الجامعة الاميركية منحت الدكتوراه الفخرية لعقيل والهراوي وشاهين وسويف وخرجت 514 طالبا

احتفلت الجامعة الأميركية في بيروت بتخريج 514 طالبا من حاملي شهادات الطب والدكتوراه والدراسات العليا، على أن تحتفل غدا بتخريج 1668 طالبا من حاملي شهادات البكالوريوس.

ومنحت الجامعة خلال الاحتفال العالمة هدى عقيل والسيدة الأولى السابقة منى الهراوي والمؤلف الموسيقي سيمون شاهين والكاتبة والمؤلفة أهداف سويف شهادة الدكتوراه الفخرية في الإنسانيات نظرا لإنجازاتهم الدولية كل في مجال عمله.

حضر الاحتفال وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب الدكتور عاطف مجدلاني ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. كما حضر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأمناء في الجامعة وأهل الطلاب وعائلاتهم وبعض من أهل الإعلام ومهتمين.

بعد دخول موكب الخريجين وموكب رئيس الجامعة ووكيل الشؤون الأكاديمية والعمداء وأعضاء مجلس الأمناء بالأثواب الإحتفالية استهل الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني وافتتح رسميا ليتكلم بعد ذلك رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري.

كلمة خوري

وتحدث رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، وقال: أصحاب المعالي والسعادة والسيادة، حضرات أعضاء مجلس الأمناء الأجلاء، أهالي وعائلات واصدقاء متخرجينا المبدعين، أعضاء الهيئة التعليمية والادارية الرائعون، اهنئكم على رؤية جهودكم تثمر تخرج دفعة ممتازة جديدة، خريجو الجامعة الأميركية في بيروت لعام 2017. طلابنا المميزون، إنه لشرف لي أن أرحب بكم الليلة، بعد سنوات على دخولكم الجامعة، لأتمنى لكم أفضل الطالع في رحلتكم المستقبلية الجديدة. ورمضان كريم.

رحلتكم في الجامعة الأميركية في بيروت كانت مفعمة بالتجارب الغنية والقوية. لقد دخلتم هذه الجامعة قادمين من مختلف أطياف البلاد، والمنطقة، والعالم. تركتم حضن والديكم لتنزلوا في هذا الحصن العظيم، حصن النضال والمعرفة والتنوير، وهو مكان ملتزم بالشمول والتنوع، وملتزم بشكل لا لبس فيه بالتفوق. قطعتم شوطا طويلا لتكونوا هنا هذه الليلة، وكيفتم وشكلتم شخصيتكم من خلال تجارب التفاعل مع زملائكم، والانخراط مع أساتذتكم، والخدمة في مختلف النوادي والجمعيات والمنشورات. لقد نموتم من خلال المعرفة التي اكتسبتموها من موادكم الدراسية الأساسية والاختيارية.

اضاف : "اليوم تقفون على أهبة القفزة الكبيرة في المجهول السحيق، في عالم مخيف ومثير على حد سواء. وعندما تصبح هذه اللحظات طاغية، تذكروا أن هذه التجارب والتحديات بالذات التي مررتم بها هي التي وسعت معارفكم، وآفاقكم، وساهمت في تأطير شخصيتكم".

وتابع : "كل إنسان يبدأ حياته مع الضعف، ويمضي العمر يجاهد للتغلب عليه، وهو يتبع طموحه. اتبع أحلامك، لا تبحث فقط في نفسك، ولكن أنظر من حولك -أنظر في مجتمعك، إفهم ما يفتقر إليه من أجل إقامة العدالة الاجتماعية. التحولات البشرية لا تأتي واضحة ومنسقة. ستحصل في حياتك المهنية على فرص سوف تجعلك تفكر مرتين، وسوف تنغمس في التفكير مليا باغتنام هذه الفرص الإنسانية العديدة للتأثير على حياة أولئك الأقل حظا. إن شخصية بكاملها تكمن في المجتمع المحلي، وغناها هو من صحة هذا المجتمع. وهكذا يتوجب عليكم جميعا أن تنخرطوا وتشاركوا في مساعدة الآخرين وأن تبذلوا أقصى ما في وسعكم لذلك. في أوقات الشك هذه، غالبا ما يجد المرء هدفه وتوجهه".

وقال: "قبل عامين ونصف، عُرضت علي للمرة الأولى قيادة هذه المؤسسة التاريخية. فكرت بعناية في هذه الفرصة لتغيير توجهي. كانت بالتأكيد لحظة من الشك الكبير، ولكن في تلك اللحظات من الشك، بالتحديد، نجد وجهتنا الحقيقية. من المهم أن تتحدى نفسك بصدق، وأن تحدد مهمتك الشخصية وتنفذها، وأن تبقي عينك على المجتمع الذي تخدمه، وأن تفهم كيف يمكن لمهاراتك أن تخلق أثرا دائما وفاعلا.

لذلك، في كل مرة يواجهك شك حقيقي، أدرك أن القدرة على إحداث تغيير هادف تنبثق من هذه اللحظات المحددة بالضبط، وأنه في إمكانك اتخاذ قرار قد يغير إلى الأبد مسار حياتك وحياة الآخرين. ولكن هذا القرار قد يضعك في موقف حيث خدمتك سوف تفيد من هم حولك كثيرا. وفي عملية اتخاذ قرارك، فكر في صيغ ايمانويل كانط الثلاثة المختلفة لكن المتساوية لقانون الأخلاقيات الشامل: إعمل فقط وفقا لهذه الحكمة حين يمكنك في الوقت ذاته أن ترغب بأن تكون قانونا عالميا، وتصرف بطريقة تجعلك تعامل الإنسانية، سواء في شخصك أو أي شخص آخر، لا كمجرد وسيلة لتحقيق غاية، مطلقا، ولكن في الوقت نفسه كغاية، ومن ثم فإن المبدأ العملي الثالث يأتي كشرط نهائي لانسجامهما مع سبب عملي: اعتبر إرادة كل كائن عقلاني كشرعة عالمية.

طوال حياتي، تعلمت أن المرء يمكن أن يخدم إخوانه البشر من خلال طرق غير متوقعة. أنتم تتخرجون من جامعة قال عنها مؤسسها العظيم الدكتور دانيال بلس كلمات لا يزال صداها يتردد حتى يومنا هذا، وهي أن مؤسسي الجامعة لم يكترثوا بأن يبدو عظماء بل أرادوا وضع الأسس التي يمكن بناء العظمة عليها.

إن لب الخدمة هو تسليم المقدرات من أجل فعل الخير لمن هم في أمس الحاجة إليه. وبوجود لبنان في وضع غير مستقر، ومع عالم عربي مزقته الحروب، وبحصول أكبر أزمة إنسانية قيد خطوات من دارنا، فإنكم، يا خريجينا، من ينظر إليهم على أنهم منارات الأمل بغد أفضل. أنتم محدثو التغيير، ومبلسمو الجراح، وموفرو الأمل، ومقدمو الرعاية للمجتمعات المحلية. وكل هذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الشك الحقيقي والتأمل، بتواضع وتضحية، ومن خلال العمل، والمعرفة".

وأضاف : "كان على منى الهراوي أن تواجه الشك لمساعدة الأطفال المصابين بالثلاسيميا. الشك ساعد أهدف سويف كي تضع نفسها في أذهان الذين يعانون خلال النكبة وبعدها. الشك هو ما يشعر به سيمون شاهين في كل مرة يقوم فيها بتأليف مقطوعة موسيقية، والشك هو ما تدرس هدى عقيل بيولوجيته عندما تحاول فهم بيولوجيا المشاعر الإنسانية المعقدة. بالنسبة لمكرمينا الأربعة المتميزين، غدا الشك جسرا للتعاطف والخدمة. الخدمة والتعاطف اللذان ركزوهما فيما بعد على أولئك الأقل حظا. وبمجرد أن يتم التركيز على التعاطف ويترجم إلى الخير، تتم الخدمة بشكل جيد، ويحين وقت التحرك إلى الأمام، لا تنظر إلى الوراء بغضب أو بفخر".

وختم: "اليوم تتخرجون أكثر ثقة وقدرة، مجهزين بالإيمان والمهارات والمعرفة اللازمة لتغيير العالم إلى الأفضل. لقد تعلمتم الكثير في الجامعة الأميركية في بيروت، تعلمتم المرونة والمثابرة، واليوم، نحن جميعا فخورون بكم، إدارة وأساتذة وموظفين وأهل. تتخرجون أقوى وأكثر حكمة، مع وجهات نظركم، مهما كانت، مصقولة ومجربة. تنظرون خلفكم، إلى والديكم وأحبائكم، إلى الذين تجمعوا هنا اليوم وأولئك الذين لم يتمكنوا من الحضور. لقد آمنوا بكم، ورعوكم، ويستحقون منكم الشكر والتصفيق.

والآن اخرجوا إلى العالم الأوسع، ولا تدعوا الشك يردعكم. هناك الكثير من المعارف المثيرة التي تنتظر أن تقطفوها بالشكيمة والصمود. أنظروا إلى زملاء صفكم حولكم، ثم انطلقوا في العالم مع تصميم وتواضع. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يسودني الأمل أنكم ستعيدون نحت وتشكيل لبنان، والعالم العربي وما بعده، لتخدموا شعوبنا الجريحة على أفضل وجه، ليكونوا مثلكم، "لتكون لهم حياة وتكون حياة أفضل." خريجو الجامعة الأميركية في بيروت للعام 2017، تهاني. انطلقوا وغيروا العالم إلى الأفضل. الموجودون هنا جميعا، والأهم، أنتم، على ثقة الآن أنكم قادرون على ذلك.

كلمة الخريجين

ثم كانت كلمة الخريجين القتها باسمهم الطالبة مارلين إكزاركوفا من كلية الآداب والعلوم التي قالت: "قبل أن أقول أي شيء آخر، أريد أن أقول شكرا. شكرا لوالدي وخطيبي الرائع. لما وقفت اليوم هنا من دون حبكم، ودعمكم، وتشجيعكم، وفي بعض الحالات التهامكم لفروضي الدراسية أو التسبب لي بإصابات صعبة لأبقى في المنزل وأستريح. أنا بالطبع أتحدث عن شقيقتي. شكر خاص للدكتور فضلو خوري، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الذي يواصل العمل بلا كلل لتحسين هذا المكان الذي نحبه وندعوه منزلنا الثاني، وللدكتور طلال نظام الدين، عميد شؤون الطلاب، سندنا الدائم حين نحتاجه، وللدكتورة مريم غندور، التي تساعد قيادتها لخدمات المهن والتوظيف مئات الطلاب كل عام، والتي لن أنسى أبدا دعمها الشخصي لي.

تابعت: السؤال الأكبر الذي نواجهه جميعا هو ماذا لو؟ ماذا لو لم ينته بنا المطاف حيث نريد في الحياة، أو نحقق جميع أهدافنا، أو ننجح في حياتنا المهنية والشخصية؟ ماذا لو كان هذا أفضل ما سنحصل عليه؟ لسوء الحظ لا أستطيع الإجابة على هذه الأسئلة. أنا أطرحها على نفسي كل يوم. أنا ببساطة لا أعرف. في الواقع، لا أحد يعرف. لذا، بدلا من الإنكباب على ما لا نعرفه، وهو غير محدد، أود أن أشاطركم اثنين من الأمور المؤكدة تماما التي تعلمتها من الجامعة الأميركية في بيروت، الثابتة الوحيدة في حياتنا حتى الآن.

وختمت: أود أن أختم كلامي بأن أطلب منكم أن تنظروا إلى الوراء، إلى كل العمل الشاق، والسهر حتى وقت متأخر من الليل والتحديات التي انتصرتم عليها لتكونوا حيث أنتم الآن. خذوا دقيقة لتقدروا أنفسكم. كل واحد منكم قد تغلب على عقبات لا حصر لها، تحدى السلبيين، وجلب الفخر لنفسه ولمحبيه. أطلب منكم أن لا تنسوا أن لديكم دائما الخيار، لا تخافوا من أخذه، وتذكروا أنكم كلكم أفراد طيبون وبسبب ذلك ستجعلون هذا العالم مكانا أفضل لمن سيجلسون في أماكنكم في المستقبل.

الدكتوراه الفخرية

وأعلن الدكتور فضلو خوري بموجب الصلاحيات الممنوحة له من قبل مجلس أمناء الجامعة، منح كل من العالمة هدى عقيل والسيدة الأولى السابقة منى الهراوي والمؤلف الموسيقي سيمون شاهين والكاتبة والمؤلفة أهداف سويف الدكتوراه الفخرية في الإنسانيات وتم تسليمهم الشهادة وخلعت عليهم عباءة الشرف من قبل وكيل الشؤون الاكاديمية الدكتور محمد حراجلي.

العالمة عقيل

وقالت العالمة هدى عقيل في خطابها: "أهنئ من قلبي كل واحد منكم أيها المتخرجون، وأهنئ عائلاتكم الفخورين! اليوم أنتم تستلمون هدية رائعة، وآمل أن يكون شعوركم رائعا.

ويسرني أن أشارككم هذا اليوم المميز جدا. بالنسبة لي، هذا أكثر من رائع -أن أستلم دكتوراه فخرية من الجامعة الأميركية في بيروت هو أكبر فخر في حياتي. إن هذه الجامعة هي مؤسسة أحبها، مؤسسة حولت عالمي وعالم عائلتي بشكل كامل".

تابعت: "إن كل شخص منا ربما موجود هنا، في هذا المكان السعيد، بسبب سلسلة من المعجزات الصغيرة التي شكلت حياتنا، وآمل أن نستطيع أن نأخذ لحظة واحدة لنكون فخورين وفرحين ببساطة. وحين أنظرُ إلى الوراء، وأنتم تتطلعون إلى الأمام، إن شعور الوالدة بداخلي يأمل أن تشعروا بهذه الرفعة العظيمة التي يستطيع الفرح أن يجلبها، والتي تستمتعون فيها، أما عالمة الأعصاب في فتتعجب: "كيف يحصل هذا؟ ما الذي حدث في عقولكم للتو حين شعرتم بالفرح؟" هذا التفكير هو تلقائي بالنسبة لي لأنني أدرس بيولوجيا الدماغ المتعلقة بالعواطف والمزاجات. عبر السنوات، حاولت أن أفهم كيف نشعر بالوجع، ونتعامل مع الإجهاد، ونطور الإدمان، ونستسلم للاكتئاب المزمن. أجد أنه أمرٌ رائع للغاية أن أدرس سبب اختلاف كل منا في طريقة تفاعلنا وتأقلمنا، وأن نفكر في القوة الإيجابية التي يمكن أن تكون للمشاعر في حياتنا، بل أيضا الثمن الذي ندفعه لها حين تصبح ساحقة أو مختلة".

أضافت: "نعيش في أوقات تعمل فيها العواطف بشكل مرتفع ومعظمها ليس إيجابيا. الغضب يرتفع، والكراهية تتفتح، والمعتقدات تضيق، والتسامح يتلاشى. إنها حلقة مفرغة حيث تتغذى السلبية على نفسها لتصبح أقوى من أي وقت مضى. وفي الواقع، إنها لحظة مدمرة في تاريخ بلدي، سوريا، ولحظة صعبة للغاية لمن ينحدر من هذه المنطقة. الشعور بالعجز واليأس يمكن أن يكون ساحقا، وفكرة ما يحدث لأطفالنا لا تُطاق غالب"ا.

وقالت: "إن شفاء لبنان بعد حربه الأهلية الطويلة هو مظهر من مظاهر المرونة المرموقة. المرونة النشطة هي شجاعة الناس الذين يستمرون بحياتهم بين الحطام في سوريا، اللاجئين الذين يجدون طريقا جديدا على الرغم من التهجير التام. إنها الجهود البطولية اليومية للطاقم الطبي والعاملين في الميدان الذين ينقذون حياة الناس في ظل ظروف مروعة.

المرونة النشطة هي أيضا سلاحكم السري حين تشرعون في مرحلة جديدة في الحياة-حين تحاولون أن تعيدوا تعريف أنفسكم، وتحقيق التوازن بين رغبات وتخيلات ووقائع متعددة، آملين أن تحققوا أنفسكم مع مراعاة الآخرين، في عالم غامض ومعقد".

وتابعت : "لا أحد منا يعيش في فقاعة-نحن نعيش في سياق يهم إحساسنا بالذات وإنسانيتنا. والدعم الاجتماعي هو شارع ذو اتجاهين، وجزء من المرونة النشطة هو تخطي أنفسنا ومساعدة الآخرين. نستطيع أن ندعم أطفالنا، خاصة أولئك الذين يعيشون في حالات مأساوية لنمنحهم قوة داخلية أكبر. نستطيع أن ندعم عائلاتهم، حيث يمتص الأطفال مشاعرهم من أهلهم. والدعم الأفضل في الأوقات المجهدة وغير المتوقعة يذهب إلى أبعد من تقديم الضروريات الأساسية-الطعام، والمياه، والمأوى، والرعاية الصحية. إنه يتضمن إعطاء الناس بعض السيطرة على ما يحصل في بيئتهم المحيطة، وهي طريقة لإدارة جبرهم العاطفي. لا يوجد هناك شيء مجهد أكثر من خسارة السيطرة أو عدم القدرة على التنبؤ. عندما تسقط السماء ويكون الكون مجنونا، تكون القدرة على إحداث تغيير بسيط جدا في محيطكم أمرا مهما جدا. لماذا؟ لأنه يجعلكم تشعرون بالتمكن، فإنه يخبركم أن التغيير الكبير ممكن-إنه يعطيكم الأمل".

ختمت: "يحتاج الأمل إلى أن يكون واضحا وأن يظهر في بعض التغييرات الإيجابية الحقيقية. إنه دقيق ويجب أن يُبقى على قيد الحياة. يمكن أن يستمر إذا كنا جميعا، وتحديدا أنتم، الشباب الموهوبون، مشاركون-إذا لم تتجاهلوا معاناة الآخرين. إذا قاتلتم من أجل الإنسانية في جميع مظاهرها، مستخدمين أية وسائل تملكون. فكروا بالأمر-لديكم قوة الشباب، قوة التعليم العالي الممتاز، وقوة العلاقات. تستطيعون أن تختاروا بأن تستخدموا سلطتكم ليس لمصلحتكم فقط، بل لمساعدة أولئك الأقل قوة. لا يفترض أن تكون جهودكم فاخرة-بل يفترض أن تكون حقيقية ببساطة. إنها تحتاج إلى إشراك وتمكين أولئك الذين تحاولون مساعدتهم. وبهذه الطريقة، ستصبحون صانعي معجزات صغيرة تحول حياة الناس. بشكل سحري، سوف يكون سلوككم السخي معديا. وسوف ينتشر ويلهم الآخرين ليفعلوا الشيء نفسه".

الهراوي

وقالت السيدة منى الهراوي في خطاب الشكر: "إنني اشعر بالفخر والامتنان الشديدين لمنحي هذه الدرجة الفخرية، وشكرا لكم لاختياري ضمن هذه المجموعة العظيمة المؤلفة من ثلاث شخصيات عربية لامعة".

تابعت: "حضرة الرئيس خوري، شكرا لتقديركم لإسهاماتي في المجتمع وللايمان بقيمة عملي. إن سنوات الصراع التي عشناها في لبنان أظهرت الأفضل مني. ولم يكن ذلك ليحصل دون زوجي الرئيس الياس الهراوي الذي كان يدعمني، ولم يكن ذلك ليحصل دون الشعب اللبناني الذي كان يلهمني.

سهلت مشاركتي العامة معالجة القضايا الإنسانية الطارئة خلال الحرب الأهلية وبعدها. إن التزامي انبثق من قلبي. أؤمن بحقوق الإنسان وأن جميع الناس هم متساوون في عيون الله. هذا كان السبب وراء إصراري على مساعدة الأقل حظا، فلديهم الحق في العيش الكريم في مجتمعنا. وبالتوازي مع مساعدتي للأطفال المصابين بأمراض مزمنة: مرض السكري من النوع الأول والتلاسيميا، ركزت على تحسين حالة النساء اللبنانيات وحماية تراثنا الوطني. قمت بذلك بمساعدة لا تقدر بثمن من قبل أشخاص عظيمين".

أضافت: "أعزائي الخريجين، أحب أن أحيي أهلكم وعائلاتكم الذين يسروا لكم الوسائل لتحصيل التعليم العالي من جامعة مرموقة، الجامعة الأميركية في بيروت. وأحب أن أعبر أيضا عن إعجابي الكبير بأولئك من بينكم الذين تمكنوا من تحقيق هذا الهدف من خلال تضحيات لا تقدر بثمن وبجهود لا تحصى.

أنتم مستقبل بلدكم. وآمل أن يتم استثمار جزء من مهاراتكم في تحسين حالة الإنسانية. تهاني لكم ولعائلاتكم الفخورة. أما بالنسبة لي، إن هذه الدرجة الفخرية تمكنني أكثر من المثابرة في إسهاماتي من أجل رفاه لبنان. وسأتابع السير في هذا الطريق ما دامت صحتي تسمح لي بذلك".

الكاتبة والمؤلفة أهداف سويف

وقالت الكاتبة أهداف سويف في خطاب الشكر: "اليوم يوم احتفالي، يتخرج فيه المئات من الطلاب هنا، من الجامعة إلى العالم.

يخرجون إلى عالم يحتاج إليهم، يحتاج منهم إلى المساهمة التي تؤهلهم لها بامتياز سنواتهم في الجامعة الأميركية في بيروت".

تابعت: "في العقدين الأخيرين شهدنا تمدد العنف، وإفقار الشعوب وإرهابها، وتجريف الأرض ذاتها. شهدنا تكثيف التطهير العرقي في فلسطين، وعذاب سوريا والعراق وليبيا واليمن، شهدنا النزوح الأسطوري القاتل عبر المتوسط، والانتصار الحالي للثورات المضادة في العالم العربي، وصعود نجم داعش والمنتسبين إليها وأعدائهم الحميمين في الغرب والشرق".

أضافت: "فقد عشنا الثورات العربية، ورأينا العالم يفتح لها قلبه ويسكنها فيه، ونرى قضية فلسطين العادلة وإبداع أهلها وصمودهم يدخلون خيال العالم ويدفعون شبابه وكباره لابتكار أساليب المساندة، كما رأينا تحركات عبر العالم تقف في وجه الحكومات والشرطة مساندة للاجئين والضعفاء. مجتمع عالمي يتشكل -وهو المجتمع الذي ستجدون فيه مكانكم الطبيعي. لبنان، هذا البلد الجميل المتنوع، المتربص المفعم بالطاقة، لبنان يحمل لنا الكثير من الدروس، وقصته، كما الحال في أفضل السرديات، قصة تصيبنا بالهلع أحيانا، لكنها في النهاية تطمئننا وتغذي أرواحنا".

وتابعت : "والجامعة الأميركية في بيروت مؤسسة ملهمة، تتطور وتتغير وتتميز، بالرغم من التناقضات -أو ربما بسببها، تناور وتتستر وتزدهر، نموذجا للجامعة كعنصر قوي وفعال في المجتمع المدني، ملتحمة معه منشغلة به، تعمل من أجله وتستمد منه طاقتها. نرى كل هذا في جزء يسير من نشاط الجامعة عبر الأيام القليلة الماضية: من النشاط الذي قاده الطلاب في الهواء الطلق، إلى استضافة أحداث خاصة بالبيئة إلى السمنار الذي تقدم بمقترحات لسياسات لتجاوز الآثار الاجتماعية الكارثية للنزاع المدني المسلح في سوريا، إلى انشغالكم المشهود بقضايا الصحة العامة".

وختمت: "أهنئكم على التخرج، وأيضا على انتمائكم لمؤسسة تثمن شبابها وتحترمهم، ترى إمكانياتهم -إمكانياتكم، وتمكنكم من تحقيقها، وتطلقكم الآن، إلى العالم، بشهادة أكاديمية رفيعة المستوى، وبتوجه واضح نحو الالتحام بقضايا المجتمع".

الشهادات

وسلم الدكتور فضلو خوري والعمداء بعد ذلك الخريجين شهادتهم وبلغ عددهم 514 يتوزعون على الشكل التالي:في الطب 95،الماستر 403،الدكتوراه 16.

وكرر الخريجون تلاوة خطاب القسم الخاص بإختصاصهم، وختم الإحتفال بنشيد الجامعة وأداء خاص مباشر ورمي القبعات في الفضاء إبتهاجا.

إحتفال السبت

على صعيد آخر دعت الجامعة إلى حفل تخريج طلابها من حاملي شهادة البكالوريوس في تمام الساعة الثامنة من مساء غد السبت علما أن 1668 طالب سيستلمون شهاداتهم في هذا الإحتفال، على أن تتحدث فيه السيدة منى الهراوي.