منح للمتفوّقين وتبادل أساتذة وأبحاث
وقعت «الجامعة اللبنانية» ممثلة بعميد كلية إدارة الأعمال غسان شلوق ومدير الفرع الثالث فضل اليخني ورئيس «جامعة كانبرا» الأسترالية ستيفن باركر اتفاقية تعاون في دبي، في حضور نائبة الرئيس مونيك سكيدمور ومديرة التسويق الدولي بيفرلي رايلي ومدير المشروع آدم حديد. وسيتم التوقيع رسميا على الاتفاقية في احتفال يقام في الثامن والعشرين من الجاري، بحضور السفير الاسترالي في بيروت، والسيد حسين، وباركر وسكيدمور وحديد.
تكمن أهمية الاتفاقية في أنها الأولى التي توقعها أستراليا إحدى دول «الكومنولث» مع الدولة اللبنانية ممثلة بجامعتها الرسمية. وتقدم «كانبرا» بموجب هذه الاتفاقية التي تمتد ثلاث سنوات قابلة للتجديد تلقائياً، إلا في حال اعتراض أي طرف، ست منح دراسية لطلاب متفوقين يتابعون دراستهم في مرحلتي الماستر والدكتوراه في اختصاصي العلوم الاقتصادية وإدراة الأعمال ومنحة باسم رئيس «الجامعة اللبنانية». وتشمل المنح رسوم الدراسة والإقامة طوال فترة الدراسة وتأميناً على الحياة. ويتم بموجب الاتفاقية تبادل الأساتذة بين الجامعتين خصوصاً في مرحلة الماستر-2 والأبحاث بين كليتي القانون والإدارة في «كانبرا» وكلية إدارة الأعمال، إضافة إلى الطلاب لمتابعة بعض المقررات في الاختصاص.
وتوفر الجامعة الاسترالية برامج تحضيرية للطلاب الراغبين في متابعة دراستهم في مرحلة الدكتوراه والاعتراف بجميع المقررات التي تابعها الطالب في كلية إدارة الأعمال في «الجامعة اللبنانية» من دون أي تعديل.
ويصف العميد شلوق لـ«السفير» الاتفاقية بأنها مميزة بالشكل والمضمون، معلقاً أهمية وطنية وعلمية عليها. ويلفت إلى أنه لدى «الجامعة اللبنانية» عشرات الاتفاقيات مع جامعات أوروبية وفرنسية وإيرانية وصينية، إلا أنه مع هذه الاتفاقية سيكون بإمكان «الجامعة اللبنانية» الإطلالة على دول «الكومنولث». ويعتبر أن ذلك مؤشر على مدى أهمية «الجامعة اللبنانية»، والاعتراف ببرامجها ومناهجها. ويرى أن الاتفاقية ستسد ثغرة على صعيد تعليم المواد باللغة الإنكليزية.
ويعرب باركر عن أسفه لعدم التوقيع على الاتفاقية في لبنان «نظرا للظروف الأمنية التي مرت، ونأمل أن يتحسن قريباً». وقال لـ«السفير»: «للجامعة اتفاقيات عدة، مع دول أميركية وأوروبية والصين، لكننا بتوقيع الاتفاقية مع لبنان، سيشكل ذلك لنا انفتاحاً على دول الشرق الوسط». ويأمل باركر أن تتوسع العلاقة مع «الجامعة اللبنانية» والتي تبدأ بتبادل الطلاب والأساتذة.
ويوضح مدير المشروع ومسؤول العلاقات الدولية في «كانبرا» اللبناني الأصل أدم حديد، لـ«السفير»، أن اختيار المشروع جاء نتيجة لرغبته في تشجيع الطلاب على التخصص في أستراليا ومن ثم العودة إلى لبنان للإنطلاق بمشاريعهم الخاصة، كما فعل هو، عندما غادر لبنان بعدما درس الثانوية العامة في «ثانوية بطرام الرسمية في الكورة»، إلى أستراليا حيث نال البكالوريوس والدراسات العليا من هناك، وأكتسب خبرة من خلال إشرافه على المنح الدراسية للطلاب العرب. وقال: «الخبرة ساعدت في دراسة المشروع مع الجامعة اللبنانية تبدأ منذ تقديم الطالب، لطلب الانتساب لمرحلة تخرجه والبحث عن وظيفة». ويشير حديد إلى أن قيمة المنح تبلغ ستين ألف دولار سنويا، ويستفيد منها ست طلاب، وتشمل الإقامة والرسوم الدراسية، والتأمين الصحي، مع نشاطات عديدة، إضافة إلى المنحة التي أطلقت باسم السيد حسين، وتوازي قيمتها قيمة المنح الست.
ويشير إلى أنه سيقدم خمس منح لدراسة اللغة الإنكليزية في «كانبرا» بقيمة 16 ألف دولار، في خلال الجولة التي سيقوم بها على فروع كلية إدارة الأعمال في لبنان، ولقائه الطلاب، لمن يقدم طلبات انتساب للجامعة.
وفي الوقت الذي يعاني لبنان ما يعانيه، تأتي الاتفاقية بمثابة شهادة تقدير لـ«الجامعة اللبنانية»، كما يقول اليخني لـ«السفير». يضيف: «في مطلع شهر شباط المقبل يبدأ العام الدراسي في استراليا، عندها يتم إيفاد أستاذين من الجامعة للتدريس في كلية إدارة الأعمال لصف الماستر2 باللغة الانكليزية، ومن الفصل الثاني سيتم فتح أبحاث مشتركة بين أساتذة الكلية وآخرين من «كانبرا». والإشراف على الأبحاث سيكون مشتركا وفي مواضيع محددة بين الجامعتين.
ويشير اليخني إلى أن الاتفاقية تساهم في سد حاجة ماسة عند الطلاب، لجهة متابعة تحصيلهم العلمي ونيل الدكتوراه، ومن دون أي تغيير أو إضافة في المواد التي سبق أن أخذها الطالب في الكلية. ويمكن لطلاب الإجازة أن يسجلوا في الجامعة بناء لملفاتهم الصادرة عن الكلية، «ستكون جامعة كانبرا بمثابة متتم للدراسة في الجامعة اللبنانية، وهذا ما يسهل على الطالب استكمال دراستهم من دون الحاجة إلى أي معادلة لموادهم».