معرض في جامعة الروح القدس تخليدًا لذكرى المجاعة الكبرى في أوكرانيا


افتتح المعرض بالنشيدين اللبناني والأوكراني، ثم كانت كلمة ترحيبية للمسؤولة عن النشاطات في الكلية، الأستاذة الجامعية أوديل خوري قالت فيها: "تعددت الأسباب والموت واحد". والجريمة هي طريقة أكثر وجعًا للموت، فهي تترك الإنسان مع شعور بالضعف والمرارة. فماذا نقول إذًا عن الجرائم المرتكبة ضدّ الأطفال والأرواح البريئة؟ ففي هذا اليوم أقل ما يمكننا فعله هو أن نكرّم كلّ الذين ماتوا جوعًا لأنهم تحلّوا بالشجاعة للدفاع عن أرضهم وحضارتهم ومعتقداتهم وحريتهم".

من جهته تحدث السفير الأوكراني عن هذه المجاعة الكبرى التي حصلت قديما في بلاده، معتبرا "أنها لم تكن وليدة الصدفة بل أنّ النظام الجشع في ذلك الوقت أراد إبادة المزارعين الأوكرانيين لأنّهم الوحيدين الذين كانوا يتمتعون بالخلفية الاجتماعية لمقاومة السلطة الاشتراكية. وما زالت أوكرانيا تعاني من آثار هذه المأساة لأنّ الأسس الاجتماعية والتقاليد والثقافة الروحية والأصالة قد تأثرت بشكل كبير". وأكد "أن أوكرانيا تبذل أقصى جهودها اليوم لإعلام المجتمع الدولي عن حقيقة المجاعة الكبرى أي إبادة الشعب الأوكراني".
ويشار إلى أن هذه المجاعة الكبرى قد حصلت في أوكرانيا بين عامي 1932-1933 وقد حصدت أرواح بين 3.5 و5.5 مليون شخص. وقد تمت هندسة هذه المجاعة من قبل النظام السائد في هذا الوقت من أجل قتل الملايين من الأوكرانيين بما فيهم ممثلي الجنسيات الأخرى الذين يعيشون في أوكرانيا، من خلال قطع إمدادات الأغذية عنهم في البلاد وتصفية كل من حاول تزويدهم بالطعام. وقد بقيت هذه الإبادة الجماعية سرا حتى إستقلال أوكرانيا عن الإتحاد السوفياتي في العام 1991، حينها بدأت تنكشف أسرار هذه المأساة.