كيوان مكرمة في اليسوعية لانتخابها مديرة عامة لمنظمة المرأة العربية: لتعزيز حضور الدول المنتسبة دكاش: متأكد من قيامك بمهمتك جيدا
أقام رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت الاب البروفسور سليم دكاش اليسوعي ومجلس الجامعة حفل عشاء تكريميا للمديرة الفخرية لمعهد العلوم السياسية مديرة مرصد الوظيفة العامة والحكم الرشيد البروفسورة فاديا كيوان، في فندق "لو غابريال" - الاشرفية، لمناسبة انتخابها مديرة عامة لمنظمة المرأة العربية.
حضر الحفل الوزراء في حكومة تصريف الاعمال: الثقافة غطاس الخوري، الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان، الدولة لشؤون التنمية الادارية عناية عز الدين، سفير تونس كريم بودالي، الوزراء السابقون: طارق متري، جورج قرم، سجعان قزي، وليد الداعوق وروجيه ديب، النائبان السابقان غسان مخيبر ونايلة معوض، منى الهراوي، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان، الامين العام لمجلس البحوث العلمية البروفسور معين حمزه، القاضي شكري صادر، المطرانان سمير مظلوم وبولس الصياح، حياة ارسلان وشخصيات سياسية وقضائية واكاديمية.
دكاش
بعد كلمة ترحيبية من مسؤولة الاعلام والعلاقات العامة في الجامعة سينتيا غبريال، قال دكاش: "يغمرني فرح عارم أن نلتقي بعدد كبير حول أستاذتنا العزيزة، السيدة فاديا كيوان، المديرة الفخرية لمعهد العلوم السياسية، ورئيسة مرصد الوظيفة العامة والحكم الرشيد، واليوم تتبوأ منصبا مرموقا كمدير عام لمنظمة المرأة العربية. في مقال خصص لك منذ 15 عاما بالتحديد، قيل عنك إن حياتك مكونة من طلاقين ومهنة واحدة".
أضاف: "أنا لا أحاول رسم معالم شخصيتك الغنية والمتنوعة حتى لو كان التزامك الأساسي والدائم هو العلوم السياسية. سأتحدث عن ثلاث سمات تميز شخصيتك الملتزمة لأشكرك باسم الجامعة. أنا معجب وسأبقى معجبا بشغفك وجهوزيتك المزدوجة المتسمة بالمثابرة الفكرية بالإضافة إلى قربك من الواقع الميداني. لطالما تميز وجودك في الجامعة بجهوزيتك للأشخاص والمشاريع المتنوعة التي تقوم بها الجامعة، كون عملك إلتزاما ورسالة أكثر منه التزام موظف. أي نصيحة يمكنك تقديمها أو مساعدة يمكنك القيام بها أسديتهما بعفوية وشفافية. تتسم هذه الجهوزية باهتمامك بالسياسة ليس كعمل فيه محسوبية أو دفاع عن مصالح خاصة ولكن كخدمة للمصلحة المشتركة سواء كانت هذه المصلحة خاصة، أو عامة، أو كنسية".
وتابع: "أنا متأكد من أن هذا المفهوم السياسي يسير معظم نهارك. قلت في إحدى المقابلات: "حتى خلال فترة الراحة أقرأ الصحف، وأعلق على ما قرأت"، لأن السياسة هي جزء من كيانك الداخلي. هذا الشغف أدى بالعشرات من الدول والمنظمات الدولية والجامعات الى الأخذ برأيك من خلال الخبرات والإتصالات وأدق التحليلات حول الأوضاع الوطنية والعربية الأكثر تعقيدا. الكل يذكرون بل يقدرون مواظبتك الفكرية، فبالنسبة إليك ليس هناك مشاكل إجتماعية واقتصادية وسياسية فحسب يجب أن نعالجها ونحلها، ولكن ما يشغل عقلك وقلبك هي الأسباب الإجتماعية والإنسانية والسياسية التي من المستحسن الإلتزام بها بالروح والجسد والنفس. إن مسائل التنمية البشرية، وهي تتمثل بكرامة المرأة، وأولوية الدولة، ولا سيما الدولة اللبنانية، والمكانة التي يجب أن تعطى للشباب، تعتبر كلها أسبابا حقيقية والكفاح من أجلها ليس مجرد كلمة لا جدوى منها".
وقال: "أخيرا، فإن السمة الأخيرة التي تميز شخصيتك هي القرب من طلابك وهم بالتأكيد بالنسبة إليك طلاب معرفة ويتمتعون بالذكاء ومن الجيد مرافقتهم كل يوم كمعلمين بطريقة جيدة. يبدو أن مثالك الأعلى للمعلم المربي هو الفيلسوف في الأكاديمية الإغريقية الذي كان يعلم وهو يمشي ويتجول لأن التعليم بالنسبة إليك هو السعي لاكتساب المعرفة وبناء الحقيقة معا. لا أريد أن أتطرق إلى قربك من أرض الواقع على المستوى السياسي لأنك عندما كنت في الكتلة الوطنية كنت معروفة جدا بحضورك الطيب تجاه الجميع بحيث أن هذا الحضور لم يجلب لك أصدقاء فحسب بل لسوء الحظ أوجد في حياتك أشخاصا حسودين لأن السياسة والغيرة متلازمتان في بلادنا، وإلا كان سيكون هناك نقص في ممارسة السياسة اللبنانية".
أضاف: "كان بإمكاني التحدث باستفاضة عن اهتمامك بالثقافة، كونك إنسانة مثقفة، ولكنك في الوقت نفسه مؤمنة بأن الثقافة القائمة على بعض القيم الروحية والإنسانية والمدنية البسيطة هي بوابة لخلاص بلدنا وشعبنا. لكنني سأثني عليك لقبولك في نهاية فترة عملك كمديرة لمعهد العلوم السياسية أن تتبني اقتراحي واقتراح الجامعة لإنشاء مرصد للوظيفة العامة والحكم الرشيد. فاتجاه عدم اهتمام الأجيال الجديدة بالخدمة العامة، وبالنظر إلى المشاكل الرئيسية التي يواجهها هذا القطاع الهام جدا بالنسبة إلى الحياة الوطنية، كان من الملح إنشاء هذه الخدمة التي تهدف إلى التفكير والبحث في ما يتعلق بالإدارة العامة وتنمية السياسات العامة. يتمثل أحد أهداف المركز في تشجيع الأجيال الشابة على دخول قطاع الخدمة العامة من خلال برامج تنشئة موجهة ويتم توفيرها بشكل أساسي إلى طلاب جامعة القديس يوسف. أستطيع أن أقول إنك بذلت نفسك للعمل بالكثير من الحماس والالتزام لكي يبصر هذا المرصد النور ويصبح مؤسسة قوية من مؤسسات الجامعة".
وختم: "عزيزتي السيدة فاديا، ما نتمناه لك من الآن وصاعدا هو النجاح في التزاماتك ومهمتك كمدير عام لمنظمة المرأة العربية. أنا متأكد من أنك ستقومين بمهمتك جيدا ذلك لأنك تعتمدين على خبرتك السياسية، ودورك الناشط لصالح المرأة اللبنانية في إطار المجلس الوطني اللبناني، كما تعتمدين على مسارك الغني في جامعة القديس يوسف في بيروت وخاصة أنك تلتزمين من أجل قضية المرأة العربية باسم لبنان".
كيوان
بدورها، تسلمت كيوان درع الجامعة، وقالت: "ألتقيكم هذا المساء وانا شديدة التأثر لهذا التغيير الحاصل في مساري المهني حيث أرى نفسي انتقل من التعليم الى التعاون العربي والدولي. انها صفحة جديدة في حياتي لكن دعوني أبوح لكم بما يراودني مع هذا التحول. فقد شعرت بداية بالارتباك وببعض الاحراج خوفا من أن أتهم بالأنانية، أو بأنني تخليت عن الجامعة اليسوعية أو تخليت عن لبنان في وقت قد يكون هو بحاجة إلي والى أمثالي من أصحاب الارادات الطيبة. لكن سرعان ما هدأت نفسي عندما خاطبني معالي وزير الخارجية قائلا: انت في مهمة خارجية دكتورة، فعليك أن تنجحي. فإذا بي أستعيد العزم والحزم وأعد العدة للانطلاق بهذه المهمة. وبدأت أفكر بما يمكنني أن أقوم به للنهوض بهذه المنظمة وبالتحليق بها عاليا، وفاء لثقة الدول العربية بي وكذلك ثقة اللبنانيين".
أضافت: "صحيح أن مجال قضايا المرأة هو مجال حساس، لا سيما وان هناك صورا نمطية عن المرأة العربية وعن المجتمعات العربية عموما، وصحيح أن علينا أن نحارب على جبهتين: جبهة داخلية لتعزيز أوضاع المرأة وتقوية دورها وحضورها من جهة. ومن جهة أخرى، جبهة خارجية دولية، حيث يتوجب علينا أن نفكك الصور النمطية وأن نعيد انتاج صور عن العالم العربي وعن المرأة العربية، تكون أقرب الى الواقع المتنوع والمتحول باستمرار، بعيدا عن أي جمود كما يجري اتهامنا جزافا وبصورة مستمرة. لدينا تحديات تواجه منظمة المرأة العربية، أولها رص الصفوف وتعزيز حضور الدول المنتسبة جميعها والعمل معا. ولن تكتمل فرحتنا الا بعدما تنتسب الدول العربية التي لم تنتسب بعد الى هذه المؤسسة العربية المتخصصة في شؤون المرأة".
وتابعت: "في مواجهة هذه التحديات، انا أستمد قوتي من لبنان نفسه، حيث خبرت منذ نشأتي العيش المشترك والتنوع ومناخ الحريات، وثقافة الاندماج وروح التسويات. نعم أستمد من لبنان القدرة على الصمود ومواجهة التحديات. انه الملهم وهو البلد الصغير العصي على الزوال إذ نراه ينحني مرات ثم يعود مرفوع الرأس كأنما هو ملاذ القديسين والانبياء ومهد العجائب. لبنان عاشق الحرية هو الملهم أيضا لأن الحرية تترافق عادة والحلم. نعم لبنان يدعونا الى الحلم والى التفكير بالمستقبل المتنور، وكذلك الى السعي لتحقيق الحلم. أستمد أيضا صمودي من مدرسة حياة نشأت في كنفها وهي بيئة الآباء اليسوعيين حيث درست ومن ثم زاولت التدريس والبحث العلمي لمدة طويلة".
وأردفت: "في هذا المناخ ترسخت لدي فكرة العمل الدؤوب لجعل العالم أكثر إنسانية، والضمير الحي وروح المسؤولية المجتمعية، والالتزام الشخصي والأخلاقي. فكان لي بين الآباء اليسوعيين أساتذة أمثال الراحل الاب جان دوكرويه والرئيس العزيز الأب سليم عبو وكذلك رؤساء للجامعة تعاونت معهم، من الأب الراحل رينيه شاموسي الى الأب العزيز البروفسور سليم دكاش، القائد الحالي للسفينة. فأتوجه الى الأب الرئيس سليم دكاش وأضع بين يديه ثلاث امانات: معهد يتوخى الامتياز في تدريس العلوم السياسية في خدمة الخير العام، وبرنامج فرنكفوني، عربي ودولي للدراسات حول العالم العربي، ومرصد للوظيفة العامة والحكم الرشيد، بات مرجعا ومحورا للعمل المشترك جاذبا لكل المؤسسات والافراد الراغبين في تعزيز الشفافية وخدمة الخير العام".
وختمت: "اسمحوا لي أيضا، أن أحيي أخا كبيرا لي هو الوزير ميشال إده، والذي لم يسمح له ظرفه الصحي بأن يكون بيننا. وهو الحلم أيضا ببناء دولة القانون وبازدهار لبنان. أشكركم جميعا، وأعاهدكم بأن أسعى بكل طاقتي للنجاح في هذه المهمة، وأن أعود الى لبنان مستقر مزدهر متألق. فلبنان هو هذه الشعلة المنيرة دائما ولا تنطفىء".