دياب رعى الإحتفال باليوم المخصص للغة الإيطالية وكرم غدي الرحباني لتوزيعه ألحانا لبنانية لأوركسترا المتوسط
الذي نظمه المركز التربوي للبحوث والإنماء في قصر الأونيسكو في حضور المدير العام للتربية فادي يرق، مدير التعليم الثانوي محيي الدين كشلي، رئيس المصلحة الثقافية أنطوان حرب، رئيس منطقة بيروت التربوية محمد الجمل والمستشار الإعلامي ألبير شمعون، وجمع من مديري المدارس والثانويات الرسمية والخاصة التي تعتمد الإيطالية وأساتذة اللغة وتلامذتها الذين غصت بهم قاعة القصر.
بعد النشيدين اللبناني والإيطالي إنشادا من التلامذة، ألقت منسقة مشروع تعليم اللغة الإيطالية في المركز التربوي للبحوث والإنماء دعد قاسم كلمة شكرت فيها الوزير والسفير على الرعاية والحضور، لافتة إلى "الجهود التي يبذلها الملحق الثقافي الإيطالي الجديد في إندفاع المشروع وتوسيع أطر التواصل الثقافي بين البلدين وشكرت الفنان والمؤلف الموسيقي غدي الرحباني الذي كتب التوزيع الموسيقي الأوركسترالي لخمسة وخمسين عازفا، وشمل هذا التوزيع عددا من الألحان اللبنانية التي عزفتها أوركسترا شباب المتوسط في مدينة ألكامو في صقلية، وأبرزت وجه لبنان الحضاري المشرق".
ثم بدأ الحفل الفني المسرحي الذي شارك في تقديمه كل من تلامذة ثانوية فخر الدين وثانوية لور مغيزل وثانوية نزيه البزري وثانوية حسن خالد ومدرسة صربا، وتناولت مواضيع الأغاني والاسكتشات المسرحية الأبجدية الفينيقية وتداخل اللغات العربية والإيطالية في الحياة اليومية وفي الثقافة المشتركة والمآكل المشتركة".
بيتشيكي
وألقى مدير مشروع طريق الرجاء فيتو إميليو بيتشيكي كلمة قال فيها: "أتوجه بالشكر إلى رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء، الدكتورة ليلى مليحه لدعوتها الكريمة التي منحتني فرصة حضور هذا الاحتفال المهم.
وأعرب عن تقديري وشكري الجزيل لمعالي وزير التربية في هذا البلد الرائع لتلبيته دعوتنا على رأس وفد ضم المدير العام للتربية، الدكتور فادي يرق، ورئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة مليحه، ومنسقة المشروع دعد قاسم لحضور مؤتمر " طريق الرجاء" الذي عقد في شهر أيار الماضي".
اضاف: "ويعود الفضل في إطلاق الاوركسترا السيمفونية لشباب المتوسط إلى مساهمتهم الكريمة من خلال التنسيق مع المعهد الوطني العالي للموسيقى والمايسترو جمال أبو الحسن وإدخال أربعة طلاب موسيقيين كانوا جزءا فاعلا في هذه التجربة غير العادية إلى جانب طلاب موسيقيين من اليونان وتونس وصقلية. خمسون عازفا قدموا المقطوعات الموسيقية التي مثلت بلادهم. أما بالنسبة الى المؤتمر عام 2014، فستضم الاوركسترا موسيقيين من بلدان أخرى لتصبح اوركسترا السلام حقا".
وختم: "ونتمنى أن يستطيع هؤلاء الشباب الموسيقيون تقديم عروضهم الموسيقية في جميع البلدان المشاركة في هذه التجربة الفنية غير العادية بدءا من لبنان".
فياض
ثم ألقت فياض كلمة قالت فيها: "اللغة الايطالية في لبنان مساحة ثقافية تفتح بين ضفتي المتوسط فضاءات ملونة غزيرة الألحان، ومتنوعة الاتجاهات. وها نحن نلتقي مع تلامذتنا وفي رعاية أساتذة المدارس ومديريها في تعاون وثيق بين المركز التربوي للبحوث والإنماء والمديرية العامة للتربية ومديريين التعليم الثانوي والابتدائي التابعين لها، لنتابع هذا المشروع الحيوي الذي نصر على استمراره وتطويره، على الرغم من العوائق التي تعترضه والتي أدت الى تضاؤل عدد الثانويات المشاركة من 22 إلى 8 ثانويات".
اضافت: "إننا نعول كثيرا على وجود الملحق الثقافي الإيطالي السيد أتيليو دي غاسبيرس بيننا، ونستبشر خيرا بنشاطه وحركته الدائمة لإعادة الاندفاع والمساهمة معنا في إزالة العوائق من أمام تطوير مشروع اللغة الايطالية كلغة أجنبية ثانية في العديد من مدارسنا.
لقد انبثقت من هذا المشروع أنشطة جديدة، آخرها شبكة مدارس حوض المتوسط، وقد شاركنا برفقة معالي الوزير وسعادة المدير العام للتربية في الأوركسترا السمفونية لشباب المتوسط التي جمعت طلابا من دول عديدة في صقلية منذ أشهر قليلة، كما شارك طلابنا في دراسة عن الدور الفينيقي في المتوسط العام الماضي.
إننا على استعداد للعمل هذا العام على إنشاء المركز التربوي الذي طرحه الأستاذ بيتشيكي لتطوير الأوركسترا السمفونية لشباب المتوسط وتعزيز التعاون بين المربين والمعلمين في المدارس الواقعة على حوض المتوسط".
وختمت: "أتطلع مع القائمين على المشروع وفي مقدمهم منسقة اللغة الإيطالية السيدة دعد قاسم وإدارة التربية ومديري المدارس والثانويات الرسمية وطلابها لكي نصل الى تنسيق أعمق بين الحكومتين اللبنانية والإيطاليةـ ولكي لا يضيع الجهد الذي بذلتاه، ولكي تثمر الجهود المبذولة منا جميعا في تحقيق هذه التظاهرة الثقافية الرائعة المتجلية بهذا اللقاء السنوي إحتفالا بأسبوع اللغة الايطالية في العالم وبيوم اللغة الايطالية في لبنان".
دو غاسبيريس
وألقى الملحق الثقافي الإيطالي أتيليو دو غاسبيريس كلمة بالعربية أعرب فيها عن شكره وتقديره للتلامذة ومدارسهم وأساتذتهم للعروض الفنية التي قدموها باللغة الإيطالية، وعبر عن استعداده لبذل الجهود "لكي يعود مشروع اللغة الإيطالية إلى سابق عهده، فينطلق بقوة ويأخذ مداه بين المدارس الرسمية والخاصة".
مورابيتو
ثم ألقى مورابيتو كلمة قال فيها: "كما هو الحال في السنوات السابقة، بسرور عظيم وامتنان، تقبلت الدعوة للمشاركة في هذا الاحتفال الجميل والمؤثر لعروض التلامذة اللبنانيين الذين اختاروا درس اللغة الايطالية بحماسة لافتة. وهذا ما يجعلني مقتنعا بأن تدريس اللغة الايطالية في المدارس الرسمية اللبنانية يشكل واحدا من الإجراءات الفعالة لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين بلدينا، وكذلك عاملا لتوفير فرص عمل أفضل للشباب اللبناني".
اضاف: "لذلك أود أن أشكر المركز التربوي للبحوث والإنماء، بشخص رئيسته ليلى مليحة فياض، فقد تبنت هذا المشروع منذ نشوئه قبل 13 عاما حين ولدت مساهمة وزارة الخارجية والسفارة الايطالية في لبنان لإطلاق هذا المشروع، ونحن عازمون على مواصلة تقديم جميع أشكال التعاون".
وتابع: "كذلك أود أن أعبر عن امتناني وتقديري لمنسقة المشروع الأستاذة المعطاءة دعد قاسم، التي ساهمت في وضع أسس المشروع واستكمال متطلباته بالتعاون مع المعهد الثقافي الايطالي بشخص مديريه السابقين ومديره الحالي الاستاذ أتيليو دي غاسبيريس، بهدف زيادة عدد الصفوف والتلامذة وتعزيز علاقات التبادل الثقافي مع زملائهم الإيطاليين".
وختم: "خالص شكري وتقديري الكبير للوزير البروفسور حسان دياب، لدعمه الشخصي والرسمي لمشروع تعليم الايطالية الذي آمنت به أنت ومعاونوك. وفي هذا السياق، أود أن أشير إلى المساهمة الخاصة والحماسة الدائمة التي يقدمها الاستاذ فادي يرق، المدير العام للتربية، وهذا مثال واضح على وجود إدارة عامة فعالة تسعى الى الانجاز".
الرحباني
بعد ذلك سلم الوزير دياب والسفير الإيطالي درعا تكريمية للفنان والمؤلف غدي الرحباني الذي ألقى كلمة شكرهما فيها ورئيسة المركز التربوي والمدير العام للتربية والملحق الثقافي على هذه المبادرة، معتبرا أن "مجرد التفكير في التكريم يعني أن اللفتة الحلوة وصلت، لأن المحبة الصادقة هي الأهم بالنسبة إلي. إن رسالتي هي إسعاد الناس وإظهار وجه لبنان الحضاري والثقافي والإنساني ومحو وجهه المحارب العنفي والقاتل، لأن المحبة والتلاقي بين الشعوب هي الجسور التي نعبرها لنصل إلى الكمال".
اضاف: "إن ما أديته لا يستحق التكريم، لأني قمت بواجبي تجاه الشباب الذين يضحك لهم المستقبل، والذين أدوا بأناملهم الصغيرة الساحرة أجمل الأعمال اللبنانية والعالمية، وبرهنوا عن تقنية وثقافة موسيقية عالية. فماذا يميز لبنان غير الفنون والأدب والشعر والثقافة والحضارة والعلم والطبابة والسياحة والبيئة والأخلاق والتربية والعائلة؟ إن هذه الصفات إجتمعت في هؤلاء الشباب الذين اشتركوا مع غيرهم من دول المتوسط لكي يتواصلوا عبر أجمل وأرقى لغة، وهي لغة الموسيقى التي تدخل القلوب من دون إستئذان".