سليم دكاش حاضر في الجامعة الأميركية في بيروت عن العمق التاريخي والرسالة التربوية وآفاق المستقبل للجامعتين الأميركية واليسوعية
نظم برنامج أنيس المقدسي للآداب في الجامعة الأميركية في بيروت محاضرة تذكارية ألقاها رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت USJ الأب البروفسور سليم دكاش اليسوعي، في حضور رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري وعدد من عمداء وأكاديميي وموظفي الجامعتين، مساء أمس في قاعة محاضرات كوليدج هول في حرم الجامعة الأميركية في بيروت.
البزري
وقال مدير برنامج أنيس المقدسي للآداب الدكتور نادر البزري تعليقا على هذا الحدث، "تأتي فكرة دعوة البروفسور دكاش كذلك بعد الاحتفالات بالذكرى ال 150 للجامعة الأميركية في بيروت، والذكرى 140 لجامعة القديس يوسف. الجامعتان تاريخيتان رائدتان في المشرق والمنطقة، وانضواؤهما في تحالف أكاديمي افتراضي في بيروت هو، في ذاته، مناسبة ملهمة للتفكير في ما مجموعه 290 عاما من التجارب البارزة في التعليم العالي، ومن التفكير في آفاق مستقبل يتجلى في ميراثهما النير".
خوري
أما الدكتور خوري فشدد في كلمة ترحيب عرف فيها عن المحاضر، على أنه بالنسبة اليه والى الجامعة الأميركية في بيروت، "عمل الأب دكاش كشريك حيوي في عملية تقويم البرامج التعليمية في لبنان وتسخيرها وتحسينها، والتي ربما يوما ما قريبا وللمرة الأولى منذ أجيال، فإن شباب الأجيال القليلة العتيدة الموهوب والواعي والمتنوع، سوف يكون قادرا على الأقل أن ينظر في إمكان عدم الهجرة، ولكن أن يعيش حياة كاملة في المجتمع هنا في لبنان وفي العالم العربي، حيث مستقبله قد يكون أكثر تشاركية وأكثر ضمانا".
وأضاف: "لقد كان حقا نموذجا يحتذى للتعاون، ومع قيادته نحن نبني علاقات متينة سنعلنها بشكل أكثر رسميا في كانون الثاني، بين الجامعتين، ولكن في نهاية المطاف سوف تأتي لتشمل ما هو للأسف عدد محدود من مؤسسات التعليم العالي ذات النوعية الحقيقية حتى نتمكن من المساعدة بإرشاد خيارات الأجيال العتيدة بطريقة شفافة".
وتابع: "أظن أن الدكتور أنيس المقدسي العظيم، أحد العلماء البارزين في تاريخ هذه المؤسسة، سيكون سعيدا جدا لرؤية محاضرة الأب دكاش. لبنان، في اعتقادي سوف يمضي قدما في هذه الظروف الصعبة، فقط بقدر ما ستمضي قدما الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف، وبقدر ما تستمر صلاتنا العميقة، وبالتالي الفرص الثقافية لشعوب هذا الجزء من العالم".
دكاش
ثم بدأ دكاش بإلقاء محاضرته بعنوان "الجامعة الأميركية والجامعة اليسوعية في بيروت، العمق التاريخي لرسالتيهما التربويّة وآفاق المستقبل". وانطلقت المحاضرة من تأسيس الجامعتَين وشملت خمسة أجزاء: إنشاء المؤسستين كرمز للتعليم العالي (الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1866، وجامعة القديس يوسف في العام 1875). نقاش حول شخصيات نموذجية من كل جامعة (الدكتور كورنيليوس فان دايك من الجامعة الأميركية في بيروت، والكاهن الكلداني اليسوعي الأب لويس شيخو من جامعة القديس يوسف). ودور الجامعتيت في تعزيز اللغة العربية وتخصصاتها. الاحترام والتضامن والتعاون بين الجامعتين خلال الحرب اللبنانية. دور الجامعتين في النهضة الفكرية في المنطقة، وربط الشرق مع الغرب وتثبيت القومية العربية، وأخيرا، مناقشة التحديات الحالية والمقبلة التي تواجه التعليم العالي والمنطقة: ترسيخ المواطنة، والحفاظ على العلوم الإنسانية، والتراث، واللغة العربية، والتزام التعليم الجيد، وتفعيل نتائج البحوث في مجال التنمية البشرية".
وتحدث دكاش عن "التطور والتوسع بالتوازي بين المؤسستين في المعاهد وتفاعلاتها مع الالتقاء على مساريهما ومواصلة التعاون لمصلحة المؤسستين ولبنان والمنطقة".
وتحدث ايضا عن "الأخلاقيات المشتركة بين الجامعتين، مثل التميز والإنسانية والحوار والاحترام والحفاظ على التراث والتنوع والخدمة وحرية الفكر والتعليم الليبرالي"، وقال: "العلاقة بين المؤسستين على مر السنين تميزت بالحوار والاحترام والتماثل، وليس المنافسة".
واضاف: "ان المهمة المشتركة لكلتا المؤسستين كانت دائما التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية لمجتمعاتنا. فقد قدمت الجامعتان مساهمات كبيرة في مختلف المجالات منذ إنشائهما وعلى الرغم من التحديات المحلية والوطنية والإقليمية".
وختم: "تترتب مسؤولية كبيرة على جامعاتنا وعلى نظام التعليم العالي ككل لاستكمال وتجديد ما أنجزته الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف على مر السنين في لبنان والعالم العربي".