فخرو حاضر في الجامعة الأميركية في بيروت: متفائل بمستقبل العالم العربي ويجب إعادة النظر بالليبرالية الجديدة

ألقى المفكر السياسي الدكتور علي فخرو محاضرة ضمن سلسلة "محاضرات التميز للذكرى المئة والخمسين لتأسيس الجامعة الأميركية في بيروت" (AUB)، بعنوان "مراجعات العصر واستجابة التعليم" في قاعة المعماري في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة.

وفي كلمته الافتتاحية، عرف رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري بالدكتور فخرو وقال إنه "واحد من خريجي الجامعة الأبرز والأكثر تميزا". وأكد "أهمية التعليم في ضوء الأحداث الأخيرة في المنطقة"، فقال: "على مر العصور، لعب التعليم دورا رئيسيا في تشكيل وتنمية المجتمعات، ولم يكن ذلك فقط من خلال المهن الاحترافية مثل الطب والهندسة، ولكن من خلال العلوم الإنسانية التي تلقن طلابها أخلاقيات العمل والصفات الإنسانية".

ثم بدأ الدكتور فخرو محاضرته بالقول إن "الجامعة الأميركية في بيروت هي التي صنعت نجاحها واستحقته، عبر جهود أساتذتها وموظفيها على مر السنين". أضاف: "للجامعة الأميركية في بيروت مكان عظيم في ماضي، ولعبت دورا كبيرا في انجازاتي. أنا شاكر لها لأنها ساعدت البحرين أن تنهض بعزم بعد استقلالها عن بريطانيا، وذلك عن طريق تعليم أبرز الشخصيات البحرينية في ذلك الوقت".

ولفت الى أن "الاقتصاد ليس علما، وإنما مجموعة من النظريات التي تحاول التنبؤ بما سيحدث في هذا المجال. وأبرز مثال على ذلك هو الأزمة الاقتصادية التي حصلت في العام 2008، والتي لم يتمكن ما يسمى بعلم الاقتصاد أن يتنبأ بها".

ودعا الدكتور فخرو العالم الى "إعادة النظر في مفهوم الليبرالية الجديدة، النيوليبرالية، الذي أفضى إلى تملك واحد بالمئة من سكان العالم لخمسين بالمئة من الثروة العالمية". واعتبر أن "التحول من الرأسمالية الكلاسيكية إلى الليبرالية الجديدة أدى إلى "ازدياد الطبقة الوسطى فقرا وازدياد الطبقة الثرية ثراء".

وقال: "نحن في حاجة إلى تدخل الحكومة عندما يتعلق الأمر بتنظيم الموارد".
ثم أعطى أمثلة مختلفة تبرر معارضته لليبرالية الجديدة، مثل السيطرة على "سيليكون فالي" مؤخرا حيث الشركات الرقمية وشركات الانترنت تسيطر على السوق ككل".

وأشار الى "إغلاق مكتبات بسبب أمازون، والقرصنة تقتل وسائل الإعلام التقليدية"، متوقعا فقد "ملايين فرص العمل في التلفزيون والسينما". واحتج الدكتور فخرو على "كون الشركات على الانترنت تقدر الآن قيمتها بمئات المليارات من الدولارات".

وإذ انتقد النظم الديمقراطية الحالية، "التي تحث الناس على التفريق بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاقتصادية". وقال: "امتلاكك لحق التصويت لا يعني أن حكومتك يجب أن لا تتدخل في الاقتصاد". ودعا إلى "توزيع عادل ومنصف للثروة والموارد في أماكن مثل الولايات المتحدة".

ثم تناول الدكتور فخرو المنطقة، وقال أن الديمقراطية مفهوم جديد أدخل إلى العالم العربي خلال الربيع العربي. وأعرب عن تفاؤله بمستقبل العالم العربي، مؤكدا أن "التعليم يلعب دورا كبيرا في تشكيل المستقبل من خلال إعداد الطلاب لمواجهة العالم المعاش، وليس فقط تزويدهم بالأدوات اللازمة في مجالات تخصصهم المهنية".

إشارة الى أن الدكتور فخرو تخرج من كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1958، ليصبح أول طبيب مؤهل في البحرين. كما ساهم في وضع الدستور البحريني، وعمل وزيرا للصحة في أول حكومة بحرينية، ثم شغل منصب وزير التربية والتعليم. كما انه خدم سفيرا لبلاده في كل من فرنسا وبلجيكا.