إحياء ذكرى الأديب الدكتور عصام حداد في جبيل برعاية الراعي
أحيت لجنة الأديب الدكتور عصام حداد ذكراه السنوية، في حفل تكريمي أقامته في الجامعة اللبنانية الأميركية - بلاط جبيل قاعة سالينا قربان، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا براعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، بالتعاون مع بلدية جبيل، في حضور وزير الثقافة ريمون عريجي، النائب عباس هاشم، الأمين العام لحزب الكتلة الوطنية الدكتور وديع أبي شبل، منسق قضاء جبيل في حزب القوات اللبنانية شربل أبي عقل، منسق قضاء جبيل في التيار الوطني الحر طوني أبي يونس، شخصيات ثقافية، دينية، عسكرية، رجال دين وعائلة الأديب الراحل ومهتمين.
إستهل الحفل بالنشيد الوطني وكلمة لرئيس مجلة الروابط الإعلامي جورج كريم، بعدها ألقى الدكتور كريستيان أوسي كلمة ترحيبية بإسم رئيس الجامعة جوزف جبرا، وأكد "أن عصام حداد باق في مآثره وأعماله في قلوب محبيه".
يونس
وقال محافظ البقاع السابق دياب يونس: "كنت لتحب فأحببت لبنان فتجسدته وكنت له رسولا، وأحببت القيم فتسربلت بها وبها كرزت، وأحببت عين كفاع فتعشقتها عشقا وتولعت بها إيلاعا وتولهت إليها تولها، وآزرتها بأجمل شعر وما انفككت تردد وتوصي ردوني إلى ضيعتي مرة بعد لألوذ بخيمتي حتى الأفق والتلة العالية حتى السماء إلى أن كان لك بها زواج أبدي فرقدت في قلب أبيك وهنئت في حضن أمك في ترابات قرية كانت لك إما وأبا وكنت لها أبا وأما".
عبود
وسأل الإعلامي وليد عبود: "أيها الموجوع الكبير كيف نلامس جرحك بل جراحاتك لنبلغ عمق أعماق قلبك من خلال كلمتك المجرحة بالوجد والحنين، في التاريخ أنت دخلت زمن الكينونة والتفتح والإنطلاق في زمن مشروع الإستقلال اللبناني الذي إلى الآن لم يتحقق ولم ينجز ولا يبدو أنه قابل للتحقق في يوم من الأيام".
حواط
وأكد رئيس بلدية جبيل زياد حواط في كلمته أنه "رجل وطني آمن بمدينته ووطنه، وحب المواجهة وبإمكانية التغيير في زمن يتفكك فيه العالم وينهار يوما بعد يوم"، ولفت إلى "أن حداد كان من سكان جبيل وآمن بها وبالعيش المشترك الحقيقي، وأؤكد له في عليائه أن جبيل ستبقى كما تركها مدينة العيش الواحد والسلام والتلاقي والمحبة، في زمن الوجع وتفكك الطوائف والمذاهب، جبيل لا تزال صامدة في وجه التحديات واحة نظيفة جميلة يلتقي فيها الجميع بكافة إنتماءاتهم وطوائفهم ومذاهبهم".
أضاف: "كم أحوجنا في هذا الزمن إلى علماء كبار يديرون البلد إدارة صحيحة ويوصلون السفينة في هذا البحر الهائج إلى بر الآمان، لأنه ليس لنا بديل عن لبنان، التنافر والإنقسامات والطائفية والمذهبية والحقد تدمر آمال وطموحات شباب لبنان ومستقبل اللبنانيين"، وأكد حواط "أن لبنان سيرجع واحة حريات وسيصل إلى بر الآمان"، داعيا إلى "بناء المدماك الأول لدولة النجاح والأمل والسيادة الدولة التي تبسط سلطتها على كامل أراضيها، أيضا دولة المؤسسات والجيش الموحد، وأمل في أن تبقى جبيل مدينة الثقافة والسياحة العربية صامدة في وجه الإرهاب التكفيري والإرهاب الإعلامي أيضا الذي بث شائعات لضرب الإقتصاد وأن تنقل صورة حقيقية عن جبيل ولبنان لإعطاء الأمل للشباب"، داعيا الى "انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت لإنتظام عمل المؤسسات".
عريجي
وأكد عريجي "أن الدكتور حداد شاعر أديب، باحث، ومرب، قرأناه في عديد كتب نتاجه، قلم شغوف بالفكر والجمال وهموم نشر الثقافة، عبر انخراطه إنتسابا وتأسيسا في المجلس الثقافي في بلاد جبيل وإتحاد الكتاب اللبنانيين ودار للنشر، حداد من وداعة عين كفاع وعراقة سندياناتها الدهرية طبيعة وبشرا مبدعين، الكلام على عين كفاع، هو إستحضار قامات أعطت الفكر والأدب اللبناني ألقا وحضورا ونكهة تمايز شكلا ومضمونا، نكرم وجها مضيئا آمن بدور المعرفة والثقافة والآداب في رقي وتطوير إنساننا والمجتمع، وكان دؤوبا في فنون الكتابة وجماليات الإبداع، ورهافة ذلك الحس المجبول بإنسانية أهل ريفنا الجميل، أدب في كثير من حنواته أستل روح الأرض، يعيدنا إلى مدارات درب القمر لفؤاد سليمان، والمفكرة الريفية لأمين نخلة، وأحاديث القرية لمارون عبود".
وختم: "إن إستذكارنا كبارنا في الآداب والفنون ومجالات الإبداع كافة إحياء وتنشيط للذاكرة، وتواصل بين الأجيال الراحلة والآتية، فإبداع الحياة مسار متواصل مستمر لا ينقطع، وخزائن المعرفة يجب ألا تتحنط كنوزها، ففي كتب وعطاءات الكبار، توثب وحوافز لدفق نهر الحياة".
عون
وألقى المطران عون كلمة أكد فيها "أن عصام حداد كبير من بلادي، يبقى حيا بالرغم من غيابه، لأن ما تركه من نتاج فكري وكتابات في الشعر والنثر يجعل ذكراه ورسالته حاضرين في وجدان من يبحث عن الحقيقة والجمال، نعم أصبح الدكتور حداد برسالته التربوية وبمآثره الإجتماعية والوطنية، وبكتاباته، وبما تركه من نتاج فكري وأدبي، حمامة حملت غصن زيتون إلى الأجيال الطالعة التي تتوق إلى مستقبل زاهر، لأنه أسهم بفكره النير ومعرفته الثاقبة، في محو طوفان الجهل، والتأسيس لمجتمع تعمل فيه الحكمة والمعرفة والأدب والفن على نشر ثقافة السلام والإحترام والمحبة والتلاقي بين الشباب وأفراد المجتمع الواحد، الراحل في ما كتب وألف هو رجل الكلمة، وقد نحتها شعرا وسكبها قصيدة وبحثا وقصة في الوطنية والإنسانية والحب تدفعه قضية سامية أساسية مرماها البناء والإصلاح، هو الكاتب والمربي الذي يتوجه إليه الأجيال الطالعة ليتحفها بالقيم الإنسانية والوطنية والإيمانية، ما يؤمن لها التوجيه الصحيح في سبيل مستقبل يرجوه لها زهرا، ونحن في الذكرى الثالثة لرحيله نكرمه إنسانا ثابر في التعب والكد، فجنى ما زرعه فكره النير في حقل العلم والمعرفة".
وختم: "سيبقى عصام حداد حيا في كل من يقرأه وفي كل من ينهل من كتاباته التي تفيض بالعبر والأخلاق، لأن ما كتبه يعكس نور الحقيقة التي تجذب إليها كل حي".
وتخللت حفل التكريم قصيدة للشاعر ريمون عازار، وقراءات من أدب حداد للطالب طوني سمير حداد، وكلمة الشكر للجنة إحياء الذكرى لسامي حداد.