أيوب ممثلا حمادة في تكريم مشرفية: المطلوب حماية جامعتنا الوطنية من كل أشكال النزاع والتنازع
أقامت الجامعة اللبنانية، في قاعة المؤتمرات في مجمع رفيق الحريري في الحدث، احتفال ذكرى الدكتور حسن مشرفية، برعاية وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة ممثلا برئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب، العميد الركن ربيع طربيه ممثلا قائد الجيش العماد جوزيف عون، الدكتور وليد صافي ممثلا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، نقيب المحررين الياس عون، رئيس المجلس الوطني للبحوث العلمية البروفسور جورج طعمة، عميد كلية العلوم في الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران، نائب رئيس الجامعة اليسوعية الدكتور توفيق رزق، رئيس رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد صميلي، رئيس رابطة قدامي أساتذة الجامعة اللبنانية الدكتور عصام الجوهري، السيدة ليلى حسن مشرفية، ممثلي الجامعات الخاصة وعدد من العمداء والمديرين وموظفي الجامعة اللبنانية والطلاب.
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة، رحب الدكتور محمد مهدي بالحضور ونقل عن لسان " كريمته عايدة حسن مشرفية انه "طوال ولايته لعمادة كلية العلوم، لم يأل البروفسور حسن مشرفية جهدا لتحسين مستوى شهادتها ومحتربة النظام الزبائني والوساطات، فارضا الكفاءة مقياسا وحيدا للتوظيف. كما تحول إلى داعية لا يتعب في سبيل إدخال الفكر العلمي إلى إدارة الأمور العامة".
بدران
وألقى بدران كلمة قال فيها: "الدكتور حسن مشرفية سيرة طويلة من العطاء وصبح متواصل من الإبداع. أستاذ في كلية العلوم، عميد لها، وزير للتصميم. كلها مراتب شمخت بالدكتور مشرفية وشرفها حضوره في معتركها، حيث كان مصداق القول بأن الرجل من يصنع المناصب وليس العكس".
واضاف:" كانت العلوم بيته الأول، فأمدها بأسس الحياة ودعم استقرارها وبروزها، ومن منا ينكر فضله في السعي إلى تأمين الأرض لتشيد صرحها المتألق على أرض الحدث، والتي امتدت لتحتضن مختلف كليات الجامعة اللبنانية حتى غدت علما مشعا في سماء لبنان، يستظله الباحثون عن النجوم في عتم الزمان، ويرفد الوطن بأعمدة الإبداع والنجاحات".
وتابع:" العميد حسن مشرفية كانت هويته الجامعة اللبنانية واكتفى بها شرفا، زرع عيونه في البحث العلمي فأنبت واحات فكر وأصالة، نبض قلبه في عيون الحروف الجامدة فدبت فيها الحياة ولانت، أشار بإصبعه إلى مخطوطات التاريخ فوقف الزمان على طرف إصبعه، صار الماضي حاضرا والحاضر ورشة بناء مع من عاونه من رفاق الدرب".
الجوهري
ثم كانت كلمة للجوهري قال فيها: "لسنا هنا لتكريم البروفسور حسن مشرفية بل لنتكرم به، ونعيد الاعتبار لمواقفه وممارساته وأفكاره من اجلنا ومن أجل الجامعة. نفتقده اليوم أكثر من أي وقت مضى مثالا نضاليا وأخلاقيا لأهل الجامعة وأصدقائها".
وأضاف: "تشكل مرحلة الخمسينيات إلى السبعينيات مرحلة التأسيس المتكامل للجامعة اللبنانية أي أن تأسيس الجامعة يشكل أهم معالم هذه المرحلة وهو أهم حدث في التاريخ اللبناني، وهو أعرق واشرف عمل سياسي في لبنان القديم والحديث والمعاصر، وانعكس على الحياة السياسية في البلد بل في المنطقة عامة حيث يجيء الحديث على الديمقراطية في لبنان وكذلك حرية الإعلان وحرية الكلمة والتنمية، بهذه المرحلة بالذات لا قبلها ولا بعدها. إنها مرحلة بناها حسن مشرفية وكوكبة من الأساتذة النقابيين والأكاديميين المناضلين".
طعمة
وألقى طعمة كلمة قال فيها:" إن اجتماعنا اليوم يسهم في إلقاء الضوء على قامة من قامات العلم وعلما من أعلام الجامعة الوطنية، فقد سعى ونجح في تشييد بناء كلية العلوم وتجهيزها بالمختبرات والمعدات الحديثة، واستملاك قطع كافية من العقارات التي بني عليها فيما بعد هذا المجمع، وهو من واضعي قوانين وأنظمة الجامعة اللبنانية ولا سيما قانون التفرغ".
واضاف: "من ضمن المهام الموكلة للمجلس وضع سياسة البلد العلمية، فبعد أن يوافق المجلس على هذه السياسة، التي أسهم هو بوضعها، يعود لمجلس الوزراء تعديلها أو قبولها. ولذا تم الحصول على مخطط واضح لكل القطاعات البحثية يغطي كل لبنان ويدل على أهم الحقول المنتجة والتي يمكن تنفيذها".
وتابع:"ولقد سعى البروفسور مشرفية دوما للتنسيق بين مواضيع البحث في جامعات لبنان، ودعا للتعاون فيما بينها فسهل اللقاءات المنتجة، فكان من حسن حظي أن اجتمع فقيدنا الدكتور مشرفية في منزلي مع عميد كلية الطب في الجامعة اليسوعية التي تزودت بذات المعدات الفيزيائية الموجودة في كلية العلوم. ولقد اهتم المجلس بعدها بتطبيق خطة تهدف إلى إعداد باحثين واساتذة جامعيين من حملة الدكتوراه في مختلف حقول الاختصاص، فأعطى منحا كافية في الخارج والداخل توقف عطش البلد إلى أساتذة جامعيين وإلى باحثين يواكبون تقدم البلدان الطالعة".
مشرفية
بدورها ألقت ابنة المكرم ليلي مشرفية، كلمة قالت فيها:" كان والدي يؤمن بفضاء العلم كوسيلة لتقدم المجتمع. وكان يقول أنه من دون تقنيين كفوئين في مختلف أركان المعرفة لا نستطيع بناء الوحدة والسلام في الوطن. وإن التحدي الكبير للبنان هو أن يستطيع أن يخرج بنفسه علماء وخبراء من مستوى عال. في رأيه هذا هو الاستقلال الأكثر إنجازا".
أيوب
ومن ثم كانت كلمة رئيس الجامعة البروفسور أيوب قال فيها: "بكثير من العزة والفخرِ نلتقي اليوم في الجامعة اللبنانية، لتكريم حسن مشرفية هذا العلم، الذي نعتبر تكريمه تكريما للجامعة اللبنانية وتكريما للبنان، الوطن الذي أراد بناءه على صورة الجامعة التي عاش لها وعمل لها وحلم أن تكون المثل والمثال".
أضاف:" شرفني معالي وزير التربية والتعليم العالي الأستاذ مروان حمادة أن أتكلم في هذه الاحتفالية، باسمه كراعٍ للاحتفال وبإسمي كرئيس للجامعة اللبنانية التي تفخر بأن يكون معالي البروفسور حسن مشرفية، العميد المؤسس لكلية العلوم فيها، أحد بناتها وعمالقتها، ورافعي شعار (لا شيء أغلى من المعرفة، سوى حب المعرفة والشهادة لها)".
وتابع: "إنه زمن حسن مشرفية وعصر المجاهدين الكبار الذين ناضلوا، في سبيل إنشاء كيانٍ لبنانيٍ أكاديميٍ متكاملِ الاختصاصات، يتصف بالتنوع العلمي والنوعية الفكرية المايزة للمجتمع اللبناني، الذي رأى فيه البروفسور مشرفية صفة الفرادة الثقافية والتكامل الحضاري.
حسن مشرفية، هو الذي (حرض على طلب الحقيقة بتواضع والدفاع عنها بعناد)، ماذا كان ليقول في جامعتنا الوطنية اليوم، التي تعاظم دورها، وتعددت كلياتها وزادت اختصاصاتها، حتى أصبحت من المؤسسات الأساسية في بناء الوطن وتطوير قدراته العلمية والبحثية، بما يمكننا من القول بفخر "إن الجامعة اللبنانية هي مستشار الجمهورية"...وهي في خدمة كل لبنان ومؤسساته".
وأردف:" انني إذ أعتز بمسؤوليتي في ترؤس هذه المؤسسة، جامعة كل اللبنانيين، وأتعهد بالحفاظ على ازدهارها والحفاظ على رفعة مستواها وجودة واعتماد التعليم فيها.
أفتخر كثيرا بكلام معالي الوزير مروان حمادة وموقفه الثابت من الجامعة الوطنية، وهو الرافض لانتهاك استقلاليتها، ولأَيِ دعوة أو فكرة تقسيمية، لن يقبل بها عاقل ولا يرتضيها حريص على وحدة المجتمع والعيش المشترك، الذي هو ميزة لبنان، وبخاصة في زمنٍ تكثر فيه الشرذمات".
وقال:" إنها جامعتنا الوطنية المطلوب أن نحميها من كل أشكال النزاع والتنازع، وأن نبقيها فوق أي خلاف أو مزايدة، وأن نحافظ عليها بعيدا من التطييف والتسييس، متعهدين، العمل معا، ومع كل الغيورين على دور الجامعة ورسالتها الوطنية، مؤمنين بأن ما تحققه الجامعة بكلياتها ومجلسها وإدارتها وهيئاتها التعليمية والإدارية والطالبية، سيبقى بإذن الله وتعاون كل أهل الجامعة هدفنا الأول للوصول بجامعتنا إلى أعلى مراتب العلم وأرقى رتب التخصص وأحدث البحوث العلمية".
أضاف: "نعم، إن الجامعة اللبنانية التي تذخر بالعطاءات والكفايات، ترتسم في أفقها تحديات كثيرة وتطلعات واسعة، سنجهد لتجاوزها بانفتاح وثقة، مستذكرين حسن مشرفية ورفاقه في النضال المعرفي، يوم كان رائدا مع باقة من الرواد المؤسسين والأكاديميين والطلاب المناضلين، الذين أسسوا وركزوا وأعلوا الصروح العلمية.
وإذ نتذكر، نذكر أنك يا دكتور مشرفية عام 1963، لم تكن متروكا لوحدكَ في مطلبِ إنشاء كلية العلوم. يومها، كانت كل مكونات الشعب اللبناني وما زالت، متحدة خلف جامعتها الوطنية، وكان الطالب نبيه بري رئيسا لاتحاد طلاب الجامعة اللبنانية الذي أعلن إضرابا مفتوحا حتى صدور القرار ببناء مجمع للجامعة اللبنانية على الأرض المخصصة لها في الحدث، وركيزتها كلية العلوم. وباشر تواصله مع قادة البلاد، فاجتمع مع رئيس الكتائب اللبنانية الشيخ بيار الجميل، وزعيم حزب النجادة عدنان الحكيم، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط، من أجل دعم الجامعة وتمتين قدراتها، ورفعوا جميعهم شعار: "لا نريد كنيسة ضد مسجد، ولا مسجدا ضد كنيسة، بل نريد جامعة لكل لبنان". هؤلاء جميعا وغيرهم وقفوا مع الجامعة اللبنانية، هذه هي تطلعاتهم، وهذا هو فكرهم الذي التقى مع فكر حسن مشرفية".
وختم: "تقديرا من الجامعة اللبنانية لمكانة الراحل نطلق اليوم اسمه على مبنى كلية العلوم تخليدا لذكراه، كما نعيد رفع اللوحة التي تم فيها افتتاح الكلية عام 1970 احتراما لمن رعى وشارك في افتتاحها ومنهم فقيدنا الكبير. أما لبنان بشخص رئيس الجمهورية منحكم بناء على طلب معالي الوزير مروان حمادة وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط تقديرا لجهودكم وتاريخكم وعطائكم".
وفي الختام تسلمت السيدة ليلى مشرفية من البروفسور أيوب وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، وتم إزاحة الستارة التكريمية لإطلاق اسم البروفسور حسن مشرفية على كلية العلوم.