توقيع كتاب "حول رفقا" في جامعة الروح القدس
ويحوي الكتاب إلى جانب البركة الرسولية التي منحها بطريرك انطاكيا وسائر المشرق مار بشارة بطرس الراعي وكلمة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان وتوطئة وشكر، مقالات ودراسات شارك في كتابتها مؤلفون وهم حسب ورود مقالاتهم في الكتاب، القسم الأول: "معطيات كتابية" بأقلام المدبر العام الأب أيوب شهوان، الأب هادي محفوظ، الأم دولّي شعيا. وفي القسم الثاني: "في حياة رفقا": المطران بولس اميل سعادة، الأب الياس حنّا، الأب معين سابا، الخوراسقف أنطوان مخايل، الأب توما مهنّا، الأب جوزيف القزّي، الأب نجم شهوان. وفي القسم الثالث: "في روحانية رفقا"، تشارك في الكتابة: الرئيس العام الأباتي طنوس نعمه، الرئيسة العامة الأم صونيا الغصين، السيدة ميرنا عبّود مزوّق، النائب العام الأب اميل عقيقي، الأب أوغسطين مهنّا، الأخت جومانا نون. وفي القسم الرابع: "اشعاع القديسة رفقا"، كتبت الأم مرتا باسيل والأب بولس القزي، الأب جوزيف ضاهر، الأستاذ سعيد باز، الأب جاد قصيفي، الأستاذ ناجي قزيلي والأب شارل صوايا.
قدّم الحفل الأستاذ سعيد باز وعرّف بالمتحدّثين، وكانت في البداية كلمة لرئيسة دير مار يوسف الأم مرتا باسيل التّي قالت "إنه منذ مئة عام، منذ أن ضم الضريح، في دير مار يوسف – جربتا، رفاة القديسة رفقا، انبثق منه النور، وصار محط أمل ورجاء، وغدا التراب عنه بركة. ونحن اليوم في سنة اليوبيل المئوي وهي دعوة للتجدد في الإيمان على ضوء ما عاشته رفقا وشهدت لع وحققته، وهي ابنة أرضنا ومجتمعنا وكنيستنا، من هذا المنظار، كانت فكرة إصدار كتاب خاص باليوبيل المئوي لوفاة القديسة رفقا، اخترنا له عنواناً "حول رفقا". وأملت "أن يشكّل هذا الكتاب محطة يوبيلية تطبع حياتنا الروحية والفكرية والعملية، متمثلين بأختنا رفقا، نلتمس شفاعتها في هذه السنة المقدسة، كي يمنّ الرب على الجميع بالنعم، والخير والفرح والسلام".
وعرضت الأخت جومانا نون، وهي مجازة في الفن المقدس من جامعة الروح القدس – الكسليك، أيقونة للقديسة رفقا تحت عنوان "رفقا أيقونة الفادي".
وألقى النائب العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأب أميل عقيقي كلمة تحت عنوان "سر الألم في حياة رفقا، ترابط بين الحب والألم والفرح"، لافتا إلى أن ما كتبه "هو محاولة لفهم سر الألم، ولفهم الدافع لطلبها الألم يوم أحد الوردية سنة 1885 حيث قالت: "يا ربي لماذا أنت متباعد ومتخلّي عنّي، لا تفتقدني بمرض، ألعلّك ناسيني وأنا عبدتك؟ وفي الليلة عينها كان لها ما طلبت. وتحدّث الأب عقيقي عن "الدافع الى التماس رفقا الألم" معتبراً أنه من خلال التأمل في سيرتها، وجد ثلاثة دوافع لهذا الالتماس: دافع كتابي أي من الكتاب المقدس، ودافع قرباني فتناولها الفعلي والروحي لسر القربان أذاقها طعم التشبه بالمسيح المتألم كما في كتاب صلاتها: "من عيشك للقربان صرتي قرباني تاني" ودافع صوفي لمست خلاله يد الله وعزّز لديها الرغبة والشوق إلى الاتحاد بالمسيح، وإيّاه مصلوباً. وعن "الحب والفرح في ألم رفقا" قال الأب عقيقي "إنها تألّمت لأنها أحبت كثيراً، وفرحت بحبّها هذا، لأن آلامها أصبحت بقوة الروح القدس آلاماً خلاصية وفدائية وشفائية، لا مجرّد أوجاع تحطّم قلب الانسان وجسده". وعن "ألم رفقا وسيلة لا هدف" قال أنه وسيلة تكشف حالة فدائية وليس هدف يكشف حالة مرضية سادية. وعن "ميتة يوبيلية بعد حياة يوبيلية" رأى "أن رفقا قد اعتادت الميتات اليومية في حياتها، رابطاً بين آلامها المبرّحة وموتها البطيء من جهة، وفرحها المدهش بالرغم من كل ما عانته، واصفاً إيّاها وكأنها في عرس يليه شهر عسل دائم في السماء".
وتساءل الأب شارل صوايا الكرملي عمّا تقوله رفقا لعالمنا اليوم، وأجاب تيمناً بمريم العذراء في عرس قانا الجليل بالسيدة العذراء: أفعلوا ما يطلبه منكم، ورفقا كانت دائماً تقول: لتكن مشيئتك. فعلاقة رفقا مع المسيح كانت علاقة حب متبادل وهي الموجودة في الكتاب المقدس. وأضاف: "من يحب يقدم كل شيء حتى دمه وحياته، فالحب يستدعي الحب، ورفقا تقول لا تخافوا أن تتقربوا وتتقدموا من المسيح حاملين كل أخطائكم لأنه سوف يحرّركم منها. فنحن قرابين صغيرة يريد يسوع أن يحولها إلى طبيعته. ودعوة رفقا هي أن نعود للمسيح لا إليها".
وفي الختام وقّعت الرئيسة العامة الأم صونيا الغصين كتاب "حول رفقا" للحاضرين.