شهيب وريتشارد أطلقا مشروع كتابي 2: 90 مليون دولار هبة لتحسين القراءة والرياضيات

أطلق وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان السيدة إليزابيث ريتشارد مشروع "كتابي 2 " في مؤتمر صحافي عقد في "مدرسة الأوروغواي الرسمية" في حضور المدير العام للتربية فادي يرق، ومديرة "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" آن باترسون، وفريق عمل الوكالة، ومستشارا الوزير أنور ضو وصلاح تقي الدين، و"مدير التعليم الأساسي جورج داود|، ومديرة "الإرشاد والتوجيه" هيلدا الخوري، ورؤساء المناطق التربوية نهلا حاماتي ومحمد الحمصي وجيلبير السخن والمسؤولين عن المشروع وفاء قطب وبوليت عساف، وتربويين.

السفيرة الأميركية
وتحدثت ريتشارد فشكرت للوزير ولأركان الوزارة وللمركز التربوي ولمديرة المدرسة راشيل شدياق حسن الإستقبال وقالت: "كما تعلمون، بصفتنا أكبر مانح للبنان، أنا أقوم بالكثير من حفلات افتتاح البرامج والكثير من الحفلات الختامية. وعلى رغم أننا نعلم أن لهذه البرامج تأثيرا، إلا أنه يصعب أحيانا رؤية هذا التأثير، وبخاصة عندما نقوم بتنفيذ برامج النمو الاقتصادي أو بناء القدرات أو نشر التوعية".

وأضافت: "اليوم، أستطيع أن أرى النتائج التي نحصل عليها، وآمل في أن تستطيعوا ذلك أيضا. أرى مجموعة كاملة من الأطفال المتحمسين الذين تحسنت مهارات القراءة لديهم في شكل كبير. أرى أطفالا يحبون المجيء إلى المدرسة لأن القدرة على القراءة فتحت لهم عوالم جديدة واسعة. وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي، شهدنا نجاحا كبيرا في هذاالبرنامج. فاسم البرنامج: جودة التعليم نحو الوصول وتحسين التعليم الأساسي، أو نطلق عليه اسم: كتابي".

وقالت: "لقد ساعد المشروع هذا، وعلى مدى أربع سنوات، وزارة التربية والتعليم العالي والمركز التربوي للبحوث والإنماء في تحسين تعليم القراءة - والنتائج - على مستوى البلاد. وإن القراءة تفتح الباب أمام التعليم والازدهار والنمو الاقتصادي، ولهذا يركز (كتابي) على القراءة باللغة العربية - هذه هي اللغة الأساسية لأطفالكم. والنتائج هي البرهان لنجاح هذا البرنامج".

واستطردت: "أود أن أتوقف هنا لأقول شيئا لا يسنح لي قوله عادة: لقد شهدنا تحسنا بنسبة 79 في المئة في مستويات القراءة بين الطلاب الـ 10,000 الذين جرى امتحانهم. وهذه نتيجة لا يمكنني إلا أن أحلم بها في الكثير من المشاريع الأخرى التي نعمل عليها. وأعتقد أنكم والوزير يجب أن تفخروا بها. لقد ركزنا في المشروع أيضا على بناء القدرات، ودربنا أكثر من 1000 معلم ومعلمة على أحدث الممارسات التعليمية، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا في الصفوف. كما ووزعنا 200,000 كتاب قصة باللغة العربية في كل المدارس الرسمية. وعندما يتعلم الأطفال سبل القراءة، ويتاح لهم كتبا ممتعة على مستواهم التعليمي في القراءة، يحبونها ويصبح التعلم ممتعا وأكثر فاعلية".

وقالت السفيرة الأميركية: "كانت لكتابي تأثيرات أخرى أيضا، حيث أن معلمي المدارس الرسمية الممتازين في لبنان يرتقون بفضل الأدوات الجديدة التي اكتسبوها بموجب هذا النهج الجديد. إلى جانب الصف، وضع برنامج كتابي، إلى جانب وزارة التربية والتعليم العالي والمركز التربوي للبحوث والإنماء، معايير قراءة وطنية لقياس التقدم المحرز وتقييم فعالية التدريس. ويقوم كتابي الآن بنشر هذه المعايير في كل المدارس الرسمية، ما يضمن استمرار الطلاب الحاليين والمستقبليين في الاستفادة من البرنامج. نظرا إلى أننا متحمسون جدا للنجاح الكبير الذي حققه كتابي1، يسرنا أن نطلق اليوم كتابي 2. هذا الاستثمار البالغ 90 مليون دولار هو ضعف حجم البرنامج الأصلي".

وأكدت: "سيمكننا مبلغ الـ 90 مليون دولار الإضافي من توسيع تعليم القراءة إلى لغات أخرى، وتعزيز أساليب جديدة لتعلم الرياضيات، وتزويد المدارس بمزيد من الموارد. والأهم من ذلك، نحن نخلق بيئة تعليمية شاملة ومنسقة - لكل طفل، في كل مدرسة رسمية. ويعود تاريخ شراكة أميركا مع قطاع التعليم في لبنان إلى أكثر من 150 عاما، ما يجعل التعليم حجر الزاوية في قيمنا المشتركة. منذ 2006، خصصت الولايات المتحدة ما يقرب من 400 مليون دولار لمبادرات من اجل دعم أجيال من الطلاب الشباب الذين يتعلمون، من متعلمي المرحلة الابتدائية إلى طلاب الجامعة. ونحن فخورون جدا بهذه النجاحات".

وأضافت: "السيد الوزير، إن استثمارنا المشترك في الجيل المقبل من لبنان لم يكن ممكنا لولا القيادة المستنيرة لوزارة التربية والتعليم العالي، ولحضرتكم وفريقكم وكذلك للوزير السابق مروان حمادة وفريقه. شراكتهم النشطة وانفتاحهم على دمج أساليب تعليمية جديدة في المناهج الدراسية هي السبب وراء هذا التحسن الكبير الذي شهدته المدارس الرسمية في لبنان. معا، نجعل المدارس الرسمية في لبنان تصبح المؤسسة التي يطلبها ويتوقعها الأهل والتي يستحقها الأطفال. وإنني أتطلع إلى مواصلة هذه التحسينات من خلال كتابي 2. وأنا حقا سعيدة لحضور الجميع معنا هنا اليوم للاحتفال بهذا الالتزام الجديد من الولايات المتحدة الأميركية، ونتطلع إلى استكمال الرحلة معك حضرة السيد الوزير".

شهيب
وقال الوزير شهيب في المؤتمر: "بعد نجاح مشروع كتابي الذي تابعناه في محطات كثيرة مع من سبقنا من الوزراء، يسرنا أن نطلق اليوم مشروع كتابي بنسخته الثانية، مع سعادة سفيرة الولايات المتحدة... وهو مشروع ينطلق من المكونات التي نجح المشروع الأول في تأسيسها وإطلاقها بنجاح، ليضيف إليها مكونات جديدة تتعلق بتعزيز القراءة والرياضيات وتدريب أفراد الهيئة التعليمية تجعلهم متمكنين من العناية بالجانبين الإجتماعي والإنفعالي عند المتعلمين، إضافة إلى موضوع رفع قدرات العاملين في وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء لمواكبة ورشة التحديث التربوي والتعليم التفاعلي الرقمي، وتجديد المناهج التربوية".

وقال: "لإننا نتوجه بالشكر والتقدير إلى الحكومة الأميركية عبر سعادة السفيرة الصديقة، من أجل الهبة الجديدة المتمثلة بمشروع كتابي الثاني... كما ونشكر لفريق العمل في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الجهود التي يبذلها مع الوزارة والمركز التربوي، لتوفير عناصر إنجاح العملية التربوية، وضمان جودة التعليم".

وتابع: "أود أن أنوه بأن هذه الهبة تأتي في الوقت الذي تشهد البلاد توجها نحو التقشف في الإنفاق العام على المستويات كافة، ولأن التربية قضية وطنية وحيوية، فإن هذه الهبة الكريمة هي تعبير عن الثقة الأميركية بأداء وزارة التربية والمؤسسات التابعة لها، كما وأنها تعبير عن إلتزام الولايات المتحدة الأميركية بمستقبل لبنان المتمثل بتأمين أفضل الظروف للتعليم والتطوير التربوي لأبنائه ولجميع المتعلمين الموجودين على أرضه. شكرا للولايات المتحدة الأميركية على هبتها، وشكرا لسعادة السفيرة".

جولة
بعد ذلك جال الوزير والسفيرة والوفد المرافق على أحد صفوف المدرسة، واطلعوا على مستوى المتعلمين الذين أنشدوا الأناشيد والقصائد وقرأ الكثير منهم النصوص، وعبروا عن ترحيبهم بالوزير والسفيرة، ما ترك تأثيرا إيجابيا لديهما، ولدى المسؤولين التربويين الذين يتابعونهم يوميا".

ومن ثم تفقد الوزير في المبنى نفسه "وحدة الإرشاد والتوجيه" في حضور المدير العام ومديرة الإرشاد والمسؤولين التربويين، واطلع على نشاط الوحدة في المدارس والثانويات والمهام التي تضطلع بها في زياراتها الميدانية للمدارس والعمل مع المعلمين والإدارة على تحسين نوعية التعليم.

وفد تربوي فرنسي
من جهة ثانية استقبل شهيب الملحق الثقافي في سفارة فرنسا في لبنان سيرج نيلفن، على رأس وفد من وزارة التربية الفرنسية ضم: غيلا زنياتي، فريدريك مولر ورودلف دلمي، ومكتب امتحانات البكالوريا الفرنسية في السفارة وضم: مرسيل ساروفيم وبولين ثوارون في حضور رئيسة دائرة الامتحانات في الوزارة أمل شعبان، ورئيس مصلحة التعليم الخاص عماد الأشقر والمستشار أنور ضو.

وأطلع شهيب الوفد على الاجراءات الإدارية والتربوية واللوجستية والفنية الجارية في الوزارة تحضيرا للامتحانات الرسمية.

وأكد حرص الوزارة على اتخاذ كل الإجراءات التي تضمن الجو الملائم والهادئ للمتعلمين المرشحين إلى امتحانات الشهادة الرسمية، وتسهم في تنظيم العمل وحسن سيره في مراكز الإمتحانات.

وأبدى الوفد الفرنسي ارتياحه إلى التحضيرات الجارية في وزارة التربية في لبنان للامتحانات الرسمية.

كما وأشاد الوفد بالإجراءات الجارية على هذا الصعيد، والتي تهدف إلى اجراء امتحانات رسمية على مستوى عال من الشفافية والصدقية والنزاهة على اعتبار أن هذا الأمر يصب في مصلحة الطلاب المرشحين للإمتحانات، ومصلحة الحفاط على مستوى عال وراق للامتحانات الرسمية في لبنان.