خوري لخريجي الأميركية: تخيلوا كم سيكون العالم أسوأ بدون تأثيركم وبدون قادة ظهروا من هذه الجامعة
نظمت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB)، المرحلة الثانية من تخريج طلابها، للسنة الأكاديمية الحالية، البالغ عددهم 1649 طالبا وطالبة، وذلك باحتفال أقامته على أرض "الملعب الأخضر" داخل حرم الجامعة.
حضر الاحتفال وزير الدفاع الوطني إلياس بو صعب وزوجته الفنانة جوليا بطرس، النائب هنري الحلو وعقيلته، الوزيرة السابقة وفاء الضيقة حمزة، الوزير السابق بيار رفول، المديرة العامة للتعليم المهني والتقني بالتكليف هنادي بري، أعضاء مجلس الأمناء ونواب الرئيس والعمداء والمدراء وأساتذة الجامعة، يالإضافة إلى ذوي الطلاب ومهتمين.
بعد دخول موكب الخريجين وموكب رئيس الجامعة ووكيل الشؤون الأكاديمية والعمداء وأعضاء مجلس الأمناء بالأثواب الاحتفالية، بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، ليلقي بعدها رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، كلمة، فقال: "هذه هي اللحظة التي تنضمون فيها إلى صفوف لامعة من رجال ونساء، يفخرون بأن يحملوا اسم خريجي الجامعة الأميركية في بيروت. لقد نلتم هذا الحق من خلال عملكم الشاق وشجاعتكم في مواجهة التحديات. الليلة تحتفلون وتأخذون مكانكم في زمالة خريجي الجامعة الأميركية في بيروت، الذين غيروا العالم من حولنا".
أضاف: "ولكن مهلا لحظة، أسمعكم تفكرون. ما هو الأمر العظيم جدا بشأن العالم في العام 2019! ماذا فعلت الأجيال السابقة هنا في الشرق الأوسط، أو في العالم قاطبة في هذا السياق، غير خوض الحروب العبثية، وتشويه النظام الإيكولوجي للأرض، أو إطلاق لا مساواة، لا يمكن تصورها بين من يكتنزون الثروة والسلطة، وأولئك الذين ليس لديهم شيء؟ وستكون حجة واهية أن أقول، تخيلوا كم سيكون هذا العالم أسوأ، من دون التأثير الملطف لخريجي الجامعة الأميركية في بيروت، ومن دون القادة الذين ظهروا من هذه الجامعة، والذين يتشاركون في القيم الراسخة، التي تعلمتموها من مثل المسؤولية الاجتماعية، والعدل، والنزاهة، واحترام الحوار السلمي".
وتابع: "وصحيح أن مؤشرات عديدة تقول لنا إن عالمنا يصبح أقل صحة وسعادة وأمنا، وأقل قابلية للحياة. لكن السؤال الذي أطرحه عليكم هذه الليلة ليلتكم، يا صف متخرجي العام 2019 من الجامعة الأميركية في بيروت، هو ماذا ستفعلون لإحداث تغيير، وجعل العالم مكانا أفضل؟".
وأردف: "في سنواتكم في الجامعة الأميركية في بيروت، ستكونون قد تعلمتم أن هناك هدفا للحياة، هذه الكلمة المحورية في شعار الجامعة الأميركية في بيروت، التي ترونها في كل مرة تدخلون سيرا على الأقدام عبر البوابة الرئيسية "أن تكون لهم حياة، وأن تكون حياة أفضل". أديب أميركي عظيم آخر، رالف والدو إمرسون، كان محقا عموما عندما كتب: "هدف الحياة ليس أن يكون المرء سعيدا. بل أن يكون مفيدا، أن يكون شريفا، أن يكون رؤوفا، أن يحدث بعض الفرق لأنه عاش، وعاش جيدا".
وأكمل: "الآن دوركم أيها الخريجون، أن تنطلقوا إلى العالم بكامل الثقة، والامتياز، والتيقظ للفرصة. وسوف تتعلمون، بالتأكيد، الثمن المؤلم للامتياز، فيما يشرق عليكم واقع اليوم. بالنسبة لكم، يا متخرجي العام 2019، ليس لدي شكوك. أنتم عازمون على السعي إلى تحقيق المثل الأعلى في العيش جيدا، وأن تكون لكم حياة أفضل. لقد سبق وأنرتم القرى في عكار والبقاع؛ أعطيتم وقتكم لإرساء جسور بين اللاجئين في لبنان والمجتمعات المستضيفة لهم؛ وفرتم ما يلزم للتعليم والرعاية الصحية للبنانيين الأكثر حرمانا، للمعوقين، للعمال الأجانب. طلابنا، أنتم رواد شباب في الصحة، وفي الأعمال التجارية، وفي العلوم، وفي الفنون، وفي الزراعة وفي هندسة مستقبل أفضل. أوغندا، والجزائر، وغانا، ولبنان، وسوريا، والولايات المتحدة، وفرنسا، والبلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم، تنتظر هكذا رواد. بماذا ننصحكم في آخر يوم لكم كطلاب في حرمكم الجامعي الحبيب؟".
وقال: "أنا أتفق مع إمرسون من حيث المبدأ. ابحثوا عن أمر ذو معنى لكم، لقضاء بعض الوقت فيه. أنتم الأفضل والألمع، وأنتم الأمل للأوقات القادمة. ولكنكم ستفون بهذا الأمل وبأحلامكم وتطلعاتكم فقط، إذا اخترتم القيام بما يشبع ذاتكم: مثل القيام بدور، بوظيفة، بمهنة يمكن أن تحدث فرقا لكم وللآخرين. إلحقوا شغفكم. إلحقوه بشكل جيد وبالكامل، وقوموا بذلك مع آخرين حيث ما أمكن. عضو مجلس أمنائنا مروان المعشر تدرب على الهندسة الميكانيكية، في الجامعة الأميركية في بيروت وفي بوردو. لكنه اختار اللحاق بشغفه، والالتزام بالاشتمالية السياسية، والاقتصادية، وبالإصلاح في أرضنا العربية هذه. بينما العالم بالتأكيد يمكن أن يستفيد من مهندس ميكانيكي آخر رائع، لكنه لا يقدر أن يستغني عن قائد فكري شجاع ودؤوب، يرى الأشياء "التي لم تحصل أبدا ويسأل لم لا"، على حد تعبير روبرت كينيدي".
أضاف: "أنا أختلف مع إمرسون من دون ضجيج، بقدر ما تعجبني فكرته أن يعيش المرء جيدا. السعادة مهمة. ركزوا عليها. اقضوا بعض الوقت في سبيل ذلك. عيشوا حياة متوازنة وسعيدة، ولكن أيضا حياة هادفة، حيث يمكنكم الاستمتاع بما تقومون به. منذ سنوات عديدة، اشتكى زملائي في إيموري، من عدد الاجتماعات عند السادسة صباحا والتي طلبت منهم حضورها. قالوا لي إنني أسبب اختلال توازن العمل والحياة لديهم. "هذا مضحك" رددت عليهم: "الحياة هي ما ستستعيدونه، عندما أجد من هم أصغر سنا وأقل تكلفة منكم للقيام بعملكم!" بدلا من ذلك، ربما كلمات ويليام شكسبير، قد تعدل كلمات إمرسون (وطبيعتي الهوسية). "أحب الكل، ثق بالقلة، لا تخطئ بحق أحد".
وختم "وهكذا، يا متخرجي العام 2019، الشجعان والمتميزين والناجحين، انطلقوا في سلام، لجعل العالم مكانا أفضل من ذلك، الذي وجدتموه أمامكم. استديروا وحيوا أهلكم وعائلاتكم، وأصدقاءكم ورفيقاتكم ورفقاءكم. وكما كتب ذات مرة أبوقراط، والد الطب الغربي: "الحياة قصيرة، الفن مديد، والفرصة عابرة، والتجربة غادرة، والحكم صعب". ولكن هذا الطريق أكثر متعة بكثير في صحبة الأصدقاء والأحباء".
كلمة الخريجين:
ثم ألقى كلمة الخريجين الطالب أرمان خدرلريان من كلية الآداب والعلوم وكلية سليمان العليان لإدارة الأعمال، الذي قال: "الأربعاء 2 أيلول 2015. أول يوم لي كطالب في الجامعة الأميركية في بيروت. كنت قد تخرجت حديثا من مدرسة أرمنية صغيرة في قلب بيروت، وكنت هنا، أشق طريقي من الحرم الجامعي العلوي إلى كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال، في جامعة تضم أكثر من عشرة آلاف طالب".
أضاف: "غمرتني مشاعر الإثارة والقلق، عندما دخلت صفي الأول في هذه الجامعة العريقة. كان صف محاسبة، وعلى الرغم من أنني لم أكن أعرف أي شخص في صفي، ولم تكن لدي أدنى فكرة عن ماهية المحاسبة، فقد شعرت أن هذه بداية لرحلة مثيرة للغاية. الآن بعد أربع سنوات، لقد أكملت شهادة مزدوجة في الأعمال والاقتصاد، ولقد سافرت في جميع أنحاء العالم: من لوس أنجلوس إلى أثينا، ومن نيويورك إلى مونتريال، ومن فلوريدا إلى ألمانيا، ممثلا الجامعة الأميركية في بيروت في بطولات دولية. حصلت على العديد من الجوائز مع فريق الجامعة الأميركية في بيروت لكرة القدم، وكنت عضوا في مجموعة من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت، أدارت حقيبة بمليون دولار في الأسواق الاقتصادية. انتخبت ممثلا للجسم الطلابي في اللجنة الجامعية للطلاب والأساتذة، وأخيرا ها أنا أقف هنا، أمامكم جميعا اليوم، لأقرأ هذا الخطاب".
وتابع: "أذكر كل ما تقدم، لأبرز الواقع، وهو أن الجامعة الأميركية في بيروت ليست جامعة مثل غيرها. إنها مؤسسة جاهزة لقبول أي طالب، كائنا ما كان عرقه أو إثنيته أو دينه أو جندره، ولتزويده بطريق إلى النجاح وإمكانية أن يكون ممتازا. وهذا ما قام به كل الطلاب هنا، بطريقة أو بأخرى. كل عملنا الشاق قد آتى ثماره، وصرنا في نهاية الرحلة الرائعة، وحان وقت الوداع والانتقال إلى المغامرة القادمة".
وأردف: "عن هذه النقطة، ونيابة عن كل طالب، أود أن أقول: شكرا. شكرا لجميع الآباء والأمهات والعائلات، الذين قدموا لنا الدعم طوال حياتنا وضحوا بكل شيء، ليعطونا كل شيء. إلى أمي باتيل، وأبي هرانت، أقول إن الحب والعناية اللذين أغدقتماهما علي طوال حياتي، هما أكثر مما كان يسعني أن أتمناه، ولهذا أنا شاكر إلى الأبد. شكرا لأساتذتنا ومعلمينا وإدارتنا، وكل شخص ساهم في جعل الجامعة الأميركية في بيروت، ما هي عليه اليوم من جامعة مذهلة، لأنكم سمحتم لنا باكتساب خبرة تعلمية لا مثيل لها في المنطقة. شكرا لرفاق صفنا وزملائنا من الطلاب، الذين بدونهم لم تكن هذه التجربة فريدة ومثيرة، بقدر ما أنا متأكد من أنها كانت كذلك لكل واحد في جمعنا".
واستطرد: "وأنت أيتها الجامعة الأميركية في بيروت، سنفتقدك، وسنفتقد أيضا نهائي دوري أبطال أوروبا الليلة، لكن بصراحة أيتها الجامعة، وأنا متأكد من أنني أعبر عن لسان حال معظم الطلاب الموجودين هنا اليوم، إن لم يكن كلهم، أن السنوات التي أمضيناها في هذا الحرم الجامعي الجميل، سوف تبقى أبدا في ذاكرتنا، كأجمل أيام حياتنا وأكثرها ثراء. وعلى الرغم من أنه في غضون بضعة أشهر سيكون خريجو العام 2019 قد انتشروا في جميع أنحاء العالم، فأنا أعلم أن كل واحد منا، سيتوق دائما للعودة إلى الجامعة وإلى لبنان".
وختم "الجامعة الأميركية في بيروت، هي الإسمنت الذي جمع أكثر من ألف وستمئة طالب يتخرجون معا. لكن الوقت قد حان لتفترق مساراتنا. وعلى الرغم من أننا قد نتبع مسارات مختلفة بأهداف مختلفة، فإنه يجب أن يكون هناك شيء واحد يجمعنا: مسعانا لتحقيق العظمة. الوضاعة هي العدو، والعمل الجاد والتفاني والمثابرة هي الأدوات التي ستساعدنا في التغلب عليها. ابقوا جائعين يا خريجي الجامعة الأميركية في بيروت. لكن ابقوا هادفين. خاطروا. إحلموا كثيرا، ولا ترضوا بأي شيء أقل مما تريدون حقا أن تحققوه في الحياة، وافعلوا كل ما في وسعكم لتحقيق ذلك. نحن مدينون لأنفسنا بأن نبذل كل الوقت، والموهبة، والجهد المطلوب لتغيير أنفسنا ووطننا وعالمنا للأفضل. الحقيقة هي أن تخرجنا من هذه الجامعة العريقة هو خطوة رائعة في الاتجاه الصحيح. ولكنها بالضبط، خطوة. رحلتنا إلى النجاح قد بدأت للتو. وإذا كان هدفنا هو الوصول إلى النجوم، فقد علمتنا الجامعة الأميركية في بيروت كيفية الوصول إلى هناك. كونوا فخورين بما أنجزتموه، وفخورين أكثر بما ستنجزونه في هذه الرحلة الرائعة التي ندعوها الحياة".
روي
بدورها، قالت مناصرة الضعفاء والرئيسة والمديرة التنفيذية لمؤسسة "ماستركارد" ريتا روي، التي كانت قد تسلمت الدكتوراه الفخرية في الإنسانيات خلال حفل البارحة، في كلمتها، مخاطب المتخرجين: "تهانينا، لقد نجحتم، أجريتم امتحانكم الأخير، وسلمتم ورقتكم البحثية الأخيرة، وأنتم الآن خريجو الجامعة الأميركية في بيروت للعام 2019، استمتعتم بآخر مهرجان "أوتدورز" فيها كطلاب، وربما شعرتم بالذنب لأنكم كان يجب أن تدرسوا للامتحانات النهائية عوضا عن ذلك، لقد رأيتم أمورا كنتم تعتقدون أنكم لن تروها أبدا في حياتكم، مثل انتصار فريق الأساتذة المتحد، على فريق كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة، بضربات الجزاء، في المباراة الكبرى، واليوم تنضمون إلى صفوف الخريجين المتميزين".
أضافت: "خلال هذه السنوات معا، تطورتم وصرتم تشكلون مجتمعا رائعا، ربحتم مباريات الشعر الارتجالي ومسابقات دراسات الحالات في كلية إدارة الأعمال، ونلتم جوائز في الحوار وفي الهندسة المعمارية، وتم اختياركم كأنجح النساء العربيات في مجال الكمبيوتر، تطوعتم لتعليم الانكليزية للاجئين السوريين وتعليم العربية للطلاب التبادليين الأجانب، صنعتم شيئا جميلا، والآن أنتم تعبرون بوابة الجامعة الرئيسية إلى بقية حياتكم".
وتابعت: "العالم الخارجي يبدو مختلفا اليوم، تتخرجون في وقت هو رائع ومهول في وقت واحد، إنها لحظة تقدم وإمكانيات غير مسبوقة في التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي والابتكارات والعلاجات والإنجازات، ولكنها أيضا لحظة صراع وأسى وكوارث من صنع الإنسان - ما يسميه صديقي العميد إيمان، الواقع الصعب هناك في الخارج، إنه عالم تواصل لا مثيل له، لكنه أيضا برج بابل، حيث يبدو أن الجميع يتكلم ولا أحد يصغي، إنه عالم حيث الهاتف الموجود في جيبك يحتوي على معلومات أكثر من المكتبات القديمة العظيمة، لكنه عالم يفتقد بشكل جارح إلى التمييز بين المعلومات والحكمة".
وإذ سألت "كيف وسط هذا الجمال الأخاذ، وهذا التغيير المذهل - ترتفعون فوق الضغينة، والضوضاء، واللؤم، والإصلاحات الفورية المغرية، للعثور على هدف حياتكم؟ كيف تكتشفون السعادة والوئام والمغزى؟ وعلى حد تعبير الشاعرة الكبيرة التي خسرناها هذا العام الماضي، ماري أوليفر: قل لي، ما الذي تنوي القيام به، بحياتك الغالية والثمينة"؟، قالت: "ليس لدي إجابات أو محاضرات معينة أقدمها، ولكن يمكنني أن أقول لكم ما رأيته، عملية الاكتشاف - فعل الصيرورة - تستغرق مدى الحياة، وطالما أنتم على قيد الحياة، فلن ينتهي هذا العمل أبدا، فعلى الرغم من كل ما ننجزه، نبقى جميعا عملا قيد التنفيذ، رسالتي اليوم تدور حول العمل، الذي يتعين عليكم القيام به لأنفسكم، والعمل الذي ستقومون به لبعضكم البعض، وبالنسبة للكثيرين منكم، التحدي الأول الذي ستواجهونه، عند التخرج، هو العمل على أنفسكم، لإيجاد وظيفة واختيار اتجاه، اعرفوا إجماليا أين تريدون أن تذهبوا، كونوا منفتحين على ما يأتي في طريقكم، في الواقع، لا تهربوا من المفاجآت".
أضافت: "أنا كنت دائما حالمة، وعندما تخرجت، كانت خطتي بسيطة: تغيير العالم، ومثل العديد من الحالمين، لم أحصل على الوظيفة التي أردتها، وشاهدت زملائي في الصف، واحدا تلو الآخر، يحصلون على وظائف ذات رواتب عالية كخبراء في البنوك الاستثمارية، ومستشارين، شككت في مكاني في العالم، وبعد الدراسات العليا، عملت لفترة قصيرة في الأمم المتحدة، لدهشتي، وجدت أن هذه الوظيفة لا تلائمني، وبعد عدة خيبات، عرض علي منصب في شركة عالمية للعناية الصحية، كان ذلك بعيدا كل البعد عن القانون والدبلوماسية، اللذين يغيران العالم، أو هكذا ظننت، مسيرتي في الشركة جعلتني أزور إفريقيا للمرة الأولى - قارة أصبحت مع الوقت مركزية في قصة حياتي، تحولت مسيرتي المهنية في الشركة إلى فصل دراسي غير عادي، نقلتني إلى عوالم السياسة العامة والأخلاق والعمل الخيري والتغيير الاجتماعي، بطريقة غير متوقعة وغير مخطط لها ورائعة تماما، حضرتني لدوري في المؤسسة اليوم، إلا أنني حينها، لم أكن أعرف ذلك".
وتابعت: "عندما تنظرون إلى الوراء، تعلمكم الحياة أنه من الأفضل القيام بالتخطيط بأثر رجعي، أما عندما تتطلعون إلى الأمام، فما تحتاجون أن تكونوه حقا، هو أن تكونوا منفتحين وجاهزين لتجارب جديدة، هذه الحقيقة لا تزال تدهشني، شخص نشأ في مدينة صغيرة للغاية في ماليزيا، هو الآن على رأس مؤسسة عالمية مقرها في كندا وممولة بهبة وقفية من شركة أميركية، وتركز على معالجة قضايا الفقر في إفريقيا، وهنا في لبنان، نادرا ما تجري الحياة بخط مستقيم، طبعا تعرفون ذلك كونكم تعيشون في لبنان، إيجاد طرق مبتكرة للتغلب على التحولات والمنعطفات في الحياة، باتت جزءا من الحمض النووي للبلاد، هذه هي الروحية التي دفعت طلاب الجامعة الأميركية في بيروت، في أحلك أيام الحرب الأهلية، إلى الحلم وإقامة أول مهرجان "أوتدورز" في الجامعة الأميركية في بيروت على الإطلاق، إنها روحية الإبداع، روحية التحدي، هذه الروحية نفسها يمكن أن تساعدكم على الازدهار في عالم معقد".
وتابعت "هذه أيضا هي روحية طلاب الجامعة الأميركية في بيروت، الذين أطلقوا مبادرة التحول الأخضر في طرابلس، عندما فشل نظام القمامة في المدينة، لم يشتكوا أو يلوموا، وجدوا الحلول، لذلك، أود أن أحيي طلاب الجامعة الأميركية في بيروت المميزين، الذين يقومون أيضا ببناء قطاع إعادة التدوير في لبنان، ويعلمون جيلا جديدا أن ينتقل إلى أسلوب حياة مستدام، وبالروحية ذاتها، قام ثلاثة طلاب بكالوريوس في الجامعة الأميركية في بيروت من الصومال وروندا، بتأسيس جمعية غير حكومية فائزة بجوائز، دعوها "عزاء للصومال"، أفادوا مما تعلموه هنا في الجامعة الأميركية في بيروت لحل مشاكل مجتمعاتهم المحلية، يجب أن تفتخروا كثيرا بأن هؤلاء المبدعون الاجتماعيون، مطلقو التغيير، هم طلاب في الجامعة الأميركية في بيروت، ويشرفنا أنهم أيضا طلاب حاصلون على المنح من مؤسسة ماستركارد".
وأردفت: "يوجد عالم من الحلول، لكنكم لن تجدوها إذا نظرتم بعيدا عن المشاكل، تعلموا احتضان المشكلات الموجودة في وسطكم -أحبوها، حتى، ولن تجدوا حلولا فحسب، بل ستجدون أيضا معنى ونجاحا على طول الطريق، نحن لا نحل المشاكل بمفردنا، نحن بحاجة إلى المجتمع، في أوقات عدم اليقين، يحتاج العالم إلى المزيد من المشاركة الإنسانية، المزيد من التفاهم عبر الثقافات، وليس أقل، وفي عالم مضطرب، يمكن للمجتمع أن يكون مصدرا للعزاء والاستقرار والحلول".
واستطردت: "كلنا جزء من مجتمعات متعددة تشكل نسيج حياتنا: المجتمعات المهنية، المجتمعات الفكرية، المجتمعات الثقافية، المجتمعات الروحية، لقد ولدنا في بعضها، والبعض الآخر انضممنا إليه، والبعض الآخر نقوده، قد تأتي من قرية صغيرة ولكن تجد نفسك في قبيلة من المهندسين المعماريين والمهندسين، من المحدودية أن يرى المرء في إطار واحد فقط، كل واحد منا يحمل جموعا، من المفيد أن نرى بعضنا بعضا بهذه الطريقة، كونوا كرماء في الترحيب بالآخرين، وكونوا نهمين في التعلم منه، خذوا لحظة للتفكير في الأشخاص الذين ما كنتم قابلتموهم، أبدا لو لم تكونوا في الجامعة الأميركية في بيروت، فكروا فيما كنتم ستفتقدونه لولا هذا اللقاء، لذا أشجعكم على أن تضعوا أنفسكم في طريق لقاء يمكن أن يغير الحياة، اللقاء مع الاختلاف، هذا هو الطريق الذي يصبح فيه الغرباء أصدقاء، حيث تصبح الخيوط الثقافية المختلفة، جزءا من نسيج الإنسانية المشتركة".
وأكملت "اليوم هذه الجامعة تعود إلى أرقى تقاليدها، حين تجمع هنا الناس من مختلف أنحاء إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأوروبا والأميركيتين، للبحث عن المعرفة، دعوا روحية الترحيب هذه تكون جزءا من زادكم، وغالبا ما تنجم مشكلات العالم عن المجتمع، ولكن يمكن أن يحلها المجتمع أيضا، فكروا فيما ستساهمون به، فكروا في طبيعة المجتمعات التي تدخلونها، هل ستكون متقوقعة وراء أسوار أو ستكون منفتحة؟ مبنية على الامتعاض المشترك أو الإنسانية المشتركة؟ وعندما تفشل، كما تفعل جميع المجتمعات في بعض الأحيان، هل ستحمل الغرباء المسؤولية وتهاجمهم أم ستحاسب نفسها وتتعلم؟ مجتمعاتكم ستقولبكم، ولكن تأكدوا أنكم أنتم أيضا ستقولبون مجتمعاتكم، وفي بعض الأحيان يمكن لصوت واحد أن يكون حاسما، فليكن هذا الصوت صوتكم، استخدموه".
وختمت بحكمة "شخص آخر من كتابي المفضلين، خليل جبران، لأنه الأفضل، "إنكم تشتغلون لكي تجاروا الأرض ونفس الأرض في سيرها، إذا اشتغلت فما أنت، سوى مزمار تختلج في قلبك مناجاة الساعات فتتحول إلى موسيقى العمل"، وقالت "يمكن أن يبدو لكم اليوم وكأنه نهاية، لكنه أيضا بداية، اليوم يقف أمامكم العالم، في الواقع، فإن آمال قرى ومدن صغيرة ومجتمعاتكم، تحملونها الآن على أكتافكم، لا تخافوا، أعلم أنكم ستقومون بأمور مذهلة، لديكم معرفة وأصدقاء ومجتمع قمتم ببنائه هنا، واليوم وأنتم تمرون عبر البوابة الرئيسية، فلتجدو الفرح في الرحلة وهدفكم في المشكلات التي تحلونها، فتكون لكم الحياة، وتكون حياة أفضل، حظا سعيدا".
الشهادات
وسلم الدكتور خوري والعمداء بعد ذلك، الخريجين شهادتهم، وبلغ عددهم 1649 يتوزعون على الشكل التالي:
- الزراعة: 124.
- الآداب والعلوم: 618.
- الهندسة والعمارة: 494.
- العلوم الصحية: 70.
- إدارة الأعمال: 305.
- التمريض: 38.
وكرر الخريجون تلاوة خطاب القسم الخاص، باختصاصهم، ليختتم الاحتفال بنشيد الجامعة، بأداء خاص مباشر، ورمي القبعات في الهواء.