الجامعة اللبنانية الأميركية والسفارة الاسبانية والاونيسكو احتفلوا بالابجدية الفينيقية
نظمت مؤسسة لويس قرداحي - LAU بالتعاون مع السفارة الاسبانية وعلى مدى ثلاثة أيام احتفالية "أيام اسبانيا على طريق الفينيقيين"، وذلك ضمن فعاليات "الحوار الثقافي المتوسطي"، وبمساهمة من مؤسسات عدة، منها: أوتيل فينيسيا، مؤسسة "سرفانتس" الاسبانية في بيروت، الطريق الفينيقي - مجلس أوروبا، مؤسسة الابحاث الجامعية التاريخية في ايبيريا (اسبانيا)، جامعة جايين الاسبانية، ومركز الاونيسكو في جبيل.
وامتدت الاحتفالية على مدى ثلاثة أيام واستهلت بمعرض ضم 20 لوحة مصورة عن "مسارات الفينيقيين" في أوتيل فينيسيا وتلته ندوة في مركز الاونيسكو في جبيل، واختتم بمعرض "الابجدية الفينيقية" في مؤسسة لويس قرداحي - LAU في جبيل للفنانة النحاتة والمهندسة المعمارية نايلة رومانوس إيليا حمل عنوان "الابجدية الفينيقية: ثقافة حية ومعاصرة" وذلك في مقاربة عصرية وحداثية للابجدية الفينيقية التي تعتبر الابجدية الاولى في العالم. وتقارب الفنانة إيليا هذا الموضوع من زاوية عناصر علوم الرياضيات للتعبير عن نفسها و"رواية" قصص ما ورائية تجعلها اقرب الى جذورها او تعيدها الى الجذور الفينيقية. وبمعنى أخر تحمل هذه المنحوتات الفنية الى احياء الحاضر من خلال استحضار الماضي. ويتم عرض الابجدية الفينيقية في شكل فردي وبطريقة يراد منها الحوار فيما بينها وتعكس حب الفينيقيين للبحر وتراثهم البحري الكبير في الملاحة والتجارة. مع الاشارة الى ان هذه المنحوتات عرضت سابقاً في لبنان وفرنسا والامارات العربية المتحدة.
كما تضمنت الاحتفالية في مؤسسة لويس قرادحي - LAU ندوة للاختصاصي والاستاذ في تاريخ شرق المتوسط الدكتور مارك م. ابو عبدالله عن "اختراع الابجدية" التي تعود الى القرن 11 قبل المسيح، والتي كانت مدينة جبيل القديمة مسرحاً لولادتها أو انطلاقتها ثم انتشرت تدريجياً في حوض المتوسط وعبرت كل الحدود بين الامم. وتحدث ابو عبدالله عن قوة الابجدية الفينيقية التي استعملتها واعتمدتها مختلف الجماعات الاجتماعية - الثقافية في العالم القديم للتعبير عن نفسها.
واعتبر مدير مؤسسة لويس قرداحي - LAU الدكتور رشيد شمعون في مداخلات له على امتداد الايام الثلاثة من الاحتفالية الاسبانية بالفينيقيين ان هذا التفاعل بين الاسبان والفينقيين يدخل في صلب عمل المؤسسة وخطتها التي تشتمل على أنشطة داخلية على مستوى لبنان، وخارجية على المستوى العالمي للفت الانتباه الى "الدرب الفينقي" وهذا التراث العظيم. واوضح ان خطة عمل "الدرب الفينيقي" الاستراتيجية للعام 2020 تشتمل على الترويج للتراث الفينيقي، وتعزيز ما هو متوفر منه، الى جانب تأمين استمرارية وديمومة هذه الثقافة من خلال ادوات التواصل والاعلام والتي تصب جميعاً في خانة تطوير قطاع السياحة وتعزيزه.
يشار الى ان مؤسسة لويس قرداحي - LAU تحظى بمقعد دائم في اللجنة العلمية لاتحاد "الطريق الفينيقي" ضمن المجلس الثقافي لاتحاد اوروبا، كما تم انتخاب مدير المؤسسة رشيد شمعون كرئيس اتحاد "الطريق الفينيقي" في تشرين الاول 2018 ، ويضم هذا الاتحاد كل من اسبانيا، فرنسا، ايطاليا، مالطا، كرواتيا، اليونان، تونس، البرتغال، والسلطة الفلسطينية الى جانب لبنان. ويربط مشروع "الطريق الفينيقي" بين ثلاث قارات و 18 دولة تضم 80 بلدة ومدينة ترتبط بطريقة او بأخرى بالتراث الفينيقي.