جامعة الروح القدس احتفلت بعيد الشهداء رزق: نريد لبنان بلد الضرورات وأولاها رئاسة الجمهورية

الأب عيد
بداية النشيد الوطني، فالوقوف دقيقة صمت تحية لأرواح الهداء، ثم ألقى عيد كلمة قال فيها: "ككل سنة، نقف سويا للاحتفال بذكرى الشهداء. ويا خوفنا أن يبقى هذا الاحتفال تقليديا كليا. مئة عام مرت من 1915 حتى 2015، والمعركة مع الحرية لم تنته. أما الخطر الحقيقي فيكمن في ازدياد عدد الشهداء. فلتكن وقفتنا اليوم مساحة كي يفكر كل خص منا كيف يمكن أن يحافظ، في بيئته الصغيرة، على الأمانة التي قدمها لنا شهداؤنا بدمائهم".

حداد
ثم ألقت طالبة الصحافة ليتيسيا حداد كلمة الطلاب فقالت: "الوطن، الغني بشعبه وقيادييه وحكمائه، ها هو في كل مرة، يفقد أبناءه الذين يستشهدون من أجله، ويروي ثراهم بدمعة ساخنة، لاعنا شبح الظلم الذي خطفهم من حضنه. فإما أن نتمثل بالفاسدين الذين هدروا دماء شهدائنا وعقدوا صفقات على حسابهم، وإما أن نكون من خيرة الأبناء الأوفياء الذين سلكوا طريق الولاء، آخذين العبر من الماضي الأليم، كمتطلعين نحو بزوغ فجر أفضل".

أضافت: "هنيئا لنا اسشتهاد مفكرينا ورجالنا العظماء أيام العثمانيين، لأن دماءهم كانت حبر الحقيقة لقلم الأحرار. هنيئا لنا اسشتهاد أصحاب الحق اللبنانيين، الذين آثروا عدم الصمت أمام الظلم، فقدموا إغتيالهم على مذبح التفاني في سبيل حب الوطن. هنيئا لنا اسشتهاد الصحافيين الجبابرة الأبطال، الذين انضموا إلى قافلة من نحتفل بذكرى استشهادهم اليوم، والذين نحمل أسماءهم وساما على صدورنا، لأن اغتيالهم مد جسر العبور نحو لبنان الحرية، والسيادة والشباب المستقل".

وتابعت: "علينا أن نشهر سلاح الانصهار الوطني ونحقق لبنان الوحدة، وملتقى الأديان، والتعايش المشترك، باسم تاريخنا النضالي، ودماء شهدائنا، ووطننا الغالي لبنان".

رزق
وتحدث رزق بالنيابة عن رئيس الجامعة الأب هادي محفوظ، فقال: "لا تبكه فاليوم بدء حياته، إن الشهيد يعيش بمماته. ان احتفالنا اليوم بعيد الشهداء يرتدي طابعا خاصا، فهو يحل علينا بعد مرور مئة سنة وسنة على اندلاع الحرب العالمية الأولى وتراكم ويلاتها وبلاياها على بلادنا ومنها الحصار والاحتكار والسخرة والتجنيد الإجباري والتجويع والنفي وخنق الحريات، وتعليق الأحرار على المشانق. يحل احتفالنا بعد مرور عشر سنوات على ترميم تمثال الشهداء في حرم الجامعة هنا وتسليمه إلى السلطات المختصة، وعودته إلى مكانه الأصلي في قلب بيروت، عاصمة لبنان الخالدة".

أضاف: "ان بيروت كانت تطرب وتجذل لكل منشأة تبنى فيها أو لها. عندما وصلت إليها المياه، عندما شقت إليها الطرقات، وتوسع مرفأها عربون عزها، ومشد القطارات والسفن العاملة على البخار، والكهرباء والترامواي، وغيرها من المشاريع. وكانت بيروت تزخر بالصحف والمطابع والمكتبات والمسارح والسينمات والجامعات. نريدها مدينة الشمس، لا شوارع فيها مغلقة، ولا مرافق مطبقة، نريدها مدينة الفن والأدب والموسيقى والطرب، منفتحة مشرعة على كل خير. نريد بيروت التعايش والتفاعل الحضاري، كما غناها أبرع شعرائنا".

وتابع: "لبنان نريده فعلا بلد المؤسسات التي تعمل برؤى وتخطيط وانتظام عبر إداراته ومجالسه الدستورية، وعلى رأسها مجلس النواب ومجلس الوزراء، ورئاسة الجمهورية. لا نريده بلد الضرورات والكماليات، وأولى الضرورات هي رئاسة الجمهورية. نريده بلد الحكم العادل والمنصف، تماما كما أراده الآباء البناة الآباء الثقاة. نريده البلد الحر، لا البلد الفريق المنحاز المنجر".

وختم: "إن شهداءنا خالدون في وجداننا، ومنهم نتعلم أبدا قيم الأمانة والوفاء والمحبة. ولا نأبه للعقوق والجحود والنكران".