توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة ريشة بيار صادق داوود: جعل السياسة تخرج من كلاسيكيتها لتصبح نوعا من الفنون
أقيم حفل توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة "ريشة بيار صادق" في نسختها الثالثة، في حرم الاكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة "الألبا"، الذي كان الفنان بيار صادق من خريجيها، برعاية وزير الثقافة محمد داوود وحضور وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية مي شدياق، الوزيرين السابقين ملحم الرياشي وزياد بارود، السيدة منى الهراوي، مدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، ونخبة من الاعلاميين واصحاب شركات الاعلان وزوجة الفنان حنان واولاده وليد وعمر وغادة.
صادق ابيلا
بعد النشيد الوطني، تحدثت رئيسة مؤسسة بيار صادق غادة صادق ابيلا، مرحبة بوزير الثقافة والوزراء والحضور، وقالت: "كاريكاتور بيار صادق يبقى من الثوابت التي لا تتبدل، ويبقى في ضمير كل حر، واذا كان المواطن يسأل في زمن بيار، هل رأيتم ماذا رسم بيار صادق اليوم؟، فالسؤال يبقى كما هو الآن ولكن مع تغيير الصيغة فقط، ليصبح، هل رأيتم ماذا كان يرسم بيار؟".
وتابعت: "بيار صادق حمل قضية في ريشة، لم يزل الحبر فيها ملآن، لذلك هدفت مؤسسة بيار صادق، من خلال جائزة ريشة بيار، ان تجد في الطلاب والمستقلين، الذين يرسمون الكاريكاتور استمرارية لجرأة بيار وريشته الحرة التي كلفته احيانا تهديدات عدة ودخول السجن، ولكنه وفي كل مرة كان يزداد اقتناعا بحرية التعبير".
داوود
ونوه الوزير داوود بابداع بيار صادق، قائلا: "لم أسمع ولا مرة أن بيار صادق أوصل فكرته او صورته من خلال الشتائم او الصور المخلة في الأداب، وهذا ما يزيد من دهاء بيار، ومكره طبعا في طريقة ايجابية، في ايصال رسالته بطريقة ذكية ورمزية دون ان يؤذي مشاعر احد".
وتابع: "كانت صورة بيار صادق تحرر ضمائرنا، وتدفعنا الى الكلام عندما يخيم الصمت، وهذه قمة الرقي والثقافة والذكاء، وكل هذه الصفات تجسدت في بيار صادق الذي كان يتخطى بريشته جميع الخلافات والفروقات ويجعل المواطن مسمرا امام الشاشة ليرى كيف كان الفنان يعبر عن المواقف السياسية والاجتماعية بطريقة خلاقة ومبدعة، وهو كان أول من جعل من الكاريكاتور فنا تلفزيونيا".
وختم داوود قائلا: "لم يترك لنا بيار صادق أرشيفا غنيا، بمثابة ما ترك لنا مجموعة من القيم والمبادئ وجعل السياسة تخرج من كلاسيكيتها لتصبح نوعا من الفنون". وشدد على "أهمية الشباب المبدعين في كل المجالات وخصوصا في مجال الفنون، وربط بين الحرية والثقافة، وأكد "ان وزارة الثقافة ستبقى داعمة لكل الشباب الذين هم البنى التحتية في بناء الاوطان".
الرياشي
وكانت كلمة للرياشي بصفته رئيس لجنة جائزة بيار صادق لهذا العام، الذي شبه "قصة بيار صادق والحرية ولبنان بقصة الاسطورة الاغريقية التي لعن فيها الاله زوس الانسان، وجعله يفتش عن توأمه الذي انفصل عنه". وقال: "قليلا ما تلتقي الحرية مع الاوطان، ولكنها تلتقي في معظم الاحيان مع اشخاص، مع اعلاميين، مع ابطال، وبيار كان واحدا منهم".
وتابع: "نادرا ما تسمعنا الحرية عندما نناديها، وعندما تسمعنا، تسمعنا بالاحمر، اي بلون الدماء".
وذكر الرياشي "طائفة من رجالات الوطن، التي تسمعنا الحرية من خلالهم من كمال جنبلاط الى السيد موسى الصدر، رفيق الحريري، جبران التويني، سمير قصير وغيرهم، وبعد صورة الاحمر والدم، تأتي الحرية".
ورأى ان "ريشة بيار صادق كانت فعلا بوزن الوطن"، مناشدا "الجيل الجديد بأن يتمثل بجرأة بيار صادق ، سعيا الى الحرية"، مؤكدا "ان ليس هنالك من شيء يقال في حضرة بيار صادق بيننا، الا ليحيا بيار صادق ويحيا لبنان".
توزيع الجوائز
وفي ختام الحفل وزعت الجوائز على الطلاب، وفاز في المرتبة الاولى للرسامين المستقلين رسام الكاريكاتور العراقي مخلد حبيب من بين 270 مشتركا و360 كاريكاتورا مشاركا في نسخة هذا العام. وعن فئة الطلاب فازت نور عواد بالمرتبة الاولى وتلقت جائزة ريشة بيار صادق ورحلة الى باريس للمشاركة في معرض presse citron للرسوم الاعلانية الذي تنظمه Ecole Superieure Estienne ومجموعة كتب بيار صادق.