مؤتمر حول التصوف والأخلاق في الإسلام في الجامعة الأميركية في بيروت

عقد كرسي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB)، مؤتمرا دام يومين حول التصوف والأخلاق في الإسلام. وهدف المؤتمر إلى إعطاء الجمهور العريض فهما أعمق للتصوف والأخلاق فيما يتعلق بالإسلام، وهو من تنظيم الأساتذة بلال الأرفه لي، ومحمد رستم، ورضوان السيد.

السيد
وقد شكلت هذه المبادرة فرصة فريدة لاستكشاف رؤى مختلفة بشأن النظرة إلى الإسلام والتصوف. وقال الدكتور السيد: "منذ بزوغ فجر القرن الحادي والعشرين، طرحت رؤى جديدة في كل مجالات الدراسات الإسلامية. الرؤية أو الرؤى للعلماء المسلمين الشبان تتشابك ولا تتضارب، وهي تعددية وحيوية جدا في ميادين الثقافة والعلوم".


الأرفه لي
بدوره، قال رئيس دائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى الأرفه لي: "على طول مسار التصوف، طور الصوفيون مقامات شديدة التعقيد. وهذه المحطات الصوفية التي تسمى عادة الفضائل، قد تفسر لماذا يتكلم بعض الباحثين في مجال التصوف المعاصرين عن الأخلاق الفضلى الصوفية".

أضاف: "هذا المؤتمر يهدف إلى دفع دراسة التصوف إلى الأمام عبر الجمع بين مختلف الأصوات التي تسعى إلى معالجة العلاقة الدقيقة بين التصوف والأخلاق في عصور إسلام ما قبل الحداثة وباكر الحداثة، وفي الإسلام المعاصر".

رستم
بدوره، عرض رستم إطار المؤتمر وقال: "مختلف الجلسات تركز على التواؤم بين المعطيات والحدود. التصوف هو بالطبع ليس فقط تقليدا تاريخيا لكنه أيضا يشكل ويستمر في تشكيل نسيج الخطاب الأخلاقي والروحي في العالم الحديث".

الشيخ
من ناحيتها، قالت عميدة كلية الآداب والعلوم في الجامعة الدكتورة ناديا الشيخ: "بعد حوالي خمسين عام، وفيما نكرس هذا المؤتمر للذكرى المئوية لولادة الراحل الشيخ زايد، نعرب عن التزامنا بمواصلة مهمة الكرسي في توفير المنصة الدولية والإقليمية للدراسات الإسلامية والعربية، وتحديد خطط محتملة لابتكار وإعادة بناء هذا المنحى في هذا اليوم وهذا الزمن".

أضافت الشيخ: "تظل الجامعة الأميركية في بيروت بيئة مثالية للحوار المعاصر والمتعدد التخصصات في الدراسات الإسلامية، وكموئل رئيسي للباحثين والعلماء، والطلاب لتبادل المعارف في هذا المجال".

وأمل منظمو المؤتمر "نشر مجرياته التي ستساعد في توثيق النتائج وتفرعها إلى مجالات أخرى، مثل التصوف والأخلاق في الصين وجنوب شرق آسيا".

الجدير ذكره، أن المؤتمر صادف الذكرى المئوية لولادة الراحل الشيخ زايد، وقد عالج الجوانب المختلفة للروحانية من خلال الأفكار والتعابير الصوفية الهامة في القرون الوسطى مثل الحزن والصبر. ورسم الخطباء الأنماط وأساليب الكتابة المختلفة التي حافظت على مروحة من الزخارف والصور واللوحات الصوفية الأدبية. وتناولت جلسات المؤتمر كذلك التقليد الكلاسيكي الصوفي وكيف تلقاه وأعاد تشكيله بعض أهم الشخصيات الصوفية في مناطق مختلفة مثل غرب أفريقيا وروسيا في القرن التاسع عشر والقرن العشرين.

كما أن مقر كرسي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للدراسات العربية والإسلامية هو في كلية الآداب والعلوم في الجامعة، وتعود جذوره إلى 150 ألف دولار تبرع بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العام 1972 إلى الجامعة لإنشاء كرسي للدراسات الإسلامية. وبعد أربع سنوات فقط، في العام 1976، قام الشيخ زايد بن سلطان بإعطاء منحة ثانية بقيمة مليون دولار إلى الجامعة لإنشاء صندوق وقفي ليضمن أنه سيكون هناك دائما كرسي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الجامعة.

وقد مول صندوق الشيخ زايد الوقفي أكثر من 150 منحة طالب مساعد في الدراسات العليا لمتابعة تحصيلهم للماجستير في دراسات الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية. وقد سمح مدخول الصندوق للجامعة الأميركية في بيروت بتوظيف عدد من العلماء البارزين في الجامعة لتمكينها من توسيع ما تقدمه من برامج أكاديمية ورفع مكانتها في هذا الاختصاص المرموق.