ندوة عن كتاب عصام كرم وطن ودولة ولا قرار في جامعة الحكمة

وقع النقيب الأسبق للمحامين عصام كرم كتابه "وطن ودولة.. ولا قرار"، الصادر عن "دار صادر"، في قاعة كرم ملحم كرم في جامعة الحكمة.

وفي هذه المناسبة، أقيمت في قاعة المؤتمرات الكبرى في الجامعة ندوة عن الكتاب، شارك فيها الوزير والنائب السابق إدمون رزق، رئيس أساقفة بيروت ولي الحكمة المطران بولس مطر، أمين عام الجامعة الدكتور أنطوان سعد، وحضرها مدير المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري رفيق شلالا ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، المحامي مصطفى قبلان ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس حسين الحسيني ووزراء ونواب حاليون وسابقون، رئيس المجلس الأعلى للقضاء القاضي جان فهد، النائب العام لأبرشية بيروت المونسنيور جوزف مرهج، نقيب المحامين أنطونيو الهاشم، نقيب المحررين الياس عون، ورئيس جامعة الحكمة الخوري خليل شلفون ورئيسها السابق المونسنيور كميل مبارك وشخصيات روحية وقضائية وسياسية وحزبية ونقابية وعسكرية ورجال فكر وقانون.

سعد
بعد النشيد الوطني، القى الدكتور سعد كلمة اعتبر فيها ان "كتاب النقيب واحة فكرية وساحة ثقافية حافلة بالأحداث والمحدثين، تحضر فيه الحضارات، تتجاور وتتحاور، من خلال لاعبين آتين من مختلف الطبقات والمقامات، ملوكا واباطرة وادباء وشعراء، وثورات وانتفاضات واغراءات وخيانات".

مطر
ثم ألقى المطران مطر كلمة استهلها بتحية الرئيس عون ممثلا بـ شلالا، طالبا منه أن ينقل إليه "محبتنا وصلاتنا وإعجابنا الكبير بالكلمة التي قالها في القمة العربية والتي أعلت رأس اللبنانيين بشموليتها، وطرحها للحوار والسلام بين العرب، ما يزيدنا فخرا برئيس البلاد وبأقواله وأفعاله".

وقال مطر: "هي غبطة لا وصف لها أن نتكلم عن النقيب عصام كرم الكاتب الذي رغب في أن يضع ذاته في كتاب، وهو الشمولي النظرة والموسوعي المعرفة والسني المقصد، كما القلائل في دنيانا، وربما لن تجد له نظيرا سواه. ولقد جاء الكتاب على صورة واضعه ومثاله، موحدا في نشدان المطلق، متعددا في انعكاس تعاريج الحياة وألوان التاريخ على صفحاته بل على أسطره العابقة بنفح المحبة، الموشاة بخيوط الجمال والمثقلة بأثمار الرجاء".

اضاف: "هو ابن الشوف من جبل لبنان، وابن كرم ملحم كرم، المؤسسة في رجل، الذي شغل في تاريخ الأدب اللبناني والعربي، مركزا في الصدارة، وابن الحكمة المتلازمة منذ كانت وروح لبنان، والفخورة بابنها البار والمعتزة به، كما هو فخور بها ومعتز "بأم البنين".

واشار الى "ان معرفته به تعود إلى أكثر من نصف قرن، لكنه الجديد أنى التقيته، روحا وثقافة وهنداما. هو المحامي ونقيب المحامين، لكن المحاماة لم تختصره ولم تحده. فهو الأديب أيضا بامتياز، والمفكر في الوجود ومعناه، في الديانات ومراميها، وفي الحضارة الإنسانية وتشعباتها، كما العامل في سبيل لبنان، مصيرا وتطلعات، دون أن يصنف نفسه في خانة السياسيين، ولأسباب مبدئية صوابية".

وقال: "هذا ما يقال عنه في الذات، أما في الصفات فالكاتب هو أولا من طينة الأحرار الذين لا يدينون إلا لخالقهم. ولقد أدرك بثقافته الواسعة، وبالقانونية منها، أن الحرية هي مصدر كل حق. فالحق مرتبط وجوديا وجوهرا بالحرية. ولو لم يخلق الناس ربهم أحرارا لما كانت لهم مسؤولية ولما ثبت في الدنيا أي نوع من الحقوق. بهذه الحرية تعاطى مع الناس، أفرادا وجماعات، ومع السياسيين. فلم يقبل حيالهم أن يكون تابعا ولا متبوعا. العاقل لا يتبع إلا الهدى. والله يدعوه إلى أن يبلغ ملء قامة الرجال وأن يكون خلاقا فيغني الوجود ولو بإضافة منه. بهذا المعنى يوصي الفيلسوف الألماني عمانوئيل كنت بأن نتعامل مع الناس على أساس كونهم غايات لا وسائل. فلا يكون أحد مطية لي ولا أكون أنا مطية لأحد".

اضاف: "لقد دافع الكاتب عن الحرية هذه، وبخاصة في المجال العام، إذ وجه للأحزاب انتقادات مفيدة، حين رأى فيها التحاقا بأشخاص أكثر مما رأى اعتناقا لمبادئ. وقد رغب زمنا في أن يسهم في النضال مع الذين لهم توجه نحو الخير الوطني العام. إلا أن مثل هؤلاء لم تنتظم لهم صفوف بعد في لبنان. فرفض التقوقع ضمن أحزاب طائفية، وراح يفتش عن مسلك يلتزم قضايا الناس بمعزل عن انتماء لهم طائفي. فمال إلى اليسارية المتطلعة نحو إحقاق الحق، ورفع المظالم، أكثر مما استهواه أولئك الذين يدافعون عن مكاسب لهم محصلة دون الاكتراث بتعميمها على الجميع".

وتابع: "ومع التزامه الحرية تميز النقيب أيضا بنشدانه الحق ورفضه كل أنواع الاستعباد. فزار عبر مطالعاته الغزيرة كل الحضارات وسأل كل الأديان لينال الجواب الشافي وليرتاح فكره إلى أن باب الحق مفتوح لطالبيه. المسيحية عنده دين الحب والتضامن الإنساني غير المتوقف عند حدود الجنس واللون والقومية. كذلك الإسلام فهو يعلي قيمة العدالة وقد اشتهر في زمانه الأول بعدل عمر الذي صار مضرب مثل في هذا السبيل. واهتم بتطور الحقوق في الزمن الحاضر حيث تكرست العدالة الاجتماعية مع الاهتمام بالعاجزين عن العمل لتحفظ كرامتهم ولو كانوا غير قادرين على الإنتاج".

واشار الى "أن نظرة الكاتب إلى الغرب في أوضاعه الحالية تضمنت انتقادا قاسيا له وبعض التشهير بما وصل إليه من فقر روحي وجفاف قيمي. فاتهمه بالسقوط في لعبة الاستعمار والاستعلاء وحب السيطرة على الآخرين وذلك إبان زمن الحداثة كله. واتهمه أيضا بزرع إسرائيل على أنقاض شعب هجر من أرضه قسرا، وباسم أيديولوجية دينية لا يمكن الدفاع عنها. هذا فيما العرب لم يظلموا اليهود مثلما ظلمهم الغرب الذي حاول بعد قسوته عليهم أن يحل قضيتهم على حساب الغير، ومن دون أن يعذبهم ضمير أو أن يشعروا حتى بشيء من الندم. فيستنح الكاتب الفرصة لكي يذكر بقيم روحية سامية بلغها عرب ومسلمون، مؤكدا أن الخير ينبع من النفوس النقية أينما كانت وأن الحضارات تتكامل عبر اختبارات الملهمين في كل منها".

وقال: "في كل هذه المجالات نرى في النقيب بحرا من العلم والمعرفة. وهو ما كان ليبلغ هذا القدر من الاستشراف لولا مطالعات يومية وغير منقطعة لروائع الأدب والفلسفة والاجتماع والسياسة، أيا كان مصدرها العالمي".

واضاف: "وهل نعجب بعد ذلك، إذا ما برزت في الكاتب صفة ثالثة تميز بها مثلما ميزه التزام الحرية ونشدان الحق. إنها صفة احترام الحقيقة والعمل الدؤوب بغية الوصول إليها، والنظر إلى التاريخ بموضوعية تؤدي إلى الحكمة في التصرف حيال الناس وأمام عاديات الزمان. فيقول إن بعض ما يحرك التاريخ هو الإحساس بالظلم ومحاولة رفعه عبر الثورات وردات الفعل الساخنة. بهذه القراءة ينظر أيضا إلى آفة اليوم الكبرى، ألا وهي آفة الإرهاب واستعمال قتل الأبرياء وسيلة لبلوغ مرامي لا أخلاق فيها ولا قيمة لها. فالإرهابيون لم ينبتوا بفعل حضاري متفوق بل هم نتاج رد فعل ظالم على فعل كان هو أيضا ظالما بدوره".


وقال مطر: "انظروا إلى ثورة العبيد في روما، إنها نتيجة للميل عن الحق حيالهم ومن قبل الحضارة الرومانية نفسها. فالإفراط في القوة يدفع التاريخ نحو الشطط وثمنه لا بد من أن يكون غاليا حتى الإرهاق. فهل من ينكر الدور المشبوه لبعض قياديي اليوم في دفع الإرهابيين نحو المسلك الحرام وبقصد استغلالهم في دفع الأمور نحو مكاسب سياسية خاصة بأولئك المحرضين؟ فمن كان وراء إطلاق الطالبان في الشرق الأقصى وخلف الداعشيين في الشرق الأوسط؟ إنه منطق استعمال التخلف والمتخلفين، والإفادة من حقد الآخرين عبر جرهم نحو الهوس والقتل حتى ولو وصل بهم الأمر إلى الإفناء والفناء".

واكد "ان التاريخ، إذا، يخضع في الكثير من تقلباته للتبديل والتغيير، بفعل إدخال التأثيرات الإنسانية عليه، سلبا أو إيجابا. "وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت وإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا". فهناك في الكون سياسة بلا أخلاق كما توجد أخلاق بلا سياسة، فيما المطلوب هو التلاقي بين السياسة والأخلاق، لتأمين الخير العام وحفظ مكاسب الحضارة البشرية والسعي إلى تقدمها نحو الأفضل. وفي هذا السبيل ينوه الكاتب بدور خاص لقداسة البابا الحالي فرنسيس الذي فتح لعمل الكنيسة رحاب الدنيا بأسرها ، معطيا الأولوية للمحتاجين وللمهمشين في جو من التضامن الرائع الذي بتوفره يجد المحتاجون الدواء الشافي لكثير من علاتهم المزمنة. وهنا يلفت الكاتب إلى تحفظات حاصلة عند البعض، ولكن ضمن حدود لم تمنع التغيير في ذهنيات الكثيرين ممن أعجبوا بالبابا والذين يقدرون كل التقدير رسالته الكبرى".

وقال: "تبقى الصفة الرابعة والمميزة بخاصة عند النقيب وهي محبته للبنان التي لا تعرف الشروط ولا الحدود، والتي لا تمنعه عن قول الحق فيه، وعن اعتباره وطنا ودولة ولكن من دون قرار إلى الآن"، مشيرا الى ان "لعصام كرم في المجال الوطني قناعات وثوابت لا يحيد عنها ولا يتخلى. فلبنان الوطن والدولة قد ابتدأ بتلاقي الطوائف فيه على فكرة العيش معا، وكانت البداية الأبرز مع تلاق بين طائفة الموارنة وطائفة الدروز، تجلى في زمن الأمير فخر الدين الثاني المعني الكبير. فلبنان الموازي لطائفة واحدة ما كان لبنان ولن يكون".

اضاف: "أما لبنان التلاقي بين الطوائف فهو وحده الجدير بهذا الاسم وبهذه الحقيقة. هذه نقطة الانطلاق في نظرة النقيب لتاريخ وطنه الكبير والمعذب في آن. وهو يقر أن هذه النظرة للبنان قد أخذها عن والده لا بل كانت هذه وصية الوالد للإبنين معا عصام وملحم، وقد التزما بها التزام الذين يبرون بالوالدين. لذلك يورد النقيب فصلا خاصا في كتابه يعالج فيه موضوع لبنان. فيعطي عن هذا الوطن فكرة ثانية لا تقل أهمية عن الأولى. وهي أنه وطن حلم ووطن مثال. على أن هذا الحلم لم يتجسد بعد كليا في أرض الواقع ولم يصر هو حقيقته المرسومة".

وتابع: "لقد أعطى النقيب كتابه العنوان الذي تعرفون، وهو "وطن ودولة ولا قرار". ونحن معه نؤكد الواقع المشار إليه، سعيا مشتركا إلى تخطيه. لبنان وطن، هذا صحيح. والشعب اللبناني أثبت ذلك بعيشه المشترك الذي لم يتمكن من إلغائه أحد. ولبنان دولة، وقد ثبتت طوال مئة عام إلى الآن على الرغم من أحداث كانت كافية لتقويضها، وبقيت هي المظلة التي ليس للشعب اللبناني بأسره مظلة سواها. غير أن القرار بتثبيت لبنان نهائيا ما زال يتأرجح عند اللبنانيين، على الرغم من كل الإيجابيات التي يحملها وطنهم الصغير. وبذلك يظهرون وكأنهم على صورة من عقدوا الخطبة فيما بينهم ولم يقدموا بعد على الزواج. فلماذا كل هذا التأخير؟".

وقال: "الحق نقول أن تجربة الاستقلال الناجز في العام 1943 كانت قصيرة المدى. إذ أن زرع إسرائيل الجسم الغريب في دنيا العرب قد أعاق التقدم في المنطقة التي اضطرت لمقاومة هذا الكيان الغاصب. فدخلت في أجواء الأنظمة الكلية، وما يتبعها من حد للتفاعل مع إيجابيات التاريخ. وها نحن نشهد اليوم، وعلى مجمل الساحات العربية تراجعا نحو صراعات مذهبية قاتلة، وقادرة إذا ما استمرت، لا سمح الله، أن تقوض كل حضارتنا الحالية. إن لبنان يعرف مثل هذا الانقسام ولو كان قد تجنب السقوط في أتونه العنفي. وقد تكون هذه الحكمة التي يجسدها اللبنانيون اليوم بداية لمرحلة جديدة في تاريخنا كما في تاريخ المنطقة، ألا وهي مرحلة الاقتناع بأن تلاقينا الثابت والذي لا رجوع عنه هو وحده بداية الخلاص مما نتخبط فيه، وبأن هذا التلاقي بين اللبنانيين وهذا القبول النهائي بعضهم لبعض سيكون المثل الأعلى للتلاقي بين العرب والمسلمين. هذا هو القرار، فهل من سبيل إلى اتخاذه فيكتمل عقد لبنان، ويسير العرب قدما نحو الحياة وقوة الحياة؟".

واشار الى ان النقيب ختم كتابه بقوله: "سنظل على محبة لبنان"، وكأنه يزيد قائلا: "إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا". وقال: "نحن معك أيها النقيب الصدوق والغيور والعارف والحكيم، يا ابن الحكمة ورسول لبنان، إلى أن يأخذ لبنان قراره. فيستقر ويلبسه العز. والهناء والشكر لكل من يلبي في هذا المجال الوطني والإنساني الرائع، نداء لبنان".

رزق
ثم ألقى رزق كلمة حيا فيها "نقيب المعرفة والقيم ... رفيق العقود السبعة وزميل الستة، الأخ الذي لم تزده الأيام إلا قربى، فالعمر بيننا وقفات لا تني، صداقات مشهرات، ومواقف على حد الشفار، مواض قواطع!".

وقال: "على مر السنين، كلما اجتمعنا في حلقات فكر أو ندوات بيان، وعندما نلتقي في مناسبات اجتماعية، ما برح عصام كرم، بلمسات سحرية، ونبرات خطابية، يتألق محدثا، يروي ثقة أو يصوب حجة، فيحول المجالس الى جلسات ثرية المضمون، يدهشك بما يكتنز تفاصيل ويسلسل معطيات، جمعها بأناة في ليالي القراءة النهمة والتحصيل الدؤوب، فلا تفوته معلومة: قوله الفصل وحجته القطع".

ورأى ان كتاب النقيب كرم "اطروحة ثقافة عامة، دقيقة التفاصيل. نتاج ادخارات شمولية، تنقل رشيق أنيق، على خطرات موسوعية"، وقال: يا أخي عصام، يا صديق العمر ورفيق الزمن المتسارع، حسن أن تروي وتستفيض، تسرد حقائق، تحلل دقائق وتستخلص عبرا. لكنني، بعد معاناة ناهزت عمر صداقتنا، واختبار مباشر تخللته خيبات كثيرة، أستطيع الجزم بأن التبعية والهوان ليسا قدرا، والاستسلام ليس ضمانا للسلامة، فلا مقايضة بين الكرامة والمصلحة الآنية، لأن ما يلوح تسوية مرحلية، يبطل الحلول الجذرية... فقد كفانا تسويات ظرفية، ولا مناص من العودة الى روح ميثاقنا ودستورنا، مع تعديلاته الأخيرة، التي كان لي شرف صوغها، إرساء لأسس شراكة فعلية في المسؤولية العامة، الأسمى من كل الاعتبارات الفئوية والمصالح الآنية".

واكد "أن الشعب اللبناني قادر على توطيد أسس وطن نهائي وصنع دولة موفورة، لكن عليه أن يأخذ، هو نفسه، قرارا مباشرا بالنهوض، من دون انتظار، عبر صحوة يصنعها رسل، لا سعاة بريد يأتمرون بمن يتوهمونه مرجعا ضامنا لمصالحهم الشخصية، ويتلقون تعليماتهم من مرجعيات خارجية ومحاور اقليمية ودولية، يستقوون بها ويستعدونها على أهلهم".

وقال: "سنظل نراهن معا، بمن تيسر وتوافر وأخلص ولم يتآمر، على صحوة لبنانية، تؤكد هوية "الوطن الرسالة"، بقرار نابع من إرادة جامعة، لشعب موحد ايمانا، وإن تنوع مذاهب وتعدد طوائف وأديانا. لا من تنمر فئوي، أو توجه فوقي، لا من استجداء حماية، وتسول وصاية، ولا من تحريض غريب على قريب... يجب، بل يتحتم، الارتداد الى الذات اللبنانية، الصافية النقية، تحقيقا للوجود النوعي المرتجى، لأن لا قيمة لإنسان، في أي مكان، ولا قيام لدولة وبقاء لوطن، إلا بقرار جازم، وموقف حاسم، لا يهاود ولا يهاب... وعبثا التنظير خارج المنظور".

كرم
كلمة الختام كانت للنقيب كرم، قال فيها: "كتبت لا أراعي، لأن الكتابة مسؤولية الصادقين". وحيا المطران مطر "أمير من أمراء الكنيسة، ألباني بالكلمة وبالحجر مداميك بهية في عمارة العيش المشترك في حرص على تفعيله وترسيخه في عقد إجتماعي يتكامل مع عقد سياسي هو الميثاق المتكامل مع الطائف، فيصير العيش المشترك حقيقة لبنانية تسعى... أرفع بكثير، وأرسخ بكثير، من شعار مستهلك".

وقال: "بولس مطر وعى معنى تجاور الكنيسة والمسجد، كاتدرائية مار جرجس ومسجد الأمين يقولان معا "لا للطائفية السياسية، ولو راسخة متمكنة. لا للتكفير، لا لخطوط التماس، لا للارهاب، لا للاحتلال".


واكد ان "العقد الإجتماعي يزيل العداء بين المواطن والدولة المقدور عليها أن تحترم الحقوق الشخصية، وهي حق طبيعي تحفظه الدولة. فما أحد في ذمة أحد. بعضنا في ذمة بعضنا. وكلنا في ذمة الوطن والقانون. بذلك تعظم بالكنيسة ثقة الناس. وبذلك تكون عدالة في فرض الضرائب، فتزول شكوك في أن ما يدفعه المواطن صائد مالا نهبا للأيدي الطويلة". وقال: "ويا ليت أهلنا السنة والشيعة يسمعون مني، فلا يضيعوا زخما وفيرا في السعي إلى "سنية سياسية" أو "شيعية سياسية"، وأمامهم "المارونية السياسية" خير الواعظين".

وحيا ادمون رزق "وزير الكلمة والفكر السياسي والمودات". وقال: "لم نتفق من الأشياء الأساس إلا على الصداقة الحفية والكلمة المؤثلة. وثاق الصداقة والحرف جمعنا خيرا من كل ميثاق".


كما حيا الدكتور سعد "الشاهد الأمين على فصل الغث عن السمين، المنبري، المتعامل مع الكلمة متعافيا يقولها صافية مونقة يطلقها من منبر عال واكبه العلا منذ اعتلاه أكابر الحكمويين".

ووجه التحية إلى "الخوري خليل شلفون، رئيس الجامعة الباحث المثقف ومعاونيه الأكارم. تحية إلى الكتاب الورقي الذي جاء به تقدم تقني والذي لا يجوز أن يذهب به تقدم تقني. الحداثة لا تنفي الأصالة، وغوتمبرغ لا يتعارض مع زوكربرغ".

واخيرا حيا "زميلتي ورفيقة دربي الأستاذة نولي عوض التي حرضتني على الكتابة، مع علمها بأن التحريض جريمة تعاقب عليها المادتان 147 و 148 من قانون العقوبات".