مؤتمر الجامعات تستجيب لأزمة اللاجئين في الجامعة الأميركية في بيروت لتداول الدور الحاسم للجامعات في الازمة وكيفية تحسين حالتهم لمواجهة التحديات

أقام "معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية" في الجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع معهد الشؤون العالمية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية "LSE"، المؤتمر الرابع لتحالف الجامعات الرائدة لشؤون الهجرة "ALUM" بعنوان "الجامعات تستجيب لأزمة اللاجئين".

ولفت بيان للاميركية، الى ان "المؤتمر يهدف إلى تقديم وتداول الدور الحاسم الذي يمكن للجامعات أن تلعبه في أزمة اللاجئين الحالية في لبنان، وكيف يمكن تحسين حالة اللاجئين من خلال تقديم أفكار واقعية ومقترحات سياسات عامة لمواجهة التحديات المتعددة التي يواجهونها في مأزقهم الحالي".

واشار إلى أن "تحالف الجامعات الرائدة لشؤون الهجرة الذي انضمت إليه الجامعة الأميركية في بيروت مؤخرا، هو تعاون فريد من نوعه بين الجامعات الرائدة في أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يهدف إلى المساعدة في سد الفجوة بين البحث والسياسة في إدارة أزمة النازحين واللاجئين الحالية. وتحدد شبكة تحالف الجامعات الرائدة لشؤون الهجرة الوحدات الرئيسية والباحثين الذين هم على استعداد للمساهمة بخبراتهم، للعمل عبر الحدود الوطنية والتخصصية نحو حلول سياسية قائمة على الأدلة".

حضر جلسة الافتتاح، النائب زياد القادري، ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ميراي جيرار، وكيل الشؤون الأكاديمية في الجامعة الدكتور محمد حراجلي، مدير الأبحاث في "معهد عصام فارس" الدكتور ناصر ياسين، مدير معهد الشؤون العالمية في كلية لندن الدكتور إريك بيرغلوف، الى اكاديميين ومهتمين.

ياسين
والقى الدكتور ياسين كلمة، رحب فيها بالحضور، وقال: "دورنا الطبيعي كجامعات، هو طمأنة المجتمعات، طمأنة مجتمعاتنا، والوقوف في الواقع مع أولئك الأكثر ضعفا"، ولفت الى انه "عندما نقف مع اللاجئين، لا يقتصر الأمر على إجراء الأبحاث للتأثير على الحوار فقط؛ ولا يقتصر الأمر على إجراء الأبحاث للاثبات أو التقييم. في الواقع، جوهر الموضوع هو الوقوف مع أولئك الذين بأشد الحاجة إلى ذلك، كما ينبغي أن تفعل الجامعات، سواء مع اللاجئين أو المجتمعات المضيفة الفقيرة. وهذا هو في الواقع أحد مقررات هذا المؤتمر، والحوار الكامل والعمل الذي يقوم به تحالف الجامعات الرائدة لشؤون الهجرة، والعمل الذي نقوم به هنا في الجامعة الأميركية في بيروت".

بيرغلوف
وتحدث الدكتور بيرغلوف عن "الجامعات بلا حدود"، فقال: "الجامعات بلا حدود (Universities without Borders)، هي حول فتح الجامعات لبقية المجتمع، ولكن أيضا، حول هدم هذه الجدران بين الجامعات، عبر التخصصات ..".

اضاف: "بتجربتنا، قضية اللاجئين هي قضية يمكن لها أيضا كسر الحواجز عبر فئات من الموظفين وبين أعضاء هيئة التدريس والطلاب. نحن نريد أن نستخدم قوة الهجرة للانخراط والإلهام، ومما رأيته هنا مع الجامعة الأميركية في بيروت اللاجئين هو مثال جميل على تلك القوة".

حراجلي
وقال الدكتور حراجلي: "نريد أن نستمر في الوفاء بمهمة الجامعة الأميركية في بيروت وأن نقدم لهذه المجتمعات فرصا للتعليم العالي، من خلال برامج المنح الدراسية لدينا. ونحن قادرون على تقديم التعليم في الجامعة للأفضل والألمع. ومن أولويات الجامعة توسيع هذه البرامج وفتح الأبواب للمزيد من الطلبة للانضمام. نريد أن نتأكد من أن أي عضو في مجتمع اللاجئين، بغض النظر عن وضعهم المالي، قادر على دخول الجامعة الأميركية"، لافتا الى ان "تأثير خريجينا الإيجابي له أصداء لسنوات داخل مجتمعاتهم؛ وبالتالي فإننا نؤمن أن التعليم هو أفضل استثمار لتحسين البشرية".

جيرار
وختمت جلسة الافتتاح بكلمة للسيدة جيرار، التي تحدثت عن "3 مجالات رئيسية للتحالفات الاستراتيجية والرؤى المشتركة بين عالم العمل الإنساني والجامعات، وهي أن الجامعات هي صوت في النقاش العالمي، وهي بوتقة انصهار للابتكار ومحرر اجتماعي".

وتحدثت عن دور الجامعات في جميع أنحاء العالم وتحديدا في لبنان، فقالت: "لقد لعبت جامعات لبنان دائما دورا حاسما في النهوض بالسياسات وتطوير التعاليم في ما يتعلق بالقانون، على سبيل المثال. لذلك، هذه مساهمات حاسمة جدا في الاستجابة للأزمات في العالم، وهذا الدور لن ينتهي، بل سيكتسب المزيد من الضخامة ونحن نمضي قدما".

وركز المؤتمر خلال جلساته التي امتدت على يومين في حرم الجامعة، على "الآثار المترتبة على السياق السياسي الجاري بما يتعلق بالهجرة والنزوح الحاليين للكثير من الناس، وكيف أن التصور العام الحالي قد تطور على مر السنين، بالإضافة إلى مختلف التحديات الصحية التي تواجه اللاجئين، بما في ذلك التغذية وتوفير الرعاية الصحية الأساسية. ومن النقاط الأساسية التي تم مناقشتها، التعليم والتحديات التي يواجهها اللاجئون في الحصول على التعليم الابتدائي والثانوي والعالي، والدور الذي يمكن أن يؤديه القطاع الخاص في خلق فرص العمل لأولئك المشردين.

وشهد المؤتمر صياغة "إعلان بيروت" الذي يتمحور حول "كيفية دفع مشاركة أصحاب المصلحة المتعددين والاستجابة المتعددة الأطراف لاحتياجات المشردين قسرا والمجتمعات المضيفة لهم".