة وصفاء المعرفة وإلهامات الروح".
وقال: "لن يكون لبنان بعد اليوم علامة للفشل ولن يكون لبنان بعد اليوم بلدا عاجزا عن إدارة شؤونه. وطن عبء على مواطنيه وخيبة لمحبيه. وطن يرهن أولاده بدين لأجيال قادمة، ويصل مستوى اليأس بين شبابه الى حد الانتحار الجسدي. لا تقبلوا بعد اليوم أن باسم الطائفية والسياسة الضيقة، ينقض كل ما تعلمتموه".
أضاف أفرام: "لا تقبلوا بعد اليوم ألا تكون الإنتاجية، في صلب ميثاق عيشنا المشترك. ويكون التنوع في الوحدة غنى لكل واحد من أبناء لبنان. وشهادة حية في العالم، على قدرة أبناء الله الواحد، ومعا، في تشييد مستقبل واعد. هكذا نبني وطنا يكون فيه الانسان أولا، لأنه محور الخلق وأرقاه. ويكون لبنان وطن سعادة الانسان ونموه من ضمن مسيرة كونية نحو نهاية الزمن، وإلى ما ورائه المهيب".
حبيقة
ورأى البروفيسور الأب حبيقة أن "أسرة خطيب الحفل النائب افرام لم تبخل يوما على الوطن"، مستشهدا بـ"مناقبية الوزير الراحل جورج افرام"، مثنيا على "روحانية الناسك كريم افرام (الذي اتخذ لنفسه اسم شربل)، ابن عم النائب افرام"، معددا "خصائل النائب افرام".
وشدد حبيقة على "الحرص في مواصلة ورشة الجودة والامتياز، كي تبلغ جامعة الروح القدس الكسليك مرتبة متقدمة ومرموقة بين صروح التعليم العالي في العالم".
وذكر "كيف حازت الجامعة في شهر حزيران الفائت جائزة Gaïa العالمية، على يد أمير مونتنيغرو ووفد أوروبي رفيع المستوى. كما صنفت المؤسسة البريطانية الشهيرة المتخصصة في ترتيب الجامعات في العالم جامعة الروح القدس بين الجامعات الخمسة الأولى في لبنان، وبين الـ651 جامعة رائدة في العالم على 28000 جامعة في العالم".
وختم مهنأ "الخريجين والخريجات"، متمنيا أن "تشرع لهم الحياة نوافذها".
اسطفان
بدورها، استذكرت الطالبة سارة مارون اسطفان "الخوف والتردد في بداية المشوار، الذي ما لبث أن تحول إلى ثقة وعزم وتصميم من خلال تثبيت حس الانتماء"، مشيرة الى "الذكريات والتحديات ودروس الحياة التي ترسخ القيم، في سبيل حمل مسؤولية هي أبعد من الشهادة استعدادا للتحدي الأكبر"، ممتنة باسم الطلاب لـ"فضل الأهالي والأساتذة".
كما تخلل الحفل وقفة غنائية من توقيع كارين رميا وفرقتها الموسيقية.