باسيل في تخريج طلاب الجامعة الأميركية للتكنولوجيا : بالفكر ننتصر كما انتصر لبنان بجيشه على الارهاب

احتفلت الجامعة الأميركية للتكنولوجيا في الفيدار بتخريج طلابها للعام 2016-2017، في مجمع "اده ساندس" السياحي، برعاية وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وفي حضور وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب هادي حبيش ممثلا رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري، مارك بخعازي ممثلا وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، النواب الدكتور وليد خوري وعباس الهاشم وسيمون ابي رميا ونعمة الله ابي نصر، العقيد الركن رياض علام ممثلا قائد الجيش العماد جوزيف عون، الوزير السابق جو سركيس ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، العقيد الركن ايلي حاويلا ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، العقيد الركن بسام فرح ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الرائد ربيع الياس ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، الأب طوني خوري ممثلا راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، خالد طه ممثلا الأمين العام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري، الأمين العام لحزب "الكتلة الوطنية" الدكتور وديع ابي شبل، قائمقام جبيل نجوى سويدان، رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش، رئيسة جامعة AUT غادة حنين، مستشار وزير الطاقة والمياه المهندس جان جبران، وعدد من الديبلوماسيين ورؤساء البلديات والجامعات والمؤسسات التربوية العامة والخاصة والمخاتير وفاعليات سياسية واجتماعية واكاديمية وحزبية وعسكرية وأهالي الخريجين.

باسيل
وألقى باسيل كلمة قال فيها: "اليوم اعتبر أنني ربحت صداقة مع جامعة AUT التي افتخر بها وشرفني اليوم أن أكون موجودا بينكم، وأكثر من ذلك، فانني أعتبر نفسي صديق كل فرد من الطلاب الذين أرى فيهم طفولتي، فالوقوف اليوم يذكر بمرحلة من حياتنا كان فيها تطلع الى اللافق اللامحدود، والمستقبل يحمل دوما التحديات وفيه الحلم والاعتقاد بالمستحيل، خصوصا وأننا نحن جيل اعتقد أن هناك أمورا من المستحيل تحقيقها في هذا البلد، واكتشفنا في ما بعد اننا حققنا الحلم المستحيل، وهذا ما أريد من أقوله للطلاب أن يعيشوا ويتمتعوا بالحلم، وكل شيء ممكن متى توافرت الارادة، وهذا الشيء ليس غريبا عن جامعة الـAUT التي سمعنا منذ قليل انها تنضوي من ضمن مجموعة جامعات في العالم".

وتوجه الى الطلاب: "أنتم حلقة متكاملة من العلم والحوار في مواجهة عالم اليوم الذي يتنازعه الشعور بالحقد والضغينة والنزعة لرفض الآخر وعدم القدرة على قبوله، وكل يوم مع تخرج طلاب مثلكم، ينتصر الفكر على الارهاب، كما انتصر لبنان بالأمس بجيشه على الارهاب".

أضاف: "نقف اليوم في مدينة جبيل، وهي مدينة العلم التي قدمت للعالم أغلى اختراع، وهو الأبجدية التي نقلته من التواصل بطريقة الرموز والاشارة، الى التواصل باللغة، ونقصد هنا لغة السلام والمحبة، ولبنان رأسماله الكبير هو العلم، وهذه ثروته الحقيقية التي جعلتنا في وزارة الخارجية نقول أن حدودنا العالم، فكل لبناني في الخارج يحمل فكرة لبنان ورسالته، نجح في تجسيد الوطن، وعلى هذا الأساس ليس هناك من صعوبة تمنعنا من التقدم وتحقيق أمور نريدها. العلم هو الذي يأخذنا الى الحقيقة المطلقة التي تجعلنا ننتصر، فيما نحن في بلد تتنازعه الحقيقة والأوهام والتفاهة، ومن هنا أوصيكم ألا تجعلوا التفاهة تدخل الى عقولكم أيها الطلاب، لأنها تمنعكم عن رؤية الأمور، والتميز في هذا العالم، فنتجه عندئذ الى المجهول. نحن أيضا في بلد يتصارع بين العلم والمعرفة وبين الجهل والكسل، وهذا ما جعلنا نصل بلبنان الى هذا المستوى من التردي، لذلك لا تذهبوا الى قشور الأمور، انما غوصوا في أحداثها، فكلما غصتم تكتشفون وتفهمون، ولا تأبهوا للكلام الذي تسمعونه أحيانا من الاعلام مباشرة".

وتابع: "نحن في بلد من الأهمية بمكان أن ندرك فيه أن شعبه مؤمن بقيم هي التي تجعله يبقى، وهذه القيم ليست فكرة أو قيمة لا نستطيع أن نلمسها، وانما هي حقيقة نعيشها في حياتنا اليومية، اذ لدينا قيم الوطن التي تجعلنا ندافع عن لبنان ونتعلق به، ومن أجل هذا الوطن يسقط الشهداء. ولدينا القيم الدينية التي عنوانها محبة الله ومحبة الانسان، وهذه أغنى ما لدينا، فعندما نجعل الله على حجم الانسان نذهب الى الفكر التكفيري الذي يستخدم اليوم الله لغاية الانسان وليس العكس. بالاضافة الى القيم الاجتماعية التي نعيشها، ورغم وجود بعض الخلل فيها بغياب القانون، وانما فيها توازن معين. والقيم العائلية التي هي الأغلى في مجتمعنا، فلبنان لولا وجود العائلة، لكان تفكك وانتهى، واعتقد ان العائلة هي التي اوصلتنا واوصلتكم الى هنا، الى التخرج رغم التحديات الموجودة أمام عائلتنا وأولادنا، ومنها الانترنت، والواتساب، وسائر التواصل الاجتماعي التي تجعلنا ندخل في مرحلة استهلاك متوحش وتبعدنا عن التواصل الحقيقي مع الناس، فنصبح في تواصل مع الآلة، وهذا ما يبعدنا أكثر وأكثر عن انسانيتنا. ولهذا يجب ألا ننغمس في هذا العالم، الذي صحيح أنه يأخذنا الى التقدم، لكنه يبعدنا عن حياتنا الانسانية".

ودعا الطلاب الى "عدم الانقطاع عن التاريخ لأننا شعب يفتخر بتاريخه، فيه حسنات وسيئات، ولنأخذ الحسنات إذ منها نقيم الوصلة بين التاريخ والحاضر الذي نعيشه، وتمهد للمستقبل، فتاريخنا أورثنا اياه أجدادنا واباؤنا، وضحوا كثيرا لكي وصل بلدنا الى ما وصل اليه، وهذا أمر نفتخر به. والأهم ألا تنقطعوا عن أرضكم، لا أقول لكم لا تتركوها، لأنني أعرف انها لن تستطيع أن تكون على قدر نجاحاتكم وطموحاتكم، وانما أينما ذهبتم تمسكوا بالتواصل مع العالم ومع لبنان عبر العالم، ومثلوا لبنان خير تمثيل، ولهذا السبب أقمنا الطاقة الاغترابية التي نبحث فيها عن كل انسان لبناني نتكشف أنه مصدر غنى للبنان في كل مكان من العالم، وأنا دائما افكر بالشباب وما ينتظرهم من تحديات، وأقول لأهلهم لا تخافوا ان تركوا لبنان، فالمهم أن يظلوا على تواصل معه لأنهم القيمة المضافة والمفخرة للبنان".

واعتبر "أن الطلاب محظوظون لأنهم يعيشون في هذا الزمن، لان فيه آمال بعهد جديد بلبنان قوي، ونحن كنا جيلا اعتقد لفترة انه لا يوجد أمل. أنا كنت تلميذا أذهب الى الجامعة في النهار، وفي المساء أخدم في الجبهة مع الجيش، وكنت تلميذا يعبر المعابر وأحيانا تحت الخطر، أذهب الى منزلي في الشمال في طائرة الميدل ايست من مطار بيروت الى مطار القليعات لنرى الأهل كل شهر أو أكثر، وانتم اليوم بالنسبة لنا محظوظون لأنه مهما واجهتكم صعوبات، فانها تبقى سهلة بأمل كبير في الأيام الاتية، ولا تجعلوا التغيير يكون خيالا لا يمكن تحقيقه، او الاصلاح مجرد فكرة، هذه حقائق سنصل لها بتصميمنا".

وختم باسيل: "الطلاب يعبرون اليوم محطة من محطات حياتهم، وكل محطة لها ناسها وسماها وأرضها، وهذه المحطة وصلتم اليها بفضل الناس، وبفضل جامعة الـAUT من مديرها الى طاقمها التعليمي، وهؤلاء يستأهلون كل الشكر والتقدير، والمهم ان كل محطة تصلون اليها يجب أن تفكروا بالخروج منها سريعا، لانها محطة نجاح، إذ مهما نجحنا يمكن أن ننجح أكثر".


حنين
وكانت كلمة لحنين قالت فيها: "لقد قضى ماضينا الرديء على فرصة قيام الدولة العادلة، دولة القانون والمؤسسات، دولة الحق والعدالة والمساواة، دولة تبقي أبناءها وبناتها الشباب فوق أرضها، ليستبدلها بدولة المزرعة والمحاصصة واقتسام المغانم، دولة لا تحتفظ من بناتها وأبنائها فوق أرضها سوى ذكراهم. من ذلك الماضي المؤلم انطلقت جامعتنا لتنشر ثقافة جديدة تناقض الثقافة الموروثة. ثقافة تجعل شبيبتنا في صميم التغييرات الحاسمة، وتعدهم قياديين لتجدد وطني مطلوب بإلحاح".

واعلنت "ان جامعتنا وعت مجمل الأخطار التي تهدد مشروع المستقبل المشرق، وراحت تعمل على مواجهتها بثقافة الحياة الجديدة تزرعها في نفوس طلبتها". وقالت: "إن أبرز مقومات هذه الثقافة هو وعي شبيبتنا التام وثقتها بأن التفوق متاح في لبنان كما هو متاح في الخارج، وبأن تكافؤ الفرص للنجاح متاح في لبنان كما هو متاح في الخارج. وأنه آن الأوان ليحتضن لبنان نوابغه ومتفوقيه. وانها لحقيقة مرة جارحة ان يملأ أعلام لبنان ومتفوقوه النابغون العالم بإنجازاتهم ولبنان يكاد لا يعرف بهم".

وتابعت: "أقول لطلبتنا المتخرجين قوموا وانطلقوا لهدم دولة الزوال وبناء دولة البقاء. ان بقاءكم في لبنان هو مدخل قيام دولة البقاء. فلا تتركوا الأرض لسواكم فالفراغ يملأه الآخرون. ودولة البقاء تقوم بكم تنخرطون في مسيرة تغيير شامل يمحو صورة الماضي ويركز دعائم المستقبل".


أضافت: "معالي الوزير باسيل، في ندائنا الموجه الى شبيبتنا نتخذكم مثالا، مثال الشاب المتفوق المنتمي الى قيمة لبنان الحضارية، مثال الشاب الراسخ في أرض لبنان حيث الإصرار على البقاء فوقها ولد عناصر التفوق والنجاح، مثال المسؤول العامل على إعادة أبناء وبنات لبنان المنتشرين الى أرضهم الأولى حيث جذورهم وهويتهم الروحية والوطنية. ونتطلع معكم الى دولة البقاء ببناتها وبأبنائها فوق أرضها، وبمؤسساتها المحكومة بالشفافية والنزاهة، والعاملة بروح الخدمة والتجرد والعدالة.

وأعلنت "ان الجامعة وقعت وتتابع توقيع عشرات الإتفاقيات مع أعرق الجامعات لتوفير اختصاصاتها لطلاب لبنان من غير أن يسافروا ومنحهم الشهادات الرسمية منها".

وتخلل الاحتفال كلمات لعدد من ممثلي الجامعات في العالم. وقد أقامت الجامعة حفل عشاء على شرف الطلاب وأهاليهم والمدعوين.