تويني في إطلاق برنامج التربية المدنية في الكسليك: مسؤولون عن خلق تربية وطنية تقوم على مبادىء عالمية

نظمت جامعة الروح القدس - الكسليك، حفل إطلاق البرنامج الثقافي للتربية المدنية Educational Civic Program، بالتعاون مع جمعية جون مايكل فرحات وجمعية MINDS MASTER في كندا وبمشاركة تجمع الطلاب اللبنانيين في الجامعات الكندية Tollab، في حضور وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، العميد المتقاعد شامل روكز، نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الأب طلال هاشم، رئيس جمعيةMinds Master فؤاد فارس، رئيس جمعية جون مايكل فيصل فرحات وفاعليات.

بعد النشيد الوطني، تحدث هاشم ونوه بدور الوزير تويني معتبرا أن "هذا المشروع يهدف إلى إحداث فرق في مجتمعنا اللبناني وقد تبنته جامعة الروح القدس لأنها تؤمن بالشباب وبالأولاد الذين على الرغم من صغر سنهم هم مواطنين فعليين".

ثم تحدث فرحات عن الظروف التي دفعته للهجرة إلى كندا ومسيرته المهنية فيها وتعلقه بوطنه الأم، وشكر الجامعة على مبادرتها الكريمة وتشجيعها وتبنيها لإطلاق هذا المشروع "الذي هو هدية من القلب للوطن وأولاده".

وتطرق إلى المشاكل والأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان على مستويات عدة، مشددا "على ضرورة حصول تغيير في ذهنية وتصرفات الناس ومراجعة عامة لكل القيم عندهم، وخصوصا لدى الجيل الجديد"، وقال:"من هنا كانت الشرارة التي أوصلتنا إلى هذا المشروع، فالهدف منه سيط وواضح، وهو تعليم أولادنا منذ الصغر كيف يكونوا مواطنين صالحين"، مؤكدا "اننا نتطلع إلى أن يلتزموا بقيم أساسية مهمة لبناء مجتمع متماسك وناجح وسليم مبني على الالتزام الاجتماعي الجماعي، وليس الفردي أو الشخصي".

ثم قدم فارس لمحة شاملة عن البرنامج الثقافي للتربية المدنية الذي "يتوجه إلى طلاب المدارس والجامعات بغية طرح حلول للمواضيع العامة الشائكة، مثل احترام الآخر والتواصل والحرية والمحافظة على البيئة والمحاسبة والمساءلة واحترام القانون والمواطنة"، وقال:"لقد حظي موضوع الفساد بأهمية كبيرة لدى الطلاب المشاركين واعتبروا مكافحة الفساد هي الفرصة الوحيدة لعودتهم إلى لبنان، حيث أظهر الطلاب حماسة كبيرة وتجاوبا مع هذا المشروع الذي أطلق من مونتريال مع مجموعة طلاب".

وختاما، ألقى تويني مداخلة استهلها بتحية وفاء إلى الجيش اللبناني وشهدائه، واشار الى "انه بحث في موضوع زيادة أقساط المدارس مع البطريرك الماروني والعمل جار لحل هذه المسألة"، معلنا "دعمه لسلسلة الرتب والرواتب لأنها تتيح التداول المالي في لبنان، لاسيما وأن المستفيدين منها، أي ذوي الدخل المحدود، يتعاملون بالليرة اللبنانية ويستهلكون بضائع لبنانية"، داعيا "إلى الابتعاد عن النظريات السوداوية في هذا الموضوع".

واعتبر "أن أساس الفساد هو عملية كسر لمعادلة القانون في المجتمعات، وهو ظاهرة قديمة العهد وليست وليدة اليوم، وموجودة في العلاقات الاجتماعية المعقدة"، واشار الى ان "وظيفة الدولة تقوم على أن تكون مؤسسة لتنظيم العدالة الاجتماعية والتوزيع بين مختلف الفئات الاجتماعية. ويؤدي وجود خلل في التوزيع إلى وجود خلل في التنظيم الاجتماعي وفي التركيبة السياسية - الاجتماعية - الاقتصادية".

ورأى "أن الفساد هو معادلة القوة الكاسرة على قوة العدالة الاجتماعية. ومن أشكاله الدخول إلى جسم الدولة والتأثير في مفاصلها من الداخل، وتأثير سياسي من خلال قوة كاسرة سياسية أو طائفية، كما يحصل في لبنان، لتوجيه القوانين باتجاه معين يخدم المصلحة الشخصية فيصبح المال العام مالا خاصا يوزع خدمة لفريق معين تابع لجهة معينة".

وتحدث عن الكذب والتبرج الاجتماعي، لافتا "إلى أن أساس الفساد قائم على المظهرية التي تتجه نحو الغنى وحب الاستهلاك والإسراف غير المشروع، وهو موجود في مجتمعاتنا لأنها مجتمعات براقة تسعى لأن تظهر منافية لحقيقة المستوى الاجتماعي والاقتصادي، حيث يكون مصروف الإنسان أكبر من مدخوله، حيث يدخل الإنسان بعمليات غير مشروعة لا يقبلها لا العقل ولا الدين ولا العدالة الاجتماعية".

وختم:"لهذا فنحن مسؤولون عن خلق تربية وطنية جديدة تقوم على مبادىء أساسية عالمية، يربى عليها المواطن اللبناني منذ صغره في المدرسة إلى الجامعة، وذلك لأجل ضخ قيم جديدة يرتكز عليها المجتمع اللبناني لإحداث تغيير نحو الأفضل".