جامعة الروح القدس نظمت اليوم العلمي الرابع العلوم في القطاع العام: قيمة مضافة
نظمت كلية العلوم في جامعة الروح القدس – الكسليك اليوم العلمي الرابع تحت عنوان: "العلوم في القطاع العام: قيمة مضافة"، بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لتقدّم العلوم، في حرم الجامعة الرئيسي.
الحاج
بداية ألقت كلمة الترحيب أمينة السر الأكاديمية للكلية د. فاتن الحاج التي اعتبرت أن هذا اليوم أصبح تقليدا في الجامعة، مؤكدة أن الشراكة بين الدولة والقطاعين الأكاديمي والصناعي تشكل دعما كبيرا للابتكار والنمو الاقتصادي والقدرة التنافسية الدولية.
برّو
ثم تحدث مدير برنامج الجودة في وزارة الاقتصاد والتجارة د. علي برّو عن أهمية البحث العلمي لافتا إلى الاهتمام الشديد فيه في مختلف الدول المتقدّمة، حيث ترتفع نسبة الانفاق على الفرد في هذا المجال، مقابل تدني هذه النسب في الدول العربية، مشيرا إلى "أنه في لبنان لا تحظى البحوث العلمية بأي اهتمام فعلي، فالدولة لا تنفق سوى أقل من 0.5 % من مجمل الانفاق". كما تحدث عن الدور المهم للمختبرات البحثية الرسمية والخاصة في لبنان، لافتا إلى "أن برنامج الجودة في وزارة الاقتصاد والتجارة الممول من الاتحاد الاوروبي ساهم في تقديم الدعم الفني إلى 16 مختبر، تمكن 11 منها من الحصول على شهادة الاعتماد الدولي الايزو 17025، واليوم في المرحلة الثالثة من البرنامج نقدّم الدعم الفني التدريبي والاستشاري والاشراك في برنامج المقارنات المخبرية إلى تسع مختبرات من ضمنها مختبر جامعة الروح القدس وذلك بهدف حصولها على شهادة الاعتماد. واختتم مؤكدا أننا في لبنان بحاجة ماسة لوضع سياسات وخطط عمل واضحة وخريطة طريق ممكنة التنفيذ لتطوير الأبحاث العلمية بشكل خاص والعلوم بشكل عام.
درغام
وألقت المديرة العامة لمؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية (ليبنور) بالتكليف لينا درغام كلمة عرّفت فيها عن هذه المؤسسة التي "تتولى اصدار المواصفات الوطنية في كافة القطاعات، وتمثيل لبنان إقليمياً ودولياً في حقل المواصفات ومنح شارة المطابقة التي تثبت مطابقة المنتجات والخدمات للمواصفات القياسية الخاصة بها". وأضافت: "و قد تناولت ليبنور نشاطات التقييس قي السنوات الأخيرة قطاعات عديدة وتطرقت لمواضيع مختلفة ومتنوعة، من ألعاب الأطفال إلى المواد الغذائية ومواد البناء والآلات الكهربائية والمواد الكيميائية والنفطية ومواد التغليف والمعدات والأدوات الطبية وغيرها من المنتجات المستعملة في القطاع المصرفي وقطاع تكنولوجيا المعلومات. كما تطرقت إلى مواضيع الساعة كالتغيير المناخي وترشيد استهلاك الطاقة والتنمية المستدامة والأبنية الخضراء والمسؤولية المجتمعية. حيث صدر عن مؤسسة ليبنور ما يزيد على 2600 مواصفة وطنية، أعطي جزء منها صفة الالزام القانوني بموجب مرسوم يصدر عن مجلس الوزراء". واختتمت مؤكدة السعي إلى مزيد من التعاون مع الشركاء كافة لاسيما الجامعات التي تعتبر محورا أساسيا للبحث العلمي في لبنان.
توتليان
ثم تحدثت المديرة العامة لإدارة الإحصاء المركزي د. مارال توتليان التي شددت على أن الاحصاءات الرسمية هي الأساس لرسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية لأي دولة. واعتبرت "أن مهمة إنتاج الأرقام الرسمية لأي بلد تقع على عاتق جهة رسمية وحيدة تنظّم عملية انتاج المعلومات ضمن نظام إحصائي وطني". كما أوضحت "أن شعارنا هو: "إن العمل الاحصائي هو بمبدئه الأساسي من المواطن وإليه يعود بالفائدة". أطلقت إدارة الإحصاء المركزي هذا الشعار إيماناً منها بضرورة وحتمية التعاون بين القطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع الأهلي المبني على الثقة المتبادلة والأهداق المشتركة المتمثّلة في المعرفة الصحيحة والشفافة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للبلاد". واأكدت "أن إدارة الإحصاء المركزي مع جهات عديدة محلية واقليمية ودولية، ومن أبرزها الجامعات في لبنان"، معددة أشكال التعاون مع الجامعات، التي تطال مجالات ومواضيع متفرّقة، أولاً في مجال الإستعانة بطلاّب الجامعات، ثانياً الإستعانة بخبرات عدد من الأساتذة والباحثين، ثالثاً في مجال التدريب ورابعاً في مجال التعاون في نقل المعرفة".
عويني
أما رئيس الجمعية اللبنانية لتقدّم العلوم البروفسور نعيم عويني فشدد في كلمته على التلاحم العضوي بين الأبحاث العلمية والجامعات. وأشار إلى "أن الجمعية اللبنانية لتقدم العلوم توفّر مكانا ملائما لتبادل الأفكار وتعميق النقاش، وفتح آفاق جديدة من التعاون بين أهل العلم بغض النظر عن الحيز الجغرافي الذي يكونون فيه وهي بذلك تشدد على أهمية مد الجسور بين الباحثين العاملين في لبنان وخارجه، وخصوصاً منهم اللبنانيين الذين نعلم جيداً أنهم يملأون الدنيا ويبرعون في أبحاث علمية واقتراحات تطاول مجالات متعددة وواسعة."
وأضاف: "إن المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان يدعم البحوث العلمية لتلبية احتياجات لبنان فهو الساعد العلمي للدولة اللبنانية الذي يبرز الابداع والتميز في البحوث العلمية التي يقوم بها الباحثون على مدار السنة".
كما أكد "أهمية البحث العلمي في المؤسسات الجامعية فهو أحد المعايير التي يتم التركيز عليها لتقييم الجامعات ولحصول أي جامعة على الإعتماد المؤسساتي. أما المختبرات فتعد السند الأكبر للأبحاث فهي تؤكد على النوعية العالية التي تتمتع بها هذه الأَبحاث الصادرة عن أَي جامعة"، منوّها بمختبرات جامعة الروح القدس – الكسليك المتطورة جدًّا على صعيد لبنان والمنطقة.
باز
وألقى عميد كلية العلوم في الجامعة د. بديع باز كلمة قال فيها: "لقد غيّر القطاع العام في لبنان صورته في السنوات القليلة الماضية حيث أصبحت الأسئلة المطروحة أكثر قربًا من العلوم. وهذا ما أعطى بعدًا مختلفًا لكلّ هذه المواضيع التي انتقلت من المقاربة الإدارية إلى مقاربة أكثر علميّة". وعدّد "بعض المواضيع التي يؤدي فيها العلم دورًا بارزًا: التنقيب عن الغاز الذي يمكن أن يكون سلّم خلاص للبلد بأسره، والمعايير اللبنانية وتطبيقها بخاصة في الصناعات الغذائية والمائية (زجاجات المياه واللبنة والكبيس وغيرها)، والبعد الاقتصادي لسلسلة الرواتب، ومشاكل كهرباء لبنان وانقطاع التيار الكهربائي، والمسائل البيئية والطاقة المتجددة، والاحتباس الحراري والتغيّر المناخي، والسدود وميزاتها وتأثيرها على البيئة وغيرها". وشدد باز على "أنه من أجل اللحاق بركب تطوّر القطاع العام، علينا أن نثقل الطلاب بالمعايير الدولية، ونعني بالمعايير الدولية العولمة والائتمان والجودة العالية. لذلك، قامت جامعة الروح القدس – الكسليك وكلية العلوم فيها بتطوير شبكة دولية ووطنية تغطي حوالى 8 مؤسسات وطنية وأكثر من 130 مؤسسة دولية، فضلاً عن إيفالاغ للاعتماد المؤسسي الأوروبي". وختم: "نحن هنا اليوم لنظهر لكم من خلال الدلائل ما يمكننا فعله وما يمكن لطلبنا فعله من خلال معرض ملصقات من تحضيرهم. وكانت هذه الملصقات قد عرضت على شبكات التواصل الاجتماعي وحصلت على حوالى 10000 صوت. وتغطي الأعمال المعروضة مختلف ميادين العلم من الكيمياء الحيوية إلى الرياضيات، ومن الكيمياء إلى علوم الكمبيوتر والبيولوجيا".
ثم قدم باز دروعا تقديرية للمتحدثين وانعقدت بعدها ثلاث حلقات عمل متتالية، ليقدّم بعدها رئيس الجمعية اللبنانية لتقدّم العلوم جوائز مادية للطلاب الثلاثة الفائزين عن مشاريعهم التي قدّموها في المعرض.