الجامعة الاميركية احتفلت بتخريج 1708 طالبا
انهت الجامعة الأميركية في بيروت المرحلة الثانية من تخريج 1708 من طلابها لهذه السنة، باحتفال أقيم على "الملعب الأخضر" في حرم الجامعة، حضره أعضاء مجلس الأمناء ونواب الرئيس والعمداء والمدراء، كما حضر أهل الطلاب وعائلاتهم.
وبعد دخول موكب الخريجين وموكب رئيس الجامعة ووكيل الشؤون الأكاديمية والعمداء وأعضاء مجلس الأمناء بالأثواب الإحتفالية، استهل الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ليتكلم بعد ذلك رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري الذي قال: "اليوم هو يومكم، يوم ستتشاركون فيه إلى الأبد مع جميع خريجينا، بمن فيهم المميزون الخمسة المكرمون الذين أغنوا العالم من خلال إنجازاتهم الباقية في السينما والمسرح والأعمال المصرفية والصحة العامة والحياة العامة والعلوم وعلم الفلك، والذين هم أيضا زملاؤكم الخريجون. كل واحد منا على المنصة أو في الحضور، لديه قصته الفريدة الخاصة به، والإطار المرجعي العائد له.
وأضاف: "بصفتي عالما وطبيبا، قضيت حياتي المهنية بالكامل في تطوير بيانات المعلومات واستكشافها واختبار صحتها، وقبول الأدلة التي توفرها، وفي حين ان هناك طرقا مختلفة لتفسير البيانات، يجب أن نتفق على قيمتها الأساسية، ودقتها، ومناعتها إزاء الاختبار الحقيقي. لقد كافح معظم أفراد جيلي بضمير حي لإيجاد عالم أفضل، ولكننا لم نكن دائما ناجحين. وعلى الرغم من الاضطرابات التي نراها من حولنا، وبشكل عام، إذا نظرت إلى الأدلة من كتاب ستيفن بينكر "الملائكة الأفضل في طبيعتنا: لماذا تراجعت أعمال العنف"، تخبرنا البيانات أننا في عالم أفضل. يستشهد بينكر بانخفاض الجرائم والفقر، وارتفاع معدل عمر الإنسان. قد نختلف حول سياق وأهمية هذه الوقائع، لكن البيانات هي البيانات. العالم بلا شك مكان أفضل مما كان عليه قبل مئة عام، إلا أننا لا نستطيع أن نكتفي بما حققناه، ولا يمكننا قبول الأشياء كما هي. يجب أن نحدث التغيير الإيجابي. وأنتم متخرجو العام 2018، سواء أعجبكم ذلك أم لا، من بين الأشخاص الذين سيحملون ركيزة التغيير. يتم بناء المؤسسات الكبرى والدول الكبرى على يد مواطنين ملتزمين، ويشارك المواطنون الملتزمون بكامل مكونات الحياة العامة والخاصة".
وتابع: "نحن بعيدون جدا عن حيث يجب أن نصل، لكن الأمور تتحرك. ومع ذلك، لا يمكننا اعتبار تقدمنا تحت عنوان (الملائكة الأفضل في طبيعتنا) كأمر نطمئن إلى حصوله. ولقد حضنا توم وولف مرة أخرى على ألا نصبح أبدا عبيدا لكيف تعتقد أن الآخرين يروننا. وأنتم خريجو العام 2018 عليكم العمل لخلق عالم أفضل، عالم حيث الانقسام ليس بين الحقيقة والباطل، ولا اليسار واليمين، ولا الشمال والجنوب بل بين ما تم إنجازه وما يمكننا تحقيقه. ولهذا، يجب أن تكون مؤيدين عنيدين ومناصرين عازمين وفاعلين".
وقال: "مع ذلك، يراودنا إحساس بوعد لم يحفظ ولم ينفذ ولم يكتمل، عندما ننظر إلى عالم يمتلك فيه ثمانية أفراد، جميعهم رجال، القدر ذاته من الثروة التي يتمتع بها النصف الأفقر من البشر، وحيث لا تزال خسائر الحرب والمرض والبؤس وباءا يصيب العالم. نحن ندرك كل يوم أن مهمتنا هي أن نكون أكثر شمولا ودعما وفعالية في مناصرتكم، أنتم طلابنا المتميزون. ولكن في نهاية المطاف أنتم المناصرون النهائيون، فأنتم الأبطال النهائيون، وأنتم الفاعلون النهائيون. لذا سواء أعددتم للمستقبل في إحدى أرقى معاهد الدراسات العليا، أو إذا كنتم تتدربون في الطب أو التمريض، وسواء حصلتم على وظيفة مثالية أو وظيفة غير مثالية كخطوة في الطريق إلى الوظيفة المثالية، وسواء قررتم رسم مسار خاص بكم من خلال ريادة الأعمال، أو ما إذا كنتم لا تزالون تبحثون عن هدفكم الحقيقي، لمعرفة وجهتكم في الحياة، فلقد طورتم الأدوات اللازمة لتحليل بيانات المعلومات بشكل نقدي، ولجمع من تفرقهم انقسامات كبيرة، لضمان أن يكون الغد هو في الواقع مجالا لما أسماه لينكولن (الملائكة الأفضل في طبيعتنا)".
وختم قائلا "هنيئا لكم يا متخرجي العام 2018 من الجامعة الأميركية في بيروت! انطلقوا لتغيير العالم إلى الأفضل.
في كلمة المتخرجين، قالت الطالبة تالا الصالح: "اليوم أنا لم أعد طالبة في الفيزياء. وبقدر ما يؤلمني مغادرة الدائرة حيث قضيت أفضل ثلاث سنوات من عمري، تعزيني فكرة أن هذه العلاقة لن تنتهي حقا. إن كوني طالبة في الفيزياء سيظل دائما جزءا جوهريا من هويتي، وهو أمر أحببته وسأكونه دائما. بالطبع سأشتاق إلى أساتذتي، الذين لم يعلموني فحسب كيف أفهم الكون وظواهره بشكل أفضل، بل كانوا أيضا مرشدين عظماء يفرحني التواجد معهم. وسأشتاق إلى أصدقائي الذين ألهموني بلطفهم وجرأتهم وقوتهم. سأشتاق إلى تجربة الدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت ككل. لكني سأحملها كلها محفوظة في الذاكرة: الضحك والدموع والعبر".
تابعت: "بعض الآراء التي أحملها اليوم تغيرت جذريا عما كانت عليه حين جئت إلى هنا، حتى أنها في بعض الأحيان تغيرت إلى حد لم أكن أظنه ممكنا، على غرار إعادة تشكيل الهوية. أنا أفهم أن التغيير جزء طبيعي من النمو؛ ولكن كوني جزءا من كلية الآداب والعلوم كان بالتأكيد محركا لي"، وختمت بشكر "الأساتذة والأصدقاء والزملاء لهذه السنوات التي لا تنسى والخبرات الرائعة".
وقال الطالب جوزيف مطر: "أذكر الأسبوعين الأولين في الجامعة، وأنا متأكد من أن كل واحد منكم يا زملائي المتخرجين يذكر الشعور بأنه مرحب به في الجامعة الأميركية في بيروت. شخصيا، مازلت أتذكر شعوري حين تخرجت من المدرسة الثانوية وبدأت مسيرتي الجامعية مليئا بالحماس والتفاؤل، متوقعا أن يجري كل شيء بسلاسة كما كان من قبل. لم أكن أعرف أنني سأختبر ما أود أن أسميه مفعول الصدمة. لطالما نظرت إلى الجامعة الأميركية باعتبارها مجرد نقطة عبور في حياتي حيث اضطر إلى القيام بعملي والدراسة والتخرج والانتقال إلى الحياة المهنية. ومع ذلك فإن السنوات الأربع التي قضيتها في الجامعة أثبتت أنها رحلة الصحوة على المستوى الشخصي. لقد كانت الجامعة رائدة في مواجهة القوالب النمطية الاجتماعية وشجعتنا دائما على كسر الحواجز والنضال من أجل أفكارنا الخاصة.
وقال واضع سياسات الصحة العامة والطبيب هاورد كوه: "في زيارتي الأولى هذه إلى لبنان، يشرفني أن أحتفل بهذه المهمة وبهذا اليوم. الجامعة الأميركية في بيروت وفرت دائما تعليما عالميا في العديد من المجالات التي تتراوح بين الزراعة والفنون، من الفلسفة إلى الفيزياء. التعلم في الجامعة الأميركية هو امتياز. ولكن الآن، وأنتم تواجهون المستقبل جماعيا، أعرف أنكم تتساءلون: ماذا الآن بالنسبة لي؟ ما الذي سوف يرشدني أثناء اتخاذ قرارات حياتية؟ كيف أبني حياة وليس مجرد اعتياش؟ في احتفال تخرجي منذ سنوات، ظننت أن لدي بعض المعلومات حول كيفية الإجابة على هذه الأسئلة الأساسية والعميقة".
تابع: "في سنواتي الأولى من التدريب الطبي في بوسطن، قابلت طبيبة جميلة هي الدكتورة كلوديا أريغ. أخبرتني أنها ترعرعت في عائلة اعتزت بثقافتها من الهجرة اللبنانية. وأثناء طفولتها، كان والداها يتقاسمان معها بانتظام فخرهما بوطنهما الأم، وحبهما لثقافته وخصوصا لطعامه، ورغبتهما في أن يحصل أطفالهما على أفضل تعليم ممكن، وحلمهما بأن تصبح هي وأشقائها في يوم من الأيام من الراشدين المحققين لذواتهم والملتزمين بحياة هادفة... أما بالعودة إلى بوسطن، فالتقيت أيضا بطبيب آخر متميز، هو الدكتور فضلو خوري. خلال مسيرتي المهنية عملت مع العديد من الأطباء العظماء. لكن الدكتور خوري لمع دائما كشخص مميز. بادئ ذي بدء، عند لقائنا، تواصلنا على الفور عبر تراثنا اللبناني! وعلاوة على ذلك فقد تميز بمواهب نادرة من الذكاء والطاقة والبصيرة لا تتطابق إلا مع إنسانيته وتواضعه وكرمه. لحسن الحظ، في العام 2015، عينت الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور خوري رئيسها السادس عشر بتأثير مواهبه الهائلة. وعندما اتصلت لتقديم التهاني القلبية، شاركني بحماس أحلامه للجامعة الأميركية في بيروت. ثم قال بسخاء: أنت تعرف هوارد، يوما ما، أنت وكلوديا يجب أن تزورا لبنان - ستحبانه. يوما ما هو اليوم. أنا فخور جدا بالرئيس خوري الذي يعيش رسالة كرئيس متفاني، وطبيب، وباحث، وزوج، أوب، ومواطن من العالم. أيها الرئيس خوري، من فضلك قف حتى نتمكن من منحك جولة من التصفيق الذي تستحقه تماما".
وقال: "هكذا أيها الخريجون الأعزاء، أعتقد أن هناك مهمة نداء تلبوه لكل واحد منا. لم أكن أفهم هذا عندما كنت أصغر سنا لكنني بالتأكيد أفهم ذلك الآن. قد لا يكون لدى بعضكم فكرة عما قد تكون مهمته. لا بأس. وبالنسبة لأولئك الذين خططوا بالفعل كل خطوة في المستقبل، دعوني أؤكد لكم، لن يحدث ذلك كما رسمتموه. ستطرح الحياة أمامكم الكثير من التحولات والانعطافات الهامة للغاية. ولكن عندما تواجهونها، ابقوا قلوبكم مفتوحة وجاهزة لسماع ذلك النداء الهادئ. إذا قمتم بذلك، لتمكّنتم من اكتشاف هدف وجودكم، لا ما هو مهم لكم فحسب".
وختم قائلا: "أشكركم مرة أخرى على الترحيب بكلوديا وبي في هذا الحرم الجميل. سيحظى لبنان دائما بمكانة خاصة في قلبي. هذه هي زيارتي الأولى للبنان ولكنني أشعر من نواح كثيرة بأنها زيارة العودة إلى الوطن. أتمنى لكم وأنتم تغادرون الجامعة أن تستعملوا تعليمكم في الجامعة الأميركية بشكل كامل لخدمة منطقة الشرق الأوسط وما بعدها. أتمنى أن تعيشوا حياة مفعمة بالأهداف والمرامي. وفي يوم من الأيام، قد تحصلون أيضا على الشرف المذهل بأن ترووا أمام جمهور عالمي، كيف غير تميز التعليم وقوة النداء والحب الشغوف من العائلة والأصدقاء، حياتكم.
وسلم الدكتور خوري والعمداء، بعد ذلك، الخريجين شهادتهم وبلغ عددهم 1708 يتوزعون على الشكل التالي:
الزراعة 126
الآداب والعلوم 585
الهندسة والعمارة 555
العلوم الصحية 78
إدارة الأعمال 327
التمريض 37
وكرر الخريجون تلاوة خطاب القسم الخاص بإختصاصهم، وختم الإحتفال بنشيد الجامعة وأداء خاص مباشر ورمي القبعات في الفضاء إبتهاجا.