بوصعب وهيل اطلقا برنامج تحسين خدمات التعليم الأساسي
بعد النشيدين اللبناني والاميركي شكرت مديرة المدرسة سلام نوفل للسفير الاميركي تقديم العونة المادية لدعم المدارس الرسمية، وتمنت استكمال الدعم بتجهيز المختبر بالمعدات اللازمة لتفعيله في شتى الاختبارات والتجارب الكيمائية، وكذلك تجهيز المسرح لاحياء المناسبات المدرسية".
بوصعب
بعدها تحدث الوزير بو صعب قال:"التعليم الأساسي هو الحلقة الأضعف في نظامنا التربوي، ويحتاج منا إلى العناية والرعاية والدعم وتضافر الجهود، لوضعه في المستوى الذي يستحقه. من هنا تظهر أهمية برنامج تحسين خدمات التعليم الأساسي الذي نجتمع لإطلاقه اليوم بالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مشكورة، وفي حضور سعادة السفير الأميركي في لبنان السيد دايفيد هايل، الذي سعى وتابع التأسيس لهذا المشروع البالغة قيمته نحو 41 مليون دولار أميركي موزعة على أربع سنوات، وتشمل ثلاثة مكونات أساسية أولها ترسيخ عادة القراءة كمصدر أساسي للثقافة واللغة ، تدريب المدربين في المركز التربوي للبحوث والإنماء وفي مراكز الموارد البشرية، لكي يصبح الأساتذة في المدارس موجهين ومساعدين على ترسيخ عادة القراءة والإفادة منها في تحسين التعليم الأساسي" .
وتابع:"ثاني المكونات هو تأمين التجهيزات المدرسية للمدارس الرسمية المحتاجة إليها بعدما تزايدت أعداد التلامذة بصورة سريعة وضاغطة خصوصا مع استقبال آلاف التلامذة السوريين، وثالثها تنمية القدرات في الإدارة التربوية ضمن الوزارة والإدارات والوحدات المنتشرة في المناطق التربوية لكي تتمكن من مواكبة التطور وتدخل في برنامج التحسين ".
وقال:"إن هذه العناوين تحمل في طياتها تفاصيل عديدة تجعل من هذا البرنامج وسيلة تربوية وإدارية داعمة للتعليم الأساسي من أجل تحسين خدماته وجعله ترتقي بأبنائنا الصغار الذين يدخلون المدارس في مرحلة الروضة، ويتدرجون فيها ضمن حلقات التعليم الأساسي، لكي تصبح المدارس الرسمية أكثر جهوزية وقدرة على احتضانهم وتوفير المناخ التربوي والإداري السليم لهم للعبور من التعليم الأساسي نحو التعليم الثانوي ومن ثم الجامعي بكل قدرة واستعداد".
تابع:"إنني أشكر الجانب الأميركي ممثلا بالوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID والسفير الصديق دايفيد هايل، لكل الجهود المبذولة من أجل تحسين نوعية التعليم ومن أجل إطلاق هذا البرنامج الجديد الذي يصيب مفصلا مهما في حياتنا التربوية".
واضاف:"أوجه تحية تقدير إلى مدرسة درعون والقائمين عليها لأنها احتضنت إطلاق المشروع الذي سوف ينتشر في المناطق كافة، وأذكر بأهمية مشروع دراستي الذي أمن الدعم للمدارس الرسمية على صعد مختلفة وأكرر الشكر للدعم الأميركي للمسيرة التربوية اللبنانية".
وفي ختام كلمته توجه بوصعب الى السفير الاميركي باللغة الانكليزية قائلا:"انكم لا تمثلون فقط شخصية دبلوماسية وسياسية بل انتم صديق للبنان لان همومنا ومشاكلنا التربوية هي اولويات عندكم، وقد لمسنا ذلك عند زيارتنا نيويورك مع المدير المسؤول للوكالة الاميركية رجيف خان وكان هناك تجاوب كبير لمساعدتنا والالتزام بالتمويل مما شجع مؤسسات اخرى لتأمين المبلغ المطلوب لمساعدة الطلاب وتحسين وضع المدارس. ورغم الاوضاع الصعبة السائدة في المنطقة لم تتوقف هذه المساعدة وكانت دائما بمثابة النقطة المضيئة التي تجعلنا نرى آخر النفق المظلم، فقد مولت الوكالة اكثر من 200 مدرسة ودربت اكثر من 4 آلاف من الاساتذة في اللغة الانكليزية والعلوم والرياضيات وجهزت الكثير من المختبرات".
ثم جدد موقفه الداعم لحقوق الاساتذة في سلسلة الرتب والرواتب، مشددا "على اخذ المطالب بطريقة عقلانية والمحافظة على القطاع التربوي بشكل يضمن مصلحة الطلاب والاساتذة معا".
السفير الاميركي
بدوره قال هيل:"يشرفني أن أكون اليوم هنا، للاحتفال بإطلاق مشروع ال41 مليون دولار لتحسين خدمات التعليم الاساسي، والذي سيجعل المدارس الرسمية في لبنان أكثر قوة، ويساعد المجتمعات المحلية على التغلب على التحديات الأخيرة، مقدمين بذلك حلولا لتلك المشاكل ما يحسن عملية التعلم للجميع".
تابع:"مناسبة اليوم، تعيد إلى الأذهان اقتباسا لبنيامين فرانكلين، أحد الآباء المؤسسين لبلدي الذي قال "الاستثمار في المعرفة هو الأفضل في تأمين مصالح الناس"، وفي الاقتصاد العالمي الحالي ، ليس هناك أصدق من هذه المقولة. إن الولايات المتحدة تؤمن بقوة بأهمية التعليم في لبنان. وعملنا مع المدارس والمجتمعات المحلية كمدارسكم ومجتمعاتكم هو جزء من التزامنا الطويل الأمد بمساعدة الطلاب اللبنانيين للتوصل إلى نوعية التعليم ذات الجودة الذي يستحقونه".
اضاف:"ليس علينا ان نعيش طويلا بين اللبنانيين لنفهم القيمة التي يعطيها الشعب اللبناني للتعليم. إن قيمنا المشتركة في هذا الصدد، والشراكة في مجال التعليم، تعود إلى أكثر من 150 عاما. فقد أنشأ المرسلون الأميركيون في لبنان مؤسسات تعليمية، من ضمنها المدرسة الأميركية للبنات في العام 1835، والتي أصبحت في ما بعد الجامعة اللبنانية الاميركية، والكلية البروتستانتية السورية في العام 1866، والتي أصبحت الجامعة الأميركية في بيروت. وفي أوائل العام 1950 اتخذت شراكتنا في التعليم خطوة أخرى إلى الأمام من خلال دعم حكومة الولايات المتحدة للمؤسسات التربوية في لبنان. وهذه المساعدة هي مستمرة حتى اليوم عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية".
واعلن انه "على مدى السنوات العشر الماضية، استثمرنا أكثر من 150 مليون دولار في التعليم لمساعدة هذا الجيل الأصغر من الشباب. فاستثمار الولايات المتحدة في مجال التعليم أدى الى مجموعة من المبادرات، من تحسين نوعية نظام التعليم في المدارس الرسمية، الى تجديد الأبنية المدرسية وتدريب المعلمين، الى توفير المنح الدراسية، على أساس الجدارة، لطلاب المدارس الرسمية الذين يعانون من صعوبات مادية، وذلك لمواصلة دراستهم الجامعية في أرقى المؤسسات التعليمية اللبنانية".
وقال:"حاليا هناك 470 طالبا لبنانيا مسجلا في برنامج المنح هذا، ونحن فخورون بتقديم الدعم لهم فيما هم يكتسبون المهارات اللازمة لخدمة بلدهم كقادة للمستقبل في السياسة والمجتمع المدني والعلوم والطب والهندسة والفنون، والتعليم – كائنا ما كان خيارهم في الحياة. هذه المبادرات هي شهادة على ايماننا المشترك بالتعليم وعلى علاقتنا الدائمة المبنية على التعاون ، وعلى متانة التزامكم بالتعليم في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية".
تابع:"اليوم، نطلق برنامجا جديدا بقيمة 41 مليون دولار، هو مشروع تحسين خدمات التعليم الاساسي، وهو يرتبط ارتباطا مباشرا بخطة التطوير التي وضعتها وزارة التربية على المدى الطويل كما يرتبط باستراتيجيتها الجديدة الوصول إلى جميع الاولاد من خلال التعليم". ومعا، سوف نعمل على مساعدة شبيبة اليوم على تنمية مهارات القراءة التي يحتاجون إليها للنجاح في متابعتهم الأكاديمية وفي الحياة".
واعلن اننا "سوف نعمل أيضا على تقديم الإغاثة العاجلة لتخفيف الضغط على المدارس جراء تدفق الأطفال اللاجئين وعلى تحسين فرص الحصول على التعليم للطلاب المغلوب على أمرهم في كافة أنحاء البلاد".
وقال:"يشدد البرنامج على تطوير النظم والاستراتيجيات للمعلمين والإداريين والوزارة لتحسين الإرشاد ومراقبة الخدمات التعليمية. وسوف يتمكن الطلاب اللبنانيون من التفوق أكثر عندما يكونون معدين بشكل أفضل في التعليم الاساسي مثل القراءة، وعندما يرون في مدرستهم محرابا للتعلم، وعندما تكون المجتمعات المحلية - كمجتمعكم- مشاركة بنشاط في هذا النهج".
وقال هيل:"فيما نحن سعداء جدا أن نكون هنا في درعون حريصا اليوم لإطلاق هذا البرنامج، اسمحوا لي أن أؤكد على أن هذا البرنامج سيوف يساعد المدارس والطلاب في كافة أنحاء لبنان، وفي جميع المجتمعات المحلية. إنني أتقدم بخالص الشكر الى الوزير بو صعب، وهو مناصر قوي للتعليم وأهميته لشباب لبنان. وأشاركه شغفه وتصميمه على تحسين التعليم الرسمي في لبنان، لضمان توفر المهارات والفرص لجميع اللبنانيين في عملية المنافسة في سوق العمل العالمي".
جولة
وبعد الاعلان عن اطلاق هذا المشروع، جال هيل وبو صعب في المدرسة والتي كانت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية قد قامت بإعادة تأهيلها.