الراعي في تخريج طلاب العائلة المقدسة في البترون: مجتمعنا بحاجة إلى شركة ومحبة والتشاور في إتخاذ القرارات وعدم التفرد

احتفلت جامعة العائلة المقدسة في البترون بتخريج دفعة من طلابها ـ "دورة الشركة والمحبة"، في قاعة مؤتمرات الجامعة، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي وفي حضور راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، المعاون البطريركي للشؤون القضائية المطران حنا علوان، ممثل وزير الاتصالات النائب بطرس حرب شقيقه كمال حرب، ممثل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل المحامي اسطفان كرم، ممثل النائب انطوان زهرا مدير مكتبه بيار باز، قائمقام البترون روجيه طوبيا، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" السيدة لور سليمان صعب، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك، الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة الام ماري أنطوانيت سعاده، رئيسة الجامعة الام ماري دي كريست بصبوص، نائبة الرئيسة للشؤون الاكاديمية الدكتورة جوزيان ابي خطار وأعضاء مجلس أمناء ومجلس الجامعة وفاعليات تربوية وثقافية إضافة الى اهالي الطلاب.

استهل الحفل بالنشيد الوطني ونشيد الجامعة وكلمة تقديم رنا سلوم ووديع فدعوس، بعدها ألقى نائب الرئيس للشؤون الادارية الدكتور باسكال فنيانوس كلمة تحدث فيها عن "حلم جمعية راهبات العائلة المقدسة بتأسيس الجامعة منذ 1966 والذي أصبح اليوم صرحا علميا مميزا". وعرض للبرامج المستحدثة والاختصاصات والمرافق الجديدة التي تساهم في تحويل الجامعة شريكا فاعلا في المجتمع اللبناني. وقال: "حيث اننا جامعة وطنية كاثوليكية أدركت مسؤوليتها في تعزيز ثقافة المجتمع اللبناني، الامر الذي يدعم ويعزز التنمية الاجتماعية والحفاظ على التراث الوطني والهوية اللبنانية الاصيلة".

بصبوص
ثم كانت كلمة لرئيس الجامعة الدكتورة بصبوص قالت فيها: "نحن جامعة العائلة المقدسة، الاغصان التي تزهو وتعتز بأوراقها وثمارها الطلاب، ولا ننسى ان جذورها متأصلة بأرض حاك حريتها مؤسسنا البطريرك الحويك ومجتمع يحرس كرامته الراعي".

واكدت "ان الطالب هو محور رسالتنا التعليمية وثمارها وغاية وجودها، واعداده لمواجهة الحياة و تحدياتها في الحاضر والمستقبل هو الهدف الاساسي الذي تسعى اليه جامعتنا". وقالت: "وانطلاقا من ذلك تعمل على اعداد خريج مزود بالمعارف النظرية والخبرات العلمية والسلوكيات الايجابية ولديه القدرة على توظيفها في بناء ذاته و تنمية مجتمعه وفقا لمعايير اكاديمية عالمية متطورة تتناغم مع حاجة سوق العمل".

وثمنت جهود الاساتذة والموظفين ومجلس امناء الجامعة وهنأت الطلاب بتخرجهم متمنية لهم النجاح.

ثم كان عرض حول "جامعة العائلة المقدسة من الألف والى ما بعد الياء" أعدته الزميلة ريما عساف، كما ألقت الطالبة ريما الهاشم كلمة الطلاب الذي أدوا قسمهم.

الراعي
بعدها، كانت كلمة الراعي قال فيها: " يسعدني أن أحتفل معكم بتخرج الدفعة الأولى من طلاب الماستر في الإدارة العامة والموارد البشرية، يتخرجون من جامعة العائلة المقدسة - البترون، حاملين إسم فوج "الشركة والمحبة". وأشكر رئيسة الجامعة الأخت ماري دوكريست بصبوص، على دعوتي لرعاية هذا الإحتفال. فأحييها مع هيئة الإدارة وهيئة الأساتذة. وأهنئ الخريجين والخريجات وأهلهم والجامعة التي هيأت مستقبلهم، بما أغدقت عليهم من علم رفيع وتربية أخلاقية وروحية، إجتماعية ووطنية، بحسب روح البطريرك الكبير خادم الله الياس الحويك، وتقاليد بنات الحويك راهبات العائلة المقدسة المارونيات. فإني أحيي الرئيسة العامة للجمعية الأم ماري أنطوانيت سعادة ومجلس المشيرات العامات وسائر الراهبات، متمنيا لهذه الجامعة والجمعية دوام التقدم والإزدهار".

وشكر "من صميم القلب كل الذين تكلموا قبلي وخصوني بعاطفة كريمة. فلهم محبتي وامتناني. وأود الإعراب عن التقدير لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات على إنشاء هذه الجامعة بكلياتها الثلاث الحالية: كلية التربية المختصة بذوي الحاجات الخاصة وكلية الصحة للعلوم التمريضية والعلاج الفيزيائي والقبالة القانونية وعلوم المختبرات الطبية وكلية إدارة الأعمال للتسويق والتأمين والمحاسبة وتمويل المصارف والمعلوماتية الإدارية".

وشكر "الجمعية على تحسسها لحاجة المنطقة إلى جامعة تخرج في العلوم التطبيقية التي تضمن لشبابنا إمكانية إيجاد فرص عمل، وفقا لحاجات المجتمع وسوق العمل، هذا بالإضافة إلى عناية الجمعية بتربية أجيالنا الطالعة في مدارسها المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، وبالعناية الطبية والصحية في مستشفياتها والمستوصفات والمراكز لذوي الحاجات الخاصة، فضلا عن العمل الرسالي والنشاط الراعوي في الرعايا والأبرشيات والرسالات. نسأل الله أن ينمي الجمعية بدعوات مقدسة ومشرقة بالروح الرسالي والرسولي، وأن ينمي هذه الجامعة ويمكنها من توسيع مساحات الإختصاص والكليات وفقا لسوق العمل اللبناني، بحيث تحقق الأجيال الطالعة ذواتها وتحفز قدراتها على أرض الوطن. وإنا نكل هذه الأمنيات لتشفع المؤسس خادم الله البطريرك الياس الحويك".

وتوجه الى الخريجين والخريجات بالقول: "تحملون إسم "شركة ومحبة" وهو شعار خدمتي البطريركية. لقد اخترته برنامجا وطريقا لخدمتي. لكونه حاجة في مجتمعنا اللبناني الذي يعيش معاناة روحية واجتماعية وسياسية. إن كلمة "شركة" مأخوذة من الكتاب المقدس ولاهوت الكنيسة، وتنطوي على بعدين: الأول عمودي ويعني الإتحاد بالله من خلال حفظ وصاياه والممارسة الأسرارية وتقديس الذات بنعمة الفداء والخلاص، والثاني أفقي ويعني الوحدة بين جميع الناس على أساس الحقيقة والمحبة، مع ما تقتضي من تعاون وتضامن واحترام متبادل. أما المحبة فهي الرباط الذي يشدد أواصر الإتحاد والوحدة. وهي كالإسمنت الذي يثبت حجارة العمارة، وكالروح الذي يحيي الجسد، وكالماوية التي تحفظ نضارة أغصان الشجرة وتؤتيها ثمارها وأزهارها".

وقال: "مجتمعنا اللبناني بحاجة إلى شركة ومحبة. وأنتم، بالوفاء لاسم فوجكم، تعلنون التزامكم بتحقيق الشركة وبث روح المحبة. فالمجتمع اللبناني ما زال يعاني من الانقسامات والخلافات على خلفية سياسية ومذهبية. دوركم العمل على إصلاحها بالوحدة والتفاهم والسعي معا إلى الحقيقة التي تحرر الفكر وتجمع الإرادات. مجتمعنا اللبناني، بالرغم من المظاهر الدينية، يفتقد إلى الروحانية الحقيقية التي تروحن وتحيي الأفعال والمواقف، وإلى الإيمان الحق الظاهر في الأعمال والمبادرات، وإلى ثقافة مسيحية تنعكس في حضارة من شأنها أن ترفع المجتمع وترقيه".

وأعرب عن أسفه لأن "مجتمعنا اللبناني عموما والمسيحي خصوصا لم يكون حضارة حياتية تظهر في نوعية الحياة في العائلة والمجتمع والدولة، وفي احترام الشخص البشري وكرامة الإنسان، وفي النزاهة والتجرد في الخدمة العامة، وفي تجنب الإساءة للغير والتجني عليه والكذب من دون مبرر، وفي الطريقة المسيئة لاستعمال وسائل الإعلام وتقنياته الجديدة".

وأضاف قائلا: "إن السياسات المعتمدة في هذه الجامعة، والتي تربيتم عليها، أيها الخريجون والخريجات، قد وضعتكم في خط "الشركة والمحبة". فنذكركم ببعضها وهي: التشاور والمشاركة في إتخاذ القرارات الأساسية المشتركة وعدم التفرد؛ إيلاء الشأن الثقافي والإجتماعي اهتماما خاصا؛ التمسك بالقيم والمثل العليا والتصرف الحضاري؛ الخروج من عالم "الأنا" والدخول في عالم "النحن" وتأليف فسيفساء التكامل والترابط؛ حيث يجد كل واحد وواحدة مكانه وقيمته وفرادته؛ التنافس في العلم والإبداع والمعرفة والأبحاث والإبتكار؛ تثقيف الذات على خدمة الشأن العام في فن العمل السياسي الشريف الهادف إلى تأمين الخير العام بكل قطاعاته، وإلى إنماء الشخص البشري والمجتمع. وعلى هذا الأساس يتم تقييم الممارسة السياسية لدى رجال السياسة، ومحاسبتهم ومساءلتهم".

وختم داعيا الخريجين والخريجات لكي "ينطلقوا "من هذه الجامعة كالنسور من أوكارها إلى عالمنا اللبناني، رسل شركة ومحبة، متكلين على الثقة بالله وبنفوسكم. إطبعوا مجتمعكم بطابع جديد يصنع الفرق. فأنتم فجره وحراسه".

ثم تم توزيع الشهادات ومكافأة الطلاب المتفوقين.

وفي الختام، قدمت الاخت بصبوص هدية تذكارية الى الراعي وتسلمت هدية من الام سعاده ودرعا تذكارية من نائب عميد كلية الصحة ومدير الدروس الدكتورة مهى نعمه الديك باسم الجامعة. بدورها أهدت بصبوص الدرع للدكتورة الديك تقديرا لجهودها وأثنت على مثابرتها وتعاطيها مع الطلاب.

وبعد التقاط الصورة التذكارية أقيم كوكتيل للمناسبة في حدائق الجامعة.