مؤتمر عن التعليم غير النظامي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
نظَّم معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع جامعة ميشيغن في الولايات المتحدة، مؤتمرا عن التعليم غير النظامي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويأتي المؤتمر في سياق ضرورة تأمين التعليم المستدام للاجئين السوريين في لبنان وسائر دول الشرق الأوسط، خصوصا أن الأزمة السورية التي دخلت عامها الثامن أسفرت عن جيل من الأطفال اللاجئين المفقودين والمصابين بصدمات نفسية، في حاجة إلى التعليم المستدام خلال فترة النزوح. وفي ظل هذه الأزمة بذلت البلدان التي تستضيف اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالتعاون مع المجتمع الدولي، جهودا جبارة لتسهيل وصول اللاجئين إلى نظام التعليم الرسمي، كما عملت على مشاركة العديد منهم في التعليم غير النظامي.
وتخلل المؤتمر الذي دام يوما واحدا، ثلاث جلسات تم خلالها عرض نتائج دراسة عن حالة التعليم غير النظامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وعرض المشاركون في المؤتمر المناهج التي تمَّ تطويرها لتحسين نجاح هذا التعليم. وسلط المؤتمر في هذا السياق الضوء على أهمية التفكير النقدي والذكاء العاطفي، بالإضافة إلى طرح نظرة عامة للعوامل التي تشجع على المشاركة في التعليم غير النظامي.
بدأ المؤتمر بكلمات افتتاحية للدكتور مايكل روبنز من جامعة ميشيغن وجامعة برنستون والدكتورة هناء الغالي مديرة برنامج "التعليم والسياسات الشبابية" في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت. وركز روبنز على بعض المواقف العامة تجاه التعليم في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه بالرغم من بعض الاختلافات، أظهرت الدراسة أن 8 من أصل 10 أشخاص قلقون من عدم وجود إمكان لتزويد الأطفال التعليم الجيد في بلدانهم.
من جهتها أكدت الغالي أهمية دور التفكير النقدي والذكاء العاطفي وكذلك المهارات الناعمة التي يجب مقاربتها في عملية التدريس.
وشارك في المؤتمر ممثلون عن المنظمات التي تنسق التعليم غير النظامي في لبنان، مثل الهيئة التربوية التعليمية في لبنان، والفابيت، وسنبلة، وس ب أوفر سيس، بالإضافة إلى أساتذة محاضرين من جامعات أميركية ومنها جامعة نورث وسترن وجامعة مشيغين وبرنستون، ومحلية مثل الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة سيدة اللويزة ومعهد السلام للعدالة والسلام.
واختتم المؤتمر بكلمة للدكتور جرجوري لايت من مركز "سيرل" للنهوض بالتعليم والتدريس في جامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة الأميركية، بعنوان "تعزيز وتقييم مهارات التفكير النقدي"، شرح فيها كيف أن دمج التفكير النقدي في المناهج التربوية يساعد في بناء مجموعة من المهارات المتعلقة بالتعلم وحل المشكلات، وتقييم المعلومات، والتفكير الإبداعي، بما يؤدي في نهاية المطاف الى قدرة أكبر وأفضل في التواصل.