كلية الهندسة في اليسوعية خرجت طلابها شهاب : استندوا إلى المعايير فهي تميز العمل وتبين الفرق
خرجت كلية الهندسة في الجامعة اليسوعية طلاب الهندسة للعام 2015 في حضور الوزيرين السابقين مروان شربل وغابي ليون، رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب خالد شهاب ونقيب المهندسين في الشمال ماريو بعيني، عميد كلية الهندسة والعلوم والتكنولوجيا في جامعة القديس يوسف البروفسور فادي جعارة وعدد كبير من المهندسين الخريجين والأهالي.
وكانت كلمة للنقيب شهاب قال فيها: "سرتني دعوة البروفسور جعارة لرعاية تخريج مهندسي جامعة القديس يوسف، ولم أفاجأ بالرقي الذي تتحلى به هذه الدعوة، والتي احسست بالاغتباط وبالمستوى الاخلاقي والعلمي العريق اللذين تتحلى بهما هذه الجامعة التاريخية العظيمة، والتي احتفلت هذه السنة بيوبيلها المئوي على التأسيس، 1913 - 2015. مئة وسنتان، عمر يناهز الشيخوخة في الرقم انما يلامس الحكمة في القامة، حيث اضحى القاصي والداني يدرك مدى التأثير المهني الذي خلفته هذه الكلية بخريجيها في ساحات الارض الكونية".
وأضاف: كل ما تعلمتوه، إعملوه بكل قوة، وكل جرأة وكل مواظبة وكل فهم، ارتكزوا على ما تعلمتم، واستندوا الى المعايير والمواصفات فهي تميز العمل وتبين الفرق. فكما كنا مثلكم منذ سنوات كثيرة، طالب الامس يصبح اليوم متخصصا وغدا رجل مهنة، هكذا نتلاقى اليوم على مبادىء ثابتة نتعاون لتحويلها الى نمط حوار مستمر ونظام تطوير مستدام، فاسعوا إلى ان يكون في تقدمكم ضمير مهني واخلاق رفيعة تجعل من القيمة فيضا ومن المهنة تمايزا، وافترشوا كل مساحات وشركات ومؤسسات العالم، واطبعوا بصماتكم في المشاريع اللبنانية والعربية والعالمية".
وتابع:"إن حضوري بينكم يشكل عنوانا مميزا لتوجيه نقابة المهندسين رسالة دعم وتحفيز للانتقال بالمؤسسات التربوية والعلمية الى صروح تعج بالنقاش البناء والتعاون المثمر والاساس العلمي المحض. من هنا، نحن واياكم في ورشة اعادة هيكلة التعليم الهندسي في لبنان، لأن ما تختزنونه من عراقة يؤهلكم لتقييم الواقع الهندسي في هذا البلد. الوضع ليس على ما يرام خصوصا مع التفريخ غير المجدي لكليات الهندسة في جامعات حديثة تستنسخ برامج من كليات ومعاهد خارجية، مما يؤثر على نوعية التعليم ، فضلا عن ان هذه الجامعات تزيد من حجم الخريجين غير الكفؤ ما يضعف من قوة شهادة الهندسة اللبنانية التي اتسمت بعراقتها وقدرتها على خوض كبريات المشاريع العالمية. لقد قاربنا على 60 الف مهندس مسجل ضمن اتحاد المهندسين اللبنانيين الذي يضم نقابتي بيروت وطرابلس، ما يولد تخمة في أعداد الخريجين وهي سوف تقارب ال 3000 متخرج سنويا من الكليات والمعاهد اللبنانية، هذا بالاضافة الى النقص الفاضح في المهن المساعدة للهندسة، وخصوصا في مجال البناء من مهنيين وحرفيين وعمالة ماهرة، ما يجعل اقتصادنا أسيرا وعاجزا أمام عمالة أجنبية هي في أغلبها لا تتمتع بالخبرة والمهارة الكافيتين ويزيد من هجرة الشباب المتعلم والبطالة المقنعة".
ورأى انه "ازاء ذلك، ومن اجل رفع شأن مهنة الهندسة ولجعل العلم نبراسا ينير دروبنا، و التعليم قدوة ونهجا ينعكس في اختصاصات مختلفة، وبعد التشاور مع عمداء كليات الهندسة في لبنان واصحاب الاختصاص من كبار المهندسين والاكاديميين سنبدأ بالعمل على وضع اختبار دخول الى النقابة سنحدد قريبا متى يبدأ العمل به اسوة ببعض نقابات المهن الحرة كالطب والصيدلة والمحاماة، وذلك لفرز المهندسين الكفؤ والمستحقين الذين انكبوا على دراسة الهندسة بجد ونشاط وكفاءة من الذين ارادوا أن يكونوا من حملة الشهادات فقط".
وختم:"لا يتقاعس احدكم عن العمل المبادر والمندفع في تطبيق كل ما تعلمتموه، واسهروا كل يوم على تطوير معرفتكم، فما نلتموه هنا في هذا المنهل العلمي القيم، انما هو فن المعرفة التي تنفتح لكم ابوابها كل يوم في الحياة العملية، فلا تكونوا الا مهنيين بالدرجة الاولى ولا تتركوا المصدر بل اعرفوا كيف تنهلون معرفة مضافة وتتواضعون في تعلمكم لكي تؤتي ثمارها. كونوا مهنيين فلا يكتمل العمل الا بالتفاني في سبيل النجاح، والنجاح هو هدف راق وسام لا يمكن بلوغه من دون عطاء".