ندوة في وزارة التربية عن التعلم المدمج في خدمة عمليتي التعليم والتعلم في لبنان
نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية الكندية - بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة الإسلامية في لبنان IUL - ومركز علوم اللغة والتواصل في الجامعة اللبنانية، ندوة في قاعة المحاضرات في وزارة التربية والتعليم العالي، بعنوان "التعلم المدمج (Blended Learning) في خدمة عمليتي التعليم والتعلم في لبنان: تجارب مقارنة في تعليم اللغة"، بمشاركة عدد من الطلاب والأكاديميين والجامعيين من مؤسسات التعليم العالي في لبنان.
جدعون
بعد تقديم لعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة الإسلامية في لبنان الدكتور علي القزويني الحسيني للندوة، تحدث الخبير الأوروبي في تحديث وتطوير التعليم العالي مدير حرم الجامعة اللبنانية الكندية - LCU في الحدث الدكتور بيار جدعون عن "واقع التعليم والتعلم غير التقليدي في لبنان والعالم العربي"، مشيرا الى "فشل التعليم عن بعد في شكل عام"، ومركزا على "الأهمية الإستراتيجية للتعليم المدمج في ظل تحولات المجتمع وتأثيره في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات".
وأسند جدعون "فشل التعليم عن بعد الى الخوف من التجار، وتفريخ الشهادات، والجامعات الوهمية على الانترنت من الإمارات إلى كردستان، وعدم ضمان جودة التقييم، وغيرها من خلط للمفاهيم بين التعليم عن بعد، والتعليم المفتوح، والتعليم الافتراضي، والتعليم الإلكتروني".
ولفت الى تأثير تكنولوجيا التعليم على عمليتي التعليم والتعلم وعلى طرائقهما وخصوصا التعليم التفاعلي. وعرض لنماذج التعليم المدمج الاثني عشر قبل أن يتناقش مع الحضور في تجربتين تعاونت لإنجازهما الجامعة الاسلامية والجامعة اللبنانية الكندية - LCU في تعليم اللغة الفرنسية باستخدام المقررات المجانية عبر الانترنت داخل الصف.
وتابع: "من المعروف عالميا، أن يتابع في الموك (MOOC)، أي المقرر المجاني عبر الانترنت وحتى نهاية المقرر، من 6% إلى 8% من الطلاب المسجلين، بينما نحن في استخدامه داخل الصف قد طورنا هذه النسبة الى 66%. وهذا يدل من بين ما يدل على الأهمية التربوية في استخدام الموك المدمج".
ورأى أن "الدمج في اللغة يسهم في بناء قدرات الطالب السمعية والشفهية والكتابية، وبالأخص لأن الدمج يسهم في تعلم الطالب/ة بحسب سرعته ومستواه الشخصي والاستيعابي، علاوة على تدريبه على العمل التعاوني مع رفاقه في الصف حيث أن أقطاب التعليم والتعلم الثلاثة (المعرفة، والمعلم والطالب/ة) تتحول إلى أربعة حيث المثلث يتحول إلى معين لأن للأقران (Pairs, Peers) الدور الكبير في عمليتي التعلم والتعليم المدمج.
ووزع جدعون جدولا يحدد دور التعليم المدمج ضمن منظومات التعليم غير التقليدي جاء فيه:
التعليم التقليدي التعليم والتعلم غير التقليدي
في الصف نسبة أكثرها 50% عن بعد بين 51% و 75% دون حضور المعلم(/ة) بين 76% و 100% دون حضور المعلم(/ة) أكثر من 100% دون حضور المعلم(/ة)
دون تكنولوجيا
(تلقيني بشكل عام) استخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصال داخل الصف (TEL) - إستخدام الTEL في الصف
- وتعلم عبر الانترنت (بعيدا عن المعلم/ة) بنسبة أكثرها 50% - إستخدام الTEL في الصف
- وتعلم عبر الانترنت (بعيدا عن المعلم/ة) بنسبة بين ال 50% وال 75% - إستخدام الTEL في الصف
- وتعلم عبر الانترنت (بعيدا عن المعلم/ة) بنسبة أقلها 75%
- تعلم كلي عبر الانترنت (بعيدا عن المعلم/ة) بنسبة 100%
تعليم حضوري داخل الصف التعليم المدمج = تعليم حضوري في الصف + تعلم عبر الإنترنت يسمى هذا النوع عالميا :
التعليم عن بعد أو أونلاين
تجدد تربوي لمؤسسات التعليم العالي الحالية، مقبول من هيئات ضمان الجودة
تستخدم أغلبية مؤسسات التعليم العالي هذا النوع من التعليم. بدأ الخبراء في الوزارة بالإقتناع القبول بهذا النوع من التعليم المدمج. يستوجب هذا النوع من التعليم المدمج تشريعا خاصا بالجامعات غير التقليدية . يستوجب هذا النوع من الجامعات التي تعلم هذا النوع من التعليم تشريعا خاصا.
الجمال
وترأس الجلسة الختامية المدير العام للتعليم العالي الدكتور أحمد الجمال الذي ركز على "أهمية استخدام التكنولوجيا الرقمية في التعليم"، مشيرا الى "أهمية ضمان الجودة في عمليتي التعليم التقليدية والرقمية داخل الصف وخارجه"، وقال: "إننا نشك في بعض الأحيان بضمان جودة التعليم لبعض المؤسسات داخل الصف وهذا ما دفعنا لتحضير مشروع قانون لطرائق التعليم غير التقليدية وبالأخص المدمجة. نؤمن بأنه ممكن للعالم الرقمي أن يشكل دورا مهما في التعليم المستمر وبالأخص لأن التحضير لمقرر يستخدم العالم الرقمي يتطلب جهدا زائدا عن التعليم داخل الف وحده، ويجب أن نفكر جميعا معا".
سابوران
من جهته، أشار مدير مكتب الشرق الأوسط للوكالة الجامعية الفرنكوفونية الدكتور هرفي سابوران الى جهوزية الفرنكوفونية لتمويل دورات للمعلمين والمعلمات لتدريبهم على كتابة مقررات مبنية على التعليم المدمج.
وقال: "ان الوكالة مستعدة لتدريب المعلمين على تحويل مقرراتهم إلى مقررات تستخدم التكنولوجيا الرقمية، وأنه باستطاعة من يريد تجربة التعلم عبر الانترنت التسجيل عبر منصة الوكالة وعن بعد مع أعرق الجامعات الفرنكوفونية، وأن الوكالة مستعدة للتدريب على الكفايات الرقمية".
التوصيات
وخلص الجامعيون الموجودون إلى التوصيات الآتية: إكمال المسيرة معا، التعاون معا في تبادل الخبرات، توسيع مجموعة العمل إلى الجامعات الأعضاء في رابطة جامعات لبنان وصولا إلى كليات الآداب والعلوم الإنسانية كافة، والتركيز على التعليم المدمج وتطوير كليات الآداب والعلوم الإنسانية بالإهتمام بشكل خاص بالإنسانيات الرقمية (Digital Humanities).