مطر في تخريج مدارس الحكمة: انتم تباشير صباح جديد للبنان وللشرق بأسره
رعى رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر إحتفالات مدارس الحكمة في بيروت وبرازيليا - بعبدا وجديدة المتن وعين سعادة وعين الرمانة، بتخريج طلاب الصفوف النهائية (500 طالب وطالبة) وتلامذة الشهادة المتوسطة في الحكمة كليمنصو، رافعين شعار الرحمة في مناسبة سنة الرحمة اليوبيلية التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس واسم المطران بولس مطر ولي الحكمة في مناسبة يوبيله الأسقفي الفضي.
وكانت في المناسبة كلمات لرؤساء مدارس الحكمة الآباء جان- بول أبو غزاله وكبريال تابت وبيار أبي صالح وداني افرام وأنطونيو واكيم والأستاذ فارس مقصود ولممثلي المعلمين والطلاب المتخريجين. وقدم تلامذة الحكمة لوحات غنائية وفنية احتفاء بالمناسبة الفارحة وأقسم المتخرجون للوفاء للبنان وللقيم التي علمتهم إياها الحكمة وأهلهم.
مطر
وألقى المطران مطر كلمة توجيهية لخريجي مدارس الحكمة وخريجاتها حثهم فيها، على "المزيد من العلم والمعرفة والإيمان بالله ليخدموا مجتمعهم ووطنهم"، وقال: "أحببتم الحكمة حبا كبيرا والحكمة أحبتكم، أيضا، حبا كبيرا، فآمنوا أنكم أنتم المبتدأ اليوم والتاريخ سيكون الخبر. نجاحكم مضمون، إذا بقيتم متمسكين ومتمسكات بشعارات الحكمة وروحها ومبادئها، بالمحبة والإنفتاح نحو الآخرين شرقا وغربا. في الحكمة تضلعنا باللغة العربية، وحافظنا عليها مع المحافظين عليها مثلنا. في الحكمة انفتحنا على الحداثة وعلى الفكر العالمي، شرقا وغربا. لسنا منعزلين. على العكس نريد أن نكون قاعدة ومثالا في الحياة. لذلك وطنكم، وطن كبير. والحكمة تعطيه، كل عام كوكبة من النسور، ليحلقوا في سمائه ويعلوا شأنه ويزاد إيمانهم به وبمستقبله".
أضاف: "نمر بزمن صعب، لكن الصعوبة تصنع الرجال والرجال يجبهون المصاعب. آمنوا بقدراتكم وآمنوا بربكم وآمنوا بتاريخكم وحكمتكم وسوف تنجحون. لبنان سيعود بخير، بفضل روح الحكمة وروح الوطن الصافي. لذلك نحن فرحون جدا في يوم تخرجكم. بطلاب أعزاء وصلوا إلى هذا المستوى من الثقافة والثقة بالنفس والعلم والإنفتاح. هم تباشير صباح جديد للبنان وللشرق بأسره".
وتابع: "أيها الخريجات والخريجون، سمعنا كلمات لعدد من الطلاب منكم، وأثبتم أنكم تنطلقون من الحكمة وفي قلوبكم مبادىء تحافظون عليها. لن تكونوا في مهب الرياح، ستبنون لبنان وتبنون الكنيسة. هذا ما نتوخاه منكم ونتوخاه لكم. لستم وحدكم في هذه الدنيا. بل معا تبنون وطنا، ومعا تبنون جماعة وتبنون إنسانية. لن أنجح وحدي ما لم ينجح معي مجتمعي. لذلك أنتم مسؤولون عن ذواتكم ومسؤولون عن وطنكم وعن مجتمعكم. كونوا معا. إعملوا معا، ليكون لنا لبنان ويسلم لبنان. لبنان هو صنيعة آبائكم وأجدادكم. قد تعثر في بعض الخطوات ولكن، هو اليوم من مسؤوليتكم أنتم، الجيل الطالع.. ضعوا في قلوبكم محبة لبنان، بعد الله. هذا أمر أساس، وأنا واثق من أن الحكمة تعمل وستعمل دائما، في هذا السبيل، لينجح لبنان وينجح مجتمعنا، ونكون بناة إنسانية جديدة في كل هذا الشرق".
وقال مطر: "نعم أيها الأحباء، لبنان مسؤولية جماعية ونريد أن نؤكد اليوم، أننا سنحافظ عليه. وربما تعرفون أننا في الحكمة نصدر كل سنة، تقريبا ألف شاب وشابة، 500 من الجامعة و500 من مدارسنا الآكاديمية والمهنية. ألف شاب وشابة كل سنة من أجل لبنان. لذلك لا تخافوا على لبنان، لبنان بأيد أمينة، وقد رأيتم هذه الأيدي، تزرع الحياة والحب والفرح هذا المساء. إنهم رمز للبنان الآتي، وسيكون لبنان قويا بفضلهم. شكرا لكم منذ اليوم.
إن تعلمتم روح الخدمة من الرب وإن سرتم في هذا الروح، لبنان سيكون عظيما. كونوا مع الله والله معكم، هو يرفعنا إلى ملء قامة المسيح، بالمحبة والصفح والسلام والثقة به وبنفوسنا وبإخوتنا. هذا ما يعطينا إياه الله، بعد أن أعطانا ذواتنا وعقلنا وقوتنا، حتى تكمل بنا الحياة ونكون كلنا من الناجحين. نعم الحكمة تعمل وأنتم تضعون ثقتكم بها ليكون لبنان زينة الدنيا. أنتم يا شباب الحكمة وشاباتها زينة الدنيا. مبروك لأهلكم ولمدرستكم".