دكاش في تخريج طلاب العلوم الدينية في القديس يوسف: لا تضعوا هذه الشهادة في الخزانة بل حولوها إلى جهاد يومي والتزام متواصل

احتفلت كلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف في بيروت بتخرج دفعات جديدة من طلاب المعهد العالي للعلوم الدينية، ومعهد الدراسات الإسلامية والمسيحية، وقسم علوم الأديان، في قاعة فرنسوا باسيل في حرم الابتكار والرياضة- طريق الشام، في حضور رئيس الجامعة البروفسور سليم دكاش اليسوعي وعميد الكلية الأب مارك شيشليك اليسوعي ومدير المعهد العالي للعلوم الدينية وممثل المطران مارون العمار الأب إدغار الهيبي، وحشد من مسؤولي الجامعة وأهالي المتخرجين.

وتوزعت الشهادات كالتالي: الدبلوم الجامعي "أؤمن" : مدخل إلى الإيمان المسيحي (الدفعة السادسة - باللغة الفرنسية، والثانية بالغة العربية في بيروت). الدبلوم الجامعي في المرافقة الروحية (الدفعة الحادية عشرة)؛ الدبلوم الجامعي في راعوية الصحة (الدفعة الحادية عشرة)؛ الشهادة الجامعية في الشماسية والراعوية الاجتماعية (الدفعة الخامسة)؛ الشهادة في الثقافة الأساسية الإسلامية والمسيحية (الدفعة الخامسة)؛ الشهادة الجامعية في العقائد الإسلامية والمسيحية (الدفعة الرابعة)؛ الشهادة الجامعية؛ الشهادة الجامعية؛ الدبلوم الجامعي في "الأديان والإعلام" (الدفعة السابعة).

خشان
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، فتقديم من الطالب أنطوان سلامة، ثم كلمة منسق دبلوم راعوية الصحة الأب شربل خشان ألقاها باسم المعهد العالي للعلوم الدينية بتكليف من الأب الهيبي، قال فيها: "كل سنة يتجدد لقاؤنا لنتوج معا عامنا الجامعي، محتفلين بتخرج دفعات جديدة من الطلاب الأحبة، سينضمون الى إخوة وأخوات كانوا قد أتوا قبلهم لينهلوا العلم والمعرفة من ينابيع جامعة القديس يوسف. نلتفت اليكم ونرى في وجه كل واحدة وواحد منكم ليس ما أخذ من شهادات من مختلف معاهد الجامعة وكلياتها، بل لنرى في وجوهكم ما أعطيتم وأغنيتم من خبرات وأعمال وتضحيات قمتم بها لتستحقوا وعن جدارة أن تقفوا اليوم في احتفال تخرجكم بفخر واعتزاز. منذ اللحظة أنتم شركاء حقيقيون في بنية جامعة القديس يوسف ورسالتها بحيث أنكم تنطلقون لتجددوا الذهنيات، والمؤسسات التي تعملون فيها، والرعايا التي اؤتمنتم عليها والجماعات التي تعملون معها. اليوم ننظر اليكم لا على أنكم أفراد حاملو شهادات بل على أنكم شهود لما اكتنزتم من علم ومعرفة وخبرات إنسانية، وإيمانية، واجتماعية".

تشيشلك
من جهته، قال الأب تشيشلك: "أمام مثل هذه الفسيفساء، من المستحيل أن أذكر هنا كل المساهمات أو تتبع تاريخ كل من هذه الدورات، لكن من المفيد التأكيد أن هذا التنوع الذي أتيح لطلابنا لتعليمهم ولتحديث معارفهم، هو أيضا من أجل ثقافتهم ونضجهم الأخلاقي والديني. وبعيدا من التفكير في "وصفات موحدة"، هدفت هذه التدريبات إلى تشجيع الممارسات الجيدة وتجنب الممارسات السيئة، وهي بطريقة ما، هدفت أيضا إلى تعزيز النزعة الإنسانية التي تعترف بوجود سر الله في كل كائن بشري".

دكاش
اما رئيس الجامعة البروفسور دكاش فقال: "لكل زهرة رائحتها ولكل حلو مذاقه. ولهذا الاحتفال، تسليم شهادات التخرج من كلية العلوم الدينية في الجامعة اليسوعية في هذا المساء، نكهته الخاصة به. هناك نكهة خاصة لهذه الشهادات، إنها ليست تقليدية بل هي تجيب على حاجات خاصة واقعية إنسانية لها علاقة بالدين على مستوى مختلف نواحي الحياة. فالدين ليس مجرد ظاهرة أو شعور أو مناخ حار أو بارد، الدين هو وحي في عمق الوجود البشري وفي ضمير كل كائن لا بل كما كان يقول العالم اليسوعي بيار تيارد دو شاردان اليسوعي (Pierre Teilhard de Chardin s.j.) إن الدين هو حضور الله في خلايا كل كائن من الكائنات الحية والجامدة، حضور يعطي لكل كائن معناه وخصوصيته ويدفع كل الكائنات إلى اللقاء والوحدة في الله، وهو حضور حياة وسلام وثقة وكيان وانفتاح وتضامن. نقول عنه إنه حضور وخلاص وحرية وقيامة".

اضاف: "انطلاقا من هذه التعريفات والمبادئ ومن هذه النظرة الجامعة للدين في جامعة لها أصولها المسيحية وروحانيتها اليسوعية، إنما نريد أن نكون قادة رأي وخدام كلمة حق ونور ومرشدين أمناء، وإعلاميين مستنيرين وعارفين، ومديرين مشرفين على الصحة الروحية ونشطاء يستخدمون العقيدة والمعرفة وأدوات الفكر عاملين من أجل نشر المحبة من ضمن الحوار والتبادل الواعي".

وختم: "لقد أبليتم البلاء الحسن، فاستحققتم هذه الوقفة اليوم وكذلك هذه الشهادة التي تكلل عملكم والتزاماتكم. فباسمكم أشكر المسؤولين والأساتذة الذين رافقوا مسيرتكم إلى هذا اليوم. لا تضعوا هذه الشهادة في الخزانة وتقفلوا عليها، بل حولوها إلى جهاد يومي والتزام متواصل، فينجح بالتمام حاملو هذه الشهادة ويتكلل عملهم بما تمثله هذه الشهادة من الكفاءات والعلم والحضارة".

ثم كانت كلمة الطلاب لكل من الطالب إميل أبو شعر والطالبة أسيل مكي، ثم وزعت الشهادات على الطلاب، ودعي الحضور إلى كوكتيل في المناسبة.