ابو غزالة في ندوة عن تثقيف المبتكرين: التعليم يتراجع في العالم ودور المؤسسات التعليمية تخريج باحثين عن وظائف

حاضر عضو مجلس الاعيان الاردني الدكتور طلال ابو غزالة في ندوة بعنوان "تثقيف المبتكرين وليس الباحثين عن عمل"، في "قاعة سمير زعبري" لمحاضرات العلوم في الجامعة الأميركية في بيروت، في حضور عدد من عمداء وأساتذة وطلاب الجامعة.

بداية، سرد ابو غزالة نبذة عن حياته منذ "نزوحه وعائلته من فلسطين ابان النكبة ووصولهم الى لبنان واستقبالهم من قبل مختار بلدة الغازية صديق والده رضا خليفة الذي أمن لهم مسكنا، وطلب من تجار البلدة عدم تقاضي الاموال من عائلة ابو غزالة لقاء ما يشترونه من حاجيات"، كذلك تحدث عن "وضعهم المادي السيىء خلال اللجوء بالاضافة الى التحديات والصعوبات والمعاناة التي واجهها، وصولا لتلقيه التعليم المدرسي والجامعي في الجامعة الاميركية في بيروت بعد نيله منحة من وكالة غوث اللاجئين "الأونروا"، معتبرا ان حياته "كانت عبارة عن معاناة ما لبثت ان تحولت الى بركة".

وتوجه ابو غزالة بالشكر الى الجامعة الاميركية الذي تخرج منها، معتبرا ان "الجامعات والكليات تعطي الشهادات لطلابها كي يبحثوا عن وظائف وانه كان واحدا من هؤلاء لانه تخرج بنية حصوله على وظيفة مهمة براتب عال"، معتبرا ان "هذا كان هدف التعليم منذ اكثر من 150 عاما وان هذا الامر للأسف لا يزال كما هو".

ورأى ان "كل الذين يدرسون في الكليات والجامعات لا يقومون بذلك بهدف ان يكونوا متعلمين، بل يريدون شهادات بهدف الوظائف"، داعيا الى "محاكمة وزارات التعليم والجامعات في كل انحاء العالم لانها لا تقوم بعملها، لان دور المؤسسات التعليمية هي تخريج باحثين عن الوظائف، وهو أمر لا نحتاجه بالفعل وهو امر كارثي".

ولفت الى ان "التعليم يتراجع في كل انحاء العالم"، معتبرا ان "كل عباقرة وقياديي العالم لم يحصلوا على شهادات، فـ بيل غيتس مثلا لم يكمل تعليمه في الجامعة او غيره من القياديين".

واعتبر ان "التعليم ليس هو المدارس والجامعات، بل هي تعطي المفتاح لدخول الحياة، تماما كما اعطته الجامعة الاميركية هذا المفتاح"، مشددا على انه "لا يتذكر شيئا مما درسه في الجامعة وهذا حال الخريجين بعد عشرات السنوات من تخرجهم".

واشار الى ان "التعليم لم يتطور منذ 150 عاما حتى اليوم وهو لا يزال عبارة عن اساتذة وكتب وامتحانات"، لافتا الى ان "التعليم لا يتطور كما الدواء لانه لا يوجد دماغ يشبه الآخر".

وختم: "اننا عالميا نتجه الى الثورة الصناعية الرابعة التي تختلف عن الثلاث السابقات، وهي ثورة المعرفة التي تشمل كل شيء بحيث اننا سنعيش في عالم ذكي لدرجة ان احفادنا سينظرون الينا وكأننا عشنا في العصر الحجري، لانهم سيعيشوا مع الآلات في مجتمع واحد، فنحن اليوم نستخدم الآلات اما في المستقبل فاننا سنعيش معها".