مركز التراث في الجامعة اللبنانية الأميركية اطلق دليل المهاجرين اللبنانيين الأوائل إلى أميركا في مطلع القرن العشرين
أطلق "مركز التراث اللبناني" في الجامعة اللبنانية الأميركية كتابا جديدا في سلسلة منشوراته، هو "دليل المهاجرين اللبنانيين الأوائل إلى أميركا في مطلع القرن العشرين". وجرى الإطلاق في لقاء إعلامي اغترابي دعا إليه المركز في حرم الجامعة حضره نقيب المحررين الياس عون وسفراء سابقون ومسؤولون في مؤسسات وهيئات تعنى بشؤون الانتشار اللبناني.
افتتح اللقاء رئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا بكلمة عن الكتاب الجديد الذي "ينقلنا إلى زمن رواد الاغتراب وإنجازاتهم، ويؤكد على إبقاء شعلة ارتباطهم الوطني متقدة في قلوبنا كما في قلب كل من يتحدر من أبطال في ذاك الزمن البعيد ثابروا على إبقاء الدمغة اللبنانية حية في أحفاد من بادروا وغامروا وجاهدوا وحققوا، وفي ذاكرة من تبقى لهم هنا أو من تحدر منهم".
وختم بأن هذا الكتاب "إنجاز متجدد لهنري زغيب ولمركز التراث اللبناني في الجامعة، بكونه يحيي ذاكرة لا يجوز أن ينال منها الوهن".
وفي عرض مفصل أعلن مدير المركز هنري زغيب أن "الكتاب أصدره سنة 1908 في نيويورك سلوم مكرزل وحبيب قطش دليلا يتضمن أسماء رجال الأعمال والتجار اللبنانيين وفق مهنهم وحرفهم وأعمالهم وأصولهم في لبنان وتوزعهم في الولايات. وما يهم التراث اللبناني منه أنه يعدد 2505 لبنانيا مقابل 338 من غير اللبنانيين، فكان طبيعيا أن يعيد مركز التراث نشر هذا الكتاب لأن فيه عناصر ديموغرافية وجغرافية وسوسيولوجية تهم الباحثين في شؤون التراث والانتشار".
وفي تفاصيل أخرى ذكر زغيب أن هذا الكتاب "تعداد إحصائي لأصحاب المهن والحرف ورجال أعمال لبنانيين لم تكن لهم إحصاءات رسمية لبنانية لتلك الفترة، وهو أثر مهم في تاريخ الانتشار اللبناني لأنه يظهر حضور اللبنانيين الفاعل في أميركا إبان العقد الأول من القرن الماضي، ويعدد دربهم المهنية، ويكشف مهاراتهم ودورهم وإسهاماتهم في المجتمع الجديد واندماجهم في النظام الاقتصادي الأميركي. وفي الكتاب إحصاء من أي قرى ومدن لبنانية هاجروا، كيف غيروا في أسمائهم الأصلية، وعناوينهم المفصلة حيثما استقروا في الولايات الأميركية فوظفوا خبراتهم في المجتمع الجديد فاعلين فيه، متفاعلين معه. وبذلك يشكل الكتاب وثيقة سوسيو-مهنية، تكشف للبنانيين، مقيمين ومنتشرين، أجدادا لهم وعائلات وأفرادا من أهلهم أو أقربائهم أو أنسبائهم أو أصدقائهم أو أبناء مدينتهم أو بلدتهم أو قريتهم، هاجروا عند مطلع القرن العشرين وتوزعوا في الولايات الأميركية ديموغرافيا وجغرافيا ومهنيا، فيجد لبنانيو اليوم جذورا لأمس أجدادهم ومدنهم وبلداتهم وقراهم، وامتدادات تاريخية وعائلية ربما لم يكونوا يعرفونها، يكشفها لهم هذا الكتاب مفصلة قبل 109 سنوات".
بعد ذلك تحدث رئيس "المؤسسة المارونية للانتشار" نعمت افرام فأشار إلى أن "هذا الكتاب يعني جميع اللبنانيين، وسوف يساعد المؤسسة على التدقيق أكثر وأوسع في الاحصاءات التي تقوم بها حاليا للمنتشرين اللبنانيين، كما يسهم الكتاب في إثبات لبنانية الكثيرين ممن يسعون إلى استعادة الجنسية اللبنانية، ولا دليل لهم حسيا على جذورهم في لبنان كي يطالبوا باستعادة الجنسية".
وختم مدير معهد الدراسات الاغترابية في الجامعة الدكتور بول طبر بأن "هذا الكتاب سيكون مرجعا رئيسا للطلاب الذي يواصلون في المعهد دراساتهم العليا ويحتاجون إثباتات على ما يهيئون لأطاريحهم الجامعية، في خطوة هي الأولى من نوعها في لبنان بتدريس شؤون الاغتراب اللبناني على المستوى الأكاديمي".
وفي نهاية اللقاء قدم المركز الكتاب الجديد إلى الحضور، مع مجموعة من كتبه الأخرى، ومن أعداد مجلته "مرايا التراث".