جامعة سيدة اللويزة خرجت طلابها بحضور رسمي ورئيس الجمهورية منح فيليب سالم وساما تقديرا لعطاءاته
شارك في الإحتفال ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجاس النواب الاستاذ نبيه بري، وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسان دياب، ونواب ووزراء، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد المهندس شربل واكيم، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر، روجيه عازار ممثلا رئيس تكتل التغيير والإصلاح الجنرال ميشال عون، الشيخ نسيب قانصو ممثلا النائب وليد جنبلاط، مدير عام القصر الجمهوريالدكتور أنطوان شقير،
وعدد من الفعاليات السياسية والديبلوماسية والدينية، مخاتير ورؤساء بلديات، مجلس المدبرين، مجلس الأمناء، الأساتذة والعمداء وذوي الطلاب، وبمشاركة جوقة الجامعة بقيادة الأب خليل رحمة.
طربيه
بعد النشيد الوطني اللبناني، أدى الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الأباتي بطرس طربيه صلاة للعذراء مريم سيدة اللويزة، ثم كانت الكلمة لنائب رئيس الجامعة لشؤون الثقافة والعلاقات العامة الأستاذ سهيل مطر، الذي دعا الطلاب مهما شعروا "بغربة أو وجع، ليعودوا إلى هذه الجامعة، صدرها رحب، مساحتها الإنسانية أوسع بكثير من مساحة الأرض، ومدرجها هذا ليس من تراب ورمل، بل من حنان وحنين..." ولفت بحزن عميق إلى "من غابوا عن الإحتفال لتعرضهم لحوادث سير"، ودعا المتخرجين "للقيادة بترو لتكتمل الأفراح بعائلاتهم وحياتهم".
جائزة
بعدها ألقى الطالب المتفوق هادي سري الدين، متخرج في هندسة الكمبيوتر والاتصالات كلمة بإسم زملائه، وقد منح جائزة اللواء خليل كنعان التي قدمتها السيدة عقيلته منى كنعان.
موسى
من جهته، إستذكر رئيس الجامعة الأب وليد موسى خطاب رئيس الجمهورية العام المنصرم حين قال: "في خضم التحولات التي تجري في محيطنا العربي، حان الوقت ليقطف لبنان ثمار نضال شعبه من أجل الحرية والديمقراطية. وبعد سنة، لا تزال المنطقة تعيش أجواء العواصف والثورات والمظاهرات والفوضى... ورغم ذلك إستكملنا الكثير من برامجنا الأكاديمية، بتعاون مثمر وجدي مع وزارة التربية والتعليم العالي ومع معالي الوزير الدكتور حسان دياب، وأعلن، اليوم أمامكم، أننا، بفضل هذا التعاون، سنفتتح في تشرين القادم كلية الحقوق والعلوم السياسية، بعد أن منحنا الترخيص القانوني، وهي الكليّة التي تنتهج النهج الأميركي في عملية التدريس، هذا إلى جانب حصولنا على تراخيص: ماستر في الرياضيات المالية؛ ماستر في البيولوجي؛ بكالوريوس وماجستير في سلامة الغذاء وإدارة الجودة؛ ماجستير في التغذية؛ ماجستير في العلوم الأكتوارية".
أضاف: "إستكملنا بناء كلية هامة جدا، تعبر عن طاقات طلابنا الفنية وهي كلية العمارة والتصميم والفنون الجميلة... إفتتحنا "المرصد الفلكي" على اسم "فريد وموسى روفايل" وهذا المرصد يعتبر الأكبر والأدق في لبنان والشرق، في خلال هذه السنة، افتتحنا قاعة جديدة، تتسع لحوالي 700 مقعد، على اسم سيدنا البطريرك بشارة الراعي؛ كما تحولت الجامعة إلى منبر ثقافي يومي؛ وفي خلال السنة الماضية، استكملنا العمل للحصول على الاعتراف Accreditation، من كبرى المؤسسات الأميركية في هذا الشأن".
تابع: "هذه المفارقة التي تعبر عن الأعجوبة اللبنانية، هي التي يمثلها، بفخر وإيمان، ضيفنا، وخطيب الاحتفال: الدكتور فيليب سالم، رجل الثقافة والمحبة والعلم والإيمان... إنه لبنان الآخر، انه لبنان الانتشار، انه لبنان الانتصار على السرطان، وسرطاننا السياسي أشد فتكا من هذا المرض الخطير".
مطر
وقدم الأستاذ سهيل مطر البروقسور سالم قائلا: "هو من ارتفع اسمه علما لبنانيا في أنحاء العالم، من شارك في مئات الندوات والمؤتمرات وحلقات البحث، من، على أبحاثه، أعطيت جائزة نوبل للطب، من أعطى، ولا حساب، وأحب، ولا انتظار، مَن تنافس على بياض قلبه، بياض لحيته وبياض كفه، من صدره ما عاد يتسع لأوسمة، وكتفاه تنوءان بشهادات الدكتوراة، من كانت عائلته عائلة سالم، تنتسب إلى لبنان، كل لبنان، والى العالم كل العالم، وتحية إلى الزوجة الوفية وداد، من كان مؤمنا مستقيما باحثا عن مفاتيح الجنة في خزائن المحبة، لا يمكن التعريف عنه، ولا تقديمه، إلا باسمه: فيليب سالم".
وختم مطر: "قال هو: ثلاثة حملوا اسم لبنان إلى العالم: جبران، مايكل دبغي، شارل مالك، أرجوكم، أضيفوا الاسم الرابع: فيليب سالم".
دكتوراه فخرية
ثم، منح رئيس الجامعة الأب موسى، دكتوراه فخرية، للبروفسور سالم، التي تتشرف بها الجامعة، "وتضيف مدماكا صغيرا، في صرحه العلمي والوطني الكبير".
سالم
أما خطيب الإحتفال البروفسور فيليب سالم، فتوجه إلى الخريجين، معتبرا أن هذه اللحظة هي "تاريخية لهم وللبنان وللعالم العربي... إن المخاض الذي يعيشه العالم العربي اليوم، لم يشهده هذا العالم من قبل. ولكن انظروا حولكم. هذا هو الشرق كله في قبضة العنف. وهذا هو العنف يكاد يغتال الثورة ويدمر أهدافها. لذا جئنا ندعوكم إلى نبذ العنف بكل أشكاله، والقيام بعملية التغيير التي تحتاجها أوطاننا بالطرق السلمية والحضارية. نحن من دعاة اللاعنف ونؤمن بأن الثورة الحقيقية تكون بالتمرد الحضاري اللاعنفي حيث يتمرد المرء على واقعه كل يوم ليكون غده أفضل من يومه وليكون هو كل يوم أفضل من نفسه".
وأضاف: "انظروا مرة ثانية إلى هذا الشرق، فماذا ترون؟ ترون أناسا يتقاتلون وأناسا يموتون باسم الله وباسم الدين. في هذه الأرض، جاء النبي موسى فعلم وأوصى؛ في هذه الأرض جاء المسيح فصلب ومات ثم قام من موته؛ في هذه الأرض جاء النبي محمد رسولا لله وجاء برسالته. هذه الأرض هي أرضنا، وهي منبت الحضارة. نحن نقول لا، ونرفض أن تتحول هذه الأرض إلى مقبرة للحضارة".
ودعا الطلاب أن يحلموا أحلاما كبيرة، "أحلاما أكبر من الوصول إلى المال والشهرة والسلطة، أحلاما أكبر منكم، إذ أنكم تجهلون اليوم ما أنتم قادرون على صنعه غدا. هناك سر يعرفه الله وحده جيدا وهو أنه خلق الإنسان بعقل لا حدود له، ونفس لا حدود لها وجسد لا حدود لوظائفه... لقد تعلمت من تجربتي في الطب أنه ليس هناك شيء مستحيل وليس هناك نفق بدون ضوء في آخره. ما قد تعتقده غير ممكن اليوم قد يصبح ممكنا غدا. إن عملية الانتقال من غير الممكن إلى الممكن تتطلب الكثير من الشجاعة والمثابرة والتدريب: تدريب العقل وتدريب النفس وتدريب الجسد. هذا هو السر وراء المعجزة. أما السر الآخر هو أن كل واحد منا قادر على صنع المعجزة".
وتمنى على الخريجين أن يتعلموا من أخطاء غيرهم، وقال: "كثيرون حاولوا أن يتسلقوا إلى القمة، وعندما وصلوا إليها، وجدوا القمة سرابا. كانت القمة سرابا لأنهم في صعودهم السلم كانوا يبيعون شيئا من أنفسهم عند تسلق كل "درجة"، وعندما وصلوا الدرجة الأخيرة كانوا قد باعوا كل شيء عندهم. عند ذلك أيقنوا أن من لا يمتلك نفسه لا يمتلك شيئا".
ونبههم من الإعتقاد أن الوصول إلى النجاح يأخذ إلى العظمة؛ "إن النجاح وحده ليس كافيا لكي تصلوا إلى العظمة، عليكم الارتقاء إلى المحبة والتواضع، هذه القمة هي أعلى قمة يمكنك التسلق إليها. وعندما تتربع على هذه القمة تلتصق بأخيك الإنسان وتصبح معه واحدا. عند ذلك يملؤك الفرح الإلهي، وترتفع إلى فوق".
ورأى، بأن "جيلنا فشل في صنع وطن يليق بهم، وأدعوهم إلى العمل لصنع لبنان جديد يليق بتاريخه ويستحق مجده... أربعون سنة من الألم ولم "يحررنا الألم بعد من قشورنا"؛ أربعون سنة ونحن نقتل هذا الوطن وهو يرفض أن يموت. ولكي لا يموت تعالوا نقف عراة أمام وجه الشمس ونركع أمام الله نطلب منه التوبة فلعل السماء تغفر لنا ونعود كلنا إلى حقيقتنا، نعود إلى براءتنا، نعود إلى بيتنا، نعود إلى لبناننا... وغريب هذا اللبنان، كم زرعنا فيه من الحقد وهو لا يزال غير حاقد علينا، حاضرا دائما ليضمنا إلى صدره. فتعالوا نضمه إلى صدرنا".
وختم داعيا المتخرجين لكي يذهبوا ويعملوا ويزرعوا في الأرض؛ وإن تركتم لبنانكم، خذوا معكم حفنة من ترابه لكي لا تنسوا من أنتم ومن أين أتيتم ومن هم أهلكم وأي أرض في الأرض هي أرضكم. وتذكروا دائما أن هذه الأرض هي وحدها من بقاع الأرض كلها التي تغفر لكم وتشتاق دائما إليكم. فاثبتوا في محبتها كما هي ثابتة في محبتكم".
وسام والشهادات
وفي الختام قلد معالي الوزير الدكتور حسان دياب بإسم رئيس الجمهورية البروفسور سالم وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر تقديرا لعطاءاته. وشكر البروفسور سالم الرئيس على لفتته الكريمة وتمنى أن يحفظه الله، ويحفظ لبنان. بعدها وزعت الشهادات على الطلاب.
More photos, please click on the following link:
http://www.globetoday.net/events/category/24-commencement-ndu-2013.html