لا تستخدم الهاتف وتشاهد التلفاز في الوقت نفسه
واعتبر الباحثون في الدراسة التي نشرت تفاصيلها صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية أنَّه "عند التركيز على مهمة واحدة وأخذ المعلومات بشكل صحيح، يتمّ تخزينها في الحصين أي مكتبة للدماغ حيث يتم تنظيم البيانات، وجعل تذكّرها أسهل. ولكن عند الجمعِ بين الأشياء يتمُّ إرسال المعلومات إلى جزء آخر من المخ مسؤول عن الحركات والتخطيط والتحفيز عوضاً عن تخزين البيانات، ما يجعل من الصعب كثيراً تذكُّر المعلومات". ووجدوا أنَّ "إرسال البيانات يُغِّير عمل الأسلاك الكهربائية في الدماغ ما يؤدي إلى تخزين المعلومات في المكان الخطأ. وأشار هاي هيومان أحد العلماء المشرفين على الدراسة إلى أنَّ "الانتقال أو الجمع بين أمرين يفرز مادة L-dopa التي تنتج هرمون الدوبامين الذي ترتبط آثاره مع تعاطي المخدرات، بالتالي، فإنَّ "تأثير الانتقال بين الهاتف والتلفاز يمكن أن يكون أسوأ تعاطي الحشيش".
وأجرى العلماء في هذا الصدد تجربة على عدد من الناس، طُلب منهم استخدام الهاتف الذكي أو الكمبيوتر اللوحي أثناء مشاهدة التلفزيون، ومن ثم تمَّ اختبار كمية المعلومات التي يمكنهم التفكير بها في آنٍ واحد. وقال معظمهم إنَّ "استخدام أجهزة متعددة جعلتهم يشعرون بأنهم "منتجون وفعالون"، وعبروا عن راحتهم جراء القيام بذلك، إلاَّ أنَّه في نهاية الاختبار ما يزيد قليلاً عن نصف الخاضعين للاختبار استطاعوا تذكُّر ما كان يبثُّ عبر شاشة التلفزيون".
وتابع العلماء "إنَّ استخدام التكنولوجيا في حياتنا اليومية يضرُّ بالدماغ، ما يدفعه إلى تركيب شبكة كهرباء جديدة في حد ذاتها ويؤدي إلى خفض معدل الذكاء لدى الناس". وأضافوا: "يمكن لأدمغتنا أن تكون خردة بفضل الاستخدام المفرط للتكنولوجيا".
ويبدو أنَّ هدف هذه النتائج دق ناقوس الخطر لملايين يجلسون بانتظام أمام التلفاز، وفي الوقت نفسه يتحققون من التحديثات على الشبكات الاجتماعية مثل "فايسبوك" و"تويتر" أو يحاولون كتابة أو إرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني من هواتفهم الذكية أو الأجهزة اللوحية. ويشير التقرير إلى أنَّ أكثر من 80% من مستخدمي الهواتف المحمولة يقومون بذلك.